تشارك فلسطين في مسابقة الأفلام القصيرة للدورة 66 لمهرجان «كان» بفيلم للثنائي محمد وأحمد ابو نصار، وتحضر إسرائيل في مسابقة افلام المدارس، وتغيب بقية الدول العربية الأخرى عن هذين القسمين من اهم تظاهرة سينمائية في العالم. وقد ترشح لمسابقة الفيلم القصير 3500 فيلم من 132 بلدا. أما مسابقة افلام المدارس فترشح لها 1550 فيلما من 277 مدرسة سينما في مختلف انحاء العالم تم الإحتفاظ ب14 شريطا روائيا واربعة افلام صور متحركة. تونسيا، مازالت الآمال معقودة على مسابقة الأفلام الطويلة التي ترشح لها عدد من الأشرطة التونسية تلقى عدد منها رسائل بالرفض في إنتظار الحسم في الأيام القادمة. وتشارك تونس كعادتها منذ سنوات في القرية الدولية بجناح تقدم فيه أهم الإنتاجات طيلة سنة كاملة، وستعهد وزارة الثقافة بمهمة إعداد الجناح التونسي إلى الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام التي يرأسها رضا التركي، وعلى الرغم من كل المؤاخذات التي يمكن إيرادها بخصوص مشاركة العام المنقضي فإن الغرفة قادرة متى تظافرت جهود كل اعضائها على تقديم افضل صورة عن السينما التونسية التي مازالت تنوء تحت ثقل مشاكل متراكمة لم تزدها السنوات سوى تأزما على الرغم من بعض النوايا الحسنة والمبادرات هنا وهناك. ولعله من المفيد أن يفكر القائمون على الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام في إعداد بوابة إلكترونية تضم مواقع مختلف شركات الإنتاج وإسداء الخدمات السمعية البصرية في بلادنا وتعرف بالتسهيلات الممنوحة للمنتجين الأجانب ووسائل التواصل مع مختلف الجهات(سياحة، طيران، وزارات...) وإعداد الوسائط الاتصالية الضرورية لأكبر محفل سينمائي في العالم تشارك فيه حتى الدول التي لا تعرف لها أي أفلام. ويأمل السينمائيون أن تتبلور أكثر الروح الإيجابية لوزير الثقافة بالعمل على إقرار تشجيعات حقيقية للمستثمرين في القاعات السينمائية بعيدا عن اللغة الخشبية التي الفتها الأذان طيلة سنوات من الوعود الخلّب، ومراجعة عمل لجنة التشجيع السينمائي بتخصيص قسم للعمل الأول وإيجاد صيغ جديدة من الدعم مثل التسبقة على المداخيل المعمول بها في فرنسا والمغرب على سبيل المثال، كما أن الوزارة قادرة على فتح أفق أكبر في مجال التعاون الدولي، فصناديق الدعم موجودة في عدة مناطق من العالم ولا يعقل أن تظل عيوننا مثبتة على فرنسا دون غيرها والحال أن صناديق الدعم الفرنسية أدارت ظهرها للسينما التونسية، فدولة مثل ألمانيا قادرة من خلال صناديقها الفيدرالية او حتى الموجودة في المقاطعات على مساعدة المخرجين الشبان في بلادنا على تحقيق احلامهم السينمائية. كما يتعين على المنظمات المهنية أن تتحرك أكثر في مختلف المهرجانات العربية والإقليمية لتفعيل الحضور التونسي الذي يحتاج إلى أفلام جيدة وإلى صحافة تونسية أيضا تؤمن بالسينما الوطنية وتدافع عنها وهذا دأبنا منذ سنوات دون منّ منا ودون مزية من أحد.