أفاد مصدر من المعهد الوطني للاستهلاك أن التونسي يخصص 8 دقائق فقط لتناول إفطاره في شهر رمضان معتبرا ذلك أمرا غير صحيا وغير منصوح به باعتبار أن الأفضل هو تمضية وقت على الأقل ب20 دقيقة على الطاولة بعد 17 ساعة من الصيام (من الساعة الثالثة فجرا إلى الساعة السابعة و 45 دقيقة). ومن ضمن النصائح التي يوجهها المعهد للصائمين خلال رمضان وجوب شرب حوالي لترين من السوائل (ماء أو عصير) مع التقليص قدر الإمكان من استهلاك البيض إذ أن البيانات الإحصائية تفيد بأن التونسي يستهلك خلال شهر رمضان 26 بيضة مقابل 12.8 بيضة في الأشهر العادية. وشدد على ظاهرة ارتفاع الاستهلاك خلال شهر رمضان في العديد من المواد ومن أهمها الخبز الصغير (الباقات) الذي يرتفع بنسبة 135 بالمائة ليمر الاستهلاك من 0.75 وحدة إلى 1.1 وحدة في شهر الصيام مقابل تراجع اقتناء الخبز الكبير بنسبة 38 بالمائة. وأكد مصدرنا على ضرورة ترشيد استهلاك المواد المدعمة خلال شهر رمضان وخاصة الخبز مشيرا إلى أن الإحصائيات المتوفرة تبرز أن حوالي 260 ألف خبزة يتم إلقاؤها يوميا في القمامة خلال شهر رمضان. وتابع في السياق ذاته أن نسبة التبذير في الخبز الكبير تقدر بنسبة 25 بالمائة وبنسبة 15 بالمائة في الخبز الصغير (الباقات) علاوة على أن التبذير يتكلف على الدولة سنويا أكثر من 30 مليون دينار. كما أن 80 بالمائة من استهلاك «الملسوقة» يتم خلال شهر رمضان بمعدل 25 ورقة للفرد في رمضان، فضلا عن ارتفاع أكل التونسي للياغورط بمعدل 12.9 علبة في رمضان مقابل 5.4 علبة في الأشهر العادية من السنة. وبالنسبة إلى اللحوم الحمراء وبحساب البيانات التي أوردها معهد الاستهلاك يرتفع اقتناء لحم الضأن بنسبة 47 بالمائة ليمر من 0.75 كلغ للفرد إلى 1.1 كلغ في شهر الصيام، وفي السياق ذاته يرتفع الإقبال على لحوم الأبقار بنسبة 130 بالمائة من 0.22 كلغ للفرد إلى 0.5 كلغ للفرد في رمضان. ومن جهة أخرى يعتزم المعهد الوطني للاستهلاك مطلع الأسبوع القادم توزيع حوالي 150 ألف قفة مصنوعة من الورق تحمل دعوات للمستهلكين للمطالبة بحقهم في احترام التسعيرة وترشيد الاستهلاك خلال شهر رمضان. و سيتم توزيع الأقفاف على المخابز التي ستتولى بدورها توزيعها مجانا على المواطنين. وقال ذات المصدر أن هذه العملية تندرج في إطار برنامج عمل المعهد خلال شهر الصيام لتوعية المستهلكين وإرشادهم حول حقوقهم تجاه التجار لا سيما من حيث التفطن لمختلف التجاوزات المتعلقة بعدم إشهار الأسعار أو احترام التسعيرة. وأفاد أن من ضمن الأعمال التي سيقوم بها خلال شهر الصيام الاتفاق مع مزودي الهاتف الجوال لإرسال إرساليات قصيرة للمواطنين تدعوهم فيها إلى ترشيد الاستهلاك والمطالبة بحقوقهم من إشهار الأسعار.