اعتبر المشاركون في النّدوة الافتتاحية للدّورة التدريبية حول "دور الإعلام في الحدّ من مخاطر الكوارث الطّبيعية وإنقاذ الأرواح" إنّ المنطقة العربيّة تعتبر "متأخّرة نوعا ما" في الوعي بالإعلام بالمخاطر والكوارث ومحاولة التّوقي منها وخاصّة في ما يتعلّق بالإنذار المبكّر. ولاحظت الصّحفية المدرّبة حنان زبيس، التي تشرف على تكوين بعنوان "تغطية الكوارث والحدّ من المخاطر"، أنّ المنطقة العربيّة لا تبدي اهتماما لمجال تغطية الكوارث والحدّ من آثارها، مشيرة إلى أنه بانتهاء "الكارثة" تنسى القصص ولا نعود لنستقي الدروس ولا نتعلم كيف نغطي بطريقة أحسن هذه الكوارث، مؤكّدة أنه مجال لم تكتسب فيه الدّول العربية بعد، أية تجارب. ... وقالت إنّ هذا التكوين الذي تنظّمه أكاديمية اتحاد إذاعات الدّول العربية ومكتب الأمم المتحدّة للحدّ من مخاطر الكوارث، يستقي من تجارب العالم في هذا المجال، ويركّز خاصّة على الأهمّية القصوى ل"الإنذار المبكّر" وما يتيحه من فرص لإنقاذ حياة الآلاف من الأشخاص فقط لو قدّمت المعلومة في الوقت المناسب للأشخاص المناسبين، باعتبار أنّ الكارثة تقع في أحيان كثيرة في وقت قصير او في غضون لحظات، على غرار الفيضانات التي ضربت الأسبوع الماضي دولتي الإمارات العربية المتحدة وعمان وكذلك الزلزال الذي ضرب العام الماضي سوريا وتركيا. من جهته اعتبر فادي جنان، ممثل مكتب الأممالمتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث، إنّ هذه الورشة هي من أولى الدورات التدريبية في المنطقة العربية وتهدف إلى تكوين رؤية واضحة لدى ممثلي وسائل الإعلام المحلّية والإقليمية في الدول العربية بخصوص دورهم في نشر المعلومات قبل الكارثة بكافة انواعها وأثناءها وبعدها ، وبالتالي رفع الوعي العام حول الحاجة الملحة للحدّ من الكوارث والاهتمام أكثر بالقضايا البيئية مثل تأثيرات التغيرات المناخية وتعزيز إدراك المجتمع بخطورتها. وكشف أنّ مكتب الأممالمتحدة قام سنة 2022 بإطلاق المجموعة العربية للصحفيين والإعلاميين المتطوعين في مجال الحدّ من مخاطر الكوارث، مبيّنا أنّ هذه المجموعة تعمل حاليّا على إعداد خارطة طريق لوسائل الإعلام ليتم عرضها خلال المؤتمر العربي السادس للحدّ من مخاطر الكوارث والذّي سيلتئم في شهر أكتوبر 2024 وفي السّياق ذاته، لاحظ رضا النجار، المشرف على اكاديمية التدريب باتحاد إذاعات الدّول العربية ، أنّ هذه الورشة تندرج في إطار برنامج أممي كامل يهتم بتنظيم دورات تحسيسية وتعليمية تستهدف الصحفيين لتتكوّن لديهم الخبرة والاختصاص في كيفية التنبّؤ قدر المستطاع، علميّا بهذه الكوارث وإعلام الناس بها للاحتياط منها ثم المتابعة بعد وقوع الكارثة والتدرّب على آليات التغطية المهنيّة من أجل إنقاذ أكثر ما يمكن من الأرواح،الى جانب الاهتمام بجانب ما بعد الكوارث والذّي ينسى في أحيان كثيرة وتكون آثاره عموما مادّية ونفسيّة، وذلك عن طريق إنجاز البرامج التوعوية واستعمال الوثائقيات. يشار إلى أنّ هذه الدّورة التدريبية تجرى بمقرّ اتحاد إذاعات الدّول العربية بتونس خلال الفترة من 22 إلى 25 أفريل 2024، وتتمحور أساساً حول برنامج الأممالمتحدة للحد من مخاطر الكوارث وكيفية تحسين تغطيتها الإعلامية وتقديم طرق الإنذار المبكر وذلك للتقليل من آثارها ومن الخسائر البشرية كنتيجة مباشرة لهذه الكوارث. تابعونا على ڤوڤل للأخبار