دكتور مقيم بأوروبا من أصل تونسي يتحمل مسؤولية نائب رئيس بلدية شيلي مازاران /Chilly -Mazarin/ بفرنسا, فاجأنا أمس بنشره لمقال تحت عنوان /قم بالفرض وأنقب الأرض/ في مجلة ايلاف الالكترونية الأكثر انتشارا عربيا, لم يكفه العنوان الصارخ , فقام الدكتور بتفسيره لأخوانه من العرب كما ستجدونه في المقال. قم بالفرض وأنقب الأرض بقلم الحبيب هنانة لأني أعود من فرنسا إلى العزيزة تونس للإقامة في الإجازة الصيفية، فإني ألاحظ الظواهر الاجتماعية أكثر مما يلاحظها مواطنيّ اللذين يعيشون في الداخل. من هذه الظواهر، ظاهرة مخيفة هي ظاهرة التدين الكاذب الذي شعاره: " قوم بالفرض وأنقب الأرض". بمعنى: طبق فرائض الإسلام الخمسة بطريقة شكلية وعث في الأرض فساداً. اسرق وأنصب وتحايل وكل أموال الناس بالباطل، احلف كاذباً ولا ترحم أحدا،ً قريباً أو بعيداً، المهم هو أن تكسب المال على حساب الآخرين ولا تقم أي وزنٍ للأخلاق والتقاليد الجميلة والمبادئ الدينية التي تنهى عن هذه الممارسات الرذيلة التي يرفضها العقل والدين وتكون بلغة ابن خلدون: سبباً في تخريب العمران، بمعنى تخريب البلاد وأكل حقوق العباد. هذه الظاهرة الدينية البشعة، ظاهرة النفاق الديني : بشًّعها القرآن الكريم، ونعت من يمارسها بأبشع النعوت في سورة "الماعون" من المصحف الكريم: "أرأيت الذي يكذب بالدين" أي المشرك من قريش الذي يكذب بيوم القيامة وينكر كل حساب من الله له على أعماله البشعة في الحياة الدنيا. هذا المشرك الذي يكذب بيوم الحساب من هو؟ "فذلك الذي يدعُ اليتيم" أي يظلمه ويدفعه ويضربه ويأكل ماله ويكبه على وجهه. ------------------------ ذو علاقة Ces tunisiens qui rencontrent le Christ ------------------------ وهذا بالضبط ما هو سائد في إسلام المنافقين في تونس وشعارهم المعروف: "إذا لقيت يتيم كبو، مشك أحن عليه من ربو" أي إذا وجدت يتيماً أمامك فأدفعه إلى أن يسقط على وجهه، فأنت لست أكثر حناناً عليه من ربه، الذي أمات والده أو والديه وتركه يتيماً معرضاً للأذى! وهكذا فالمسلم المنافق التونسي يفعل اليوم ما كان يفعله المشرك في مكة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. تنتقل سورة "الماعون" من وصف أخلاق المشرك وسلوكه إلى وصف أخلاق المسلمين المنافقين وسلوكهم:"فويل للمصلين اللذين هم عن صلاتهم ساهون"، أي الذين يقومون بصلاتهم ليس اقتناعاً منهم بأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وكل أفعال الشر، بل هم ُيصلون رياءً ونفاقاً أمام الناس ويتركونها إذا غاب الناس. وهذا تماماً ما يفعله المسلم المنافق في تونس، فهو يصلي بالنهار حتى يراه الناس ولكنه لا يصلي صلاة المغرب والعشاء، حيث لا يراه أحد. وهذه ظاهرة تأكدت منها بنفسي. ويقول أخر سورة "الماعون" الكريمة " اللذين هم يراؤون ويمنعون الماعون" أي الذين هم ينافقون ويمنعون تقديم الماعون وهي أدوات الطبخ وغيرها لمن يحتاج إلى استعارتها منهم من جيرانهم. هذه الظاهرة الخطيرة لا يعالجها مع الأسف خطباء الجمعة ولا التلفزيون لكشف هؤلاء المنافقين وتحذير المجتمع من مكائدهم ومن نصبهم واحتيالهم وأكل أموال الناس بالباطل حتى لو كانوا إخوتهم ممن ولدتهم أمهاتهم. وأتمنى أن تعالجها دروس التربية الدينية، وكذلك مواعظ فضيلة مفتي تونس الشيخ عثمان بطيخ لشفاء مجتمعنا التونسي منها ومن أثارها السيئة على أمن الناس وأعراضهم وأموالهم، لفضح النفاق ومحاولة القضاء عليه.