احتفت الدورة السادسة لملتقى الجيلاني بن الحاج يحيى لاعلام جربة التي انتظمت مساء الأحد بمقر جمعية صيانة جزيرة جربة، بأعلام جربة في المسرح على غرار علي بن عياد وفرحات يامون والمنصف بالحاج يحيى وعياد السويسي وغيرهم ممن بنوا مدارس في المسرح التونسي وممن ارتبطت بهم بدايات الحركة المسرحية بالجزيرة قبل الاستقلال. وقد دأبت التظاهرة منذ انطلاقها على أن توثق لاعلام الجزيرة في مجالات مختلفة من التعليم، إلى الصحافة، إلى الطب بعد دورة تأسيسية عرفت بشخصية الجيلاني بن الحاج يحيى رجل الثقافة بامتياز الذي أعطى الكثير للساحة الثقافية في تونس وفي جزيرة جربة وأهدى مكتبته إلى جمعية صيانة الجزيرة والى المكتبة العمومية بميدون. كما اشتغل كثيرا على اعلام الجزيرة ومنهم سليمان الجادوي وبشير الفورتي وغيرهم وفق ما بينه مهدي اللواتي عن جمعية صيانة جزيرة جربة، منظمة الملتقى بالتعاون مع دار الثقافة فريد غازي. ... وأشار كمال بنتعزايت مدير دار الثقافة فريد غازي، أن الملتقى جاء ليثري المشهد الثقافي بالجزيرة وليكون احدى التظاهرات الثقافية التي ترد الجميل لابنائها ممن تركوا بصماتهم في مجالات شتى على غرار مهرجان فرحات يامون للمسرح وملتقى فريد غازي للادب العربي من اجل التوثيق لاعلام جربة في مختلف المجالات . ومن خلال شهادات مختصين ومن العائلات ومن وثائق الارشيف الوطني وأخرى لمسرحيين، وثقت هذه الدورة لشخصيات شكلت الحركة المسرحية في جربة منها شخصيات جربية الاصل وعاشت في العاصمة وانتمت الى الوسط الذي نشطت به مثل محمود بوليمان اول من صعد على خشبة المسرح في تونس مع فرقة الجوق التونسي المصري وفق نعيمة بن معيز كاهية مدير البحوث والدراسات بالارشيف الوطني. وذكرت بن معيز باسهامات الاخوة بوليمان احمد ومحمود والصادق في مسيرة فنية مع الاخوين من ابناء جربة ساسي ومحمد الحجام اخ يحيى التركي، في إرساء مسرح في تونس عبر محل حلاقة اتخذو منه اسم الشهرة "الحجام" يقومون فيه بالتدرب على الاعمال المسرحية وأسسوا فرقة النجمة 1907 /1908 . وأشارت إلى عديد الأسماء من جربة كانوا مع هذه المجموعة منهم حبيب المانع والزليطني. واوضحت ان الاخوة بوليمان والحجام والحبيب المانع كانوا من الاوائل الذين صعدوا على خشبة المسرح وواجهوا الجمهور في عمل مسرحي هو "النديم او صدق الايخاء". وبينت أن أغلب أفراد هذه المجموعة، بسبب ظروفها المادية، انقطعت عن المسرح وابتعدت عنه باستثناء احمد بوليمان الذي مارس المسرح لفترة طويلة قرابة 50 سنة الى حين جيل علي بن عياد. واعتمدت بن معيز في مداخلتها على الرجوع الى الارصدة الوثائقية ومنها اساسا الارصدة الخاصة بالارشيف الوطني وتحديدا الرصيد الخاص لرجل المسرح المنصف شرف الدين مع دوريات متخصصة وارشيف الجمعيات وارشيف المناضلين وعن وثائق. وبينت ان المجتمع الجربي رغم ما عرف به من محافظة يقبل على المسرح ويمارسه لاعتباره رسالة نبيلة وقيمة كبرى ومن بين أولئك أيضا سليم البرجي الذي تحدث عنه مصطفى خريف في "حبك درباني" والشخصية المسرحية "شريف بن يخلف" الذي قام بالكثير في مجال المسرح وبعث جمعيتين مسرحيتين وبعث جريدة مختصة. وسلطت الدورة الضوء على تجربة علي بن عياد المسرحية التي خلقت ثورة على مستوى الجماليات والاخراج عرف فيها المحاضر محمد ادريس بتجربة الرجل واعماله ومساهماته في روافد المسرح من تاليف واخراج. وأبرز ثراء ثقافته المسرحية وتنوع تجاربه في التكوين العملي والنظري. واهتم الملتقى ايضا بشخصية عياد السويسي احد ابناء جزيرة جربة وعرف اكثر بمدينة صفاقس التي قضى بها اطول فترة في حياته. وقد تتلمذ على ايدي رواد الجيل الثاني من المسرحيين التونسيين امثال عبد العزيز العقربي والطاهر قيقة واطلع في مركز الفن المسرحي على اهم كتاب المسرح ومخرجيه وتعلم تقنيات اللقاء والاداء التمثيلي فتكونت لديه ثقافة مسرحية وادبية واسعة كان لها اثرها كفنان ومدرس وانسان وفق ما جاء في مداخلة لعلي بوكادي قدمها نيابة عنه الدكتور في المسرح زهير بن تردايت. وتحدثت العرائسية حبيبة الجندوبي في مداخلتها عن شخصية منصف بالحاج يحيى المخرج العرائسي وبينت أنه كان يناضل من أجل اثبات ان مسرح العرائس فن مستقل بذاته، له خصوصياته . وفي ورقة عن تجربة فرحات يامون قال المحاضر زهير بن تردايت أن الشخصية تنوعت محطاتها وتشابكت مساراتها وقد عرف بالوفاء والثقة كانسان وترك بصماته ثقافيا في كل مؤسسة ثقافية مر بها. كما قدم رؤى جديدة للمسرح وطور العمل المسرحي ونجح في تقديم أدوار مسرحية هامة، وتطورت مسيرته الفنية بمساهمات عديدة كتابة وتمثيلا في المسرح الجامعي. تابعونا على ڤوڤل للأخبار
