منجي باكير حبيب جغام ، هذا الصّوت الهاتف من ثنايا الزّمن الجميل ، هذا الإنسان الطيّب ، الرقيق ، المؤدّب و الصّريح ، و هذا الإعلامي المتمكّن و هذا الإذاعي القدير على شدّ المستمعين و توجيههم نحو الذوق السليم و مصداقيّة الكلمة و القدير على انتشال متابعيه من وحل و رداءة ما يبثّه و ينتجه أدعياء الإعلام و الصحافة ،،، حبيب جغام هذه نسخته الأصليّة و التي كانت إمتدادا لعبقريّة المرحوم صالح جغام ، لكنّ هذه النّسخة لم يحافظ عليها أخونا الحبيب و لم يصمد أمام بهرج حبّ الظهور و لو بالإنخراط في موجات هذه الرداءة و السفسطة و الإنحدار ...حبيب جغام جلس في كرسيّ – بلامجاملة – و لا أدري هل يعرف أنّ هذا الكرسيّ ليس كرسيّه ؟ و لا يشبه لا من قريب و لا من بعيد أبدا مسيرته الرّائدة . لكنّ من يتابعه و مازال يرى فيه طوقا من أطواق النّجاة في خضمّ ترّهات و بلاوي ما يطلق عليه بهتانا إعلاما يعرف حقّا أنّ الرّجل لا يكفي أنّ مضامين و أشكال و تقديمات هذا البرنامج لا تستقيم أبدا مع ما يحمل من عمق فكر و قويم ذوق و صادق مهنيّة ، بل هو كذلك يقزّمه و يجعل ماضيه في مهبّ الرّيح كما يجعل منه ديكورا أكثر منه عنصرا فاعلا أمام استعراض عضلات أصحاب هذا البرنامج و ممارسة عُقدهم ، و يجعله العجلة الخامسة أمام هيمنتهم على مجريات البرنامج و حشوه بتطرّفاتهم الفكريّة و شذوذاتهم الحسّية و الذوقيّة ،،، فهل سيعي الحبيب جغام حجم خسارته و خسارة متابعيه و ينظر إلى وضعه بين أحبّاءه الذي يزداد سوءً ، هل سيقيّم هذا و يؤمن بأنّ من يتقدّم أنملة على طريق الصّدق و الإفادة خيرألف مرّة ممّن يتقدّم خطوة كاملة في طريق السفسطة و الهراء ، و أنّ هذه الخطوة ستؤدّي حتما إلى السقوط إن آجلا أو عاجلا ؟؟؟ هل سيفهم أنّ هذا البرنامج يهمّشه و يدمّره ، أم أنّ الرّجل دخل في دائرة طاحونة الشيء المعتاد و سيكمل السّير في هذا النّهج ؟؟؟