احتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي تزامن هذا العام مع حدثي الإعلان عن تركيبة الهيئة العليا المستقلة للاعلام السمعي البصري ومحاكمة الصحفي «زياد الهاني»، نظمت امس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمقرها بالعاصمة ندوة صحفية قدمت فيها التقرير السنوي لواقع حرية الصحافة والانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون من ماي 2012 إلى ماي 2013.. أعقبتها مسيرة انطلقت من مقر النقابة مرورا بشارع محمد الخامس قبل ان تحط الرحال امام مقر المسرح البلدي بالعاصمة. «196 اعتداء جسدي وهرسلة وتشويه وتهشيم معدات تعرض لها الصحفيون من ماي 2012 الى ماي 2013.. 196 اعتداء هو جزاء الجهود التي بذلها 108 صحفيين تعرضوا للاعتداء في رحلة بحثهم عن المعلومة أي بمعدل 9 اعتداءات في الشهر الواحد ... ولعل شهر ديسمبر الماضي كان من أكثر أشهر الاعتداءات حيث تجاوز المعدل الاعتداء الواحد في اليوم وهو نسق كبير مقارنة بالسنة الفارطة» هذا ابرز ما جاء في التقرير السنوي لواقع حرية الصحافة في تونس... هو رقم اعتبره أعضاء النقابة الوطنية «مفزعا وخطيرا». و قبل تقديم التقرير السنوي لواقع حرية الصحافة في تونس، أعربت «نجيبة الحمروني» نقيبة الصحفيين عن شديد اسفها لسقوط عدد من اعوان الامن والجيش الوطنيين «ضحايا للارهاب»، مبينة رغبة بعض الاطراف في العودة بالبلاد الى قرون من «الجهل والتخلف» على حدّ تعبيرها. كما عبرت «نجيبة» خلال هذه الندوة التي تميزت بحضور عدد من الشخصيات الوطنية السياسية والحقوقية (محمد بنور، عبد الوهاب الهاني، بشرى بلحاج حميدة، جلول عزونة...)، عن المشكل الذي يعترض الصحفيين في الوصول الى المعلومة، مضيفة: «نلحظ اليوم العدد الكبير من الصحفيين الذين يجرّون للسجون لا لشيء سوى لأنهم أبدوا رغبة ملحة في الوصول الى المعلومة أو أناروا بها الرأي العام .. ولعل محاكمة «زياد الهاني» تتنزل في هذا الاطار، ولكننا نردد ونقول ان مثل هذه المحاولات لن تثنينا عن مواصلة النضال ودعم أي زميل صحفي يبذل جهدا في كشف الحقيقة مهما كانت الضغوطات والتهديدات.. ولذلك نعتبر ان هذه المناسبة هي مناسبة احتجاجية لا احتفالية». و طالبت نقيبة الصحفيين بإلغاء الفصل 121 من مشروع الدستور والذي اعتبرته أحد أبرز معوقات العمل الصحفي، وبضرورة تفعيل الاطار التشريعي المنظم للقطاع والتسريع بتفعيل المرسومين 115 و116. «أيمن الرزقي» (عضو المكتب التنفيذي مكلف بالحريات): «9 ماي تاريخ الاعلان عن المجلس الاعلى للصحافة» من جانبه، أوضح «أيمن الرزقي» عضو المكتب التنفيذي المكلف بالحريات، ان النقابة تبذل جهدا كبيرا في معالجة أوضاع العاملين بالصحافة المكتوبة والالكترونية وانه سيتم خلال الجلسة العامة الاستثنائية يوم 9 ماي، الاعلان عن المجلس الاعلى للصحافة. وقال «الرزقي» ان الصحفيين يعولون على نقابة القضاة والهيئة الوطنية للمحامين في معركة التصدي للمعتدين على الصحفيين، مضيفا: «يجب ان يساعدونا فمن يعتدي على الصحفيين بات يحظى اليوم بغطاء سياسي ويفلت من العقاب»، موضحا في ذات الاطار ان بعض الشخصيات والمسؤولين السياسيين يعملون على تجييش الرأي وتحريضه وتهييجه على الصحفيين ووضعهم كلهم في سلة واحدة وان بعض القوى السياسية تتشفى بالاعتداء المسلط على الصحفي بسبب تغطيته لحدث دون آخر. المسيرة: «بين مبدإ الحياد وكمّاشة السياسة» ومن أمام مقر نقابة الصحفيين التونسيين انطلقت اثر الندوة الصحفية، مسيرة الإعلاميين المنادية بحرية الصحافة وتحييدها عن التجاذبات السياسية. المسيرة التي شارك فيها صحفيون من كل وسائل الإعلام وصحفيون من أجيال مختلفة حضرها أيضا عدد من السياسيين على غرار حمة الهمامي وزياد الأخضر ومحمد بنور وجوهر بن مبارك وعبد الوهاب الهاني إلى جانب شخصيات من بعض مكونات المجتمع المدني والمحامين . ورغم اصرار عدد كبير من الإعلاميين على أن تكون المسيرة خالية من الشعارات السياسية إلا أن احياء اليوم العالمي لحرية الصحافة لم يمر دون أن يرفع عدد من أهل المهنة جملة من الشعارات المناهضة للحكومة ولحركة «النهضة» متهمين إياها بالسعي إلى تركيع الإعلام والعودة به إلى مربع الرقابة و«الصنصرة». الصحفيون عبروا من خلال الشعارات المرفوعة عن رفضهم لأزلام النظام البائد ولتصريحات عضو حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» «طارق الكحلاوي» الذي نعتهم في الإجتماع الذي نظمه حزبه يوم غرة ماي ب«الصحفجيين»، وأكدت عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين «سلمى الجلاصى» أن نعت «الكحلاوي» للإعلاميين ب«الصحفجيين» لن يثنيهم على المضي قدما في الدفاع عن حرية الكلمة والرأي واستقلالية المهنة وهياكلها وأن كل من يحاول إعادة عقارب الزمن إلى الوراء واهم ولن يحصد إلا السراب، كما رفعوا شعارات من قبيل «سلطة رابعة لا سلطة تابعة» و«يا مواطن فيق فيق الحرية ليا وليك» و«حق الإعلام واجب... حق المعلومة واجب». علم سوريا يثير الجدل رفع العلم السوري أثناء مسيرة اليوم العالمي لحرية الصحافة أثار الكثير من الجدل حيث عبر قسم كبير من الإعلاميين عن رفضهم لرفع أي راية ما عدا الراية الوطنية معتبرين أن مساندة الثورة السورية أو نظام الأسد يبقى مسألة شخصية ولا يجب أن يقحم به في مسيرة الإعلاميين الرافعين لشعار الحياد وحتى لا يحسب هذا الموقف أو ذاك على النقابة . مواكبة: فؤاد فراحتية وإيمان الحامدي