لقاء رغبتها في نحت صورة الطفل العربي في المشهد الموسيقي عالميا حتى يدوّي صوته في كل أصقاع المعمورة ويعبّر عن حلمه انطلاقا من واقعه المعيش حطت مؤخرا «جمعية إفريقيا الجنوبيّة لرعاية الأيتام» الليبية رحالها بين أرض تونس الخضراء في جولة فنية انطلقت من دار الشباب (حي الحديقة) لتتواصل اليوم مع موعد متجدّد في دار الثقافة «محمد علي بوليمان» بباب سويقة قبل أن تختم عروضها بدار الشباب «حي الطيران». عمل موسيقي «كوريغرافي» يجمع شتات الكلمة الصّادقة ليلتحم في هبة وكبرياء وعفوية بموسيقى يخضّب صداها إيقاع ليبي يدغدغ النفوس ويهب للجمهور رسالة صادقة حبّر توهّجها «عبد الحميد الفيتوري« وجسّد أحداثها كورال الجمعية حيث قدّم أفرادها صورا حيّة من واقع الملاجئ وفسحت المجال بالحركة والأداء والإنشاد للمعاق واللقيط واليتيم لكي يعبّر عن غده الوضّاء في عمل موسيقى فرجوي شدّ الجمهور الحاضر لقاء حرفيته وارتكازه على عنصر الإثارة والإبهار والصّدق بشكل مباشر مبسّط ديدنه الكلمة المعبّرة والمتوثّبة والعميقة تشكل رسالة كاملة الأوصاف تبدأ بالمعاناة وتمرّ بالصّبر وتنتهي بالحلم القادم وقد رسمت خطاه الأولى شدوا وطربا وإيقاعا وتمثيلا مواهب أهدت للجمهور زهرات حمراء فاح عطرها عنوانها ليس إلاّ ربيع «الفاقدين للسند» و«الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة» فغنّوا وأطربوا وتفاعل معهم الحاضرون ضمن لقاء تناغم فيه حلم الطفل التونسي مع حلم الطفل الليبي طالما مستقبل البلدين في صغارها من كتبوا بعمق وحياء رسالة إنسانية كاملة الأوصاف. وقد مهّد لهذا العرض الموسيقي كورال «المعالي» بإشراف الأستاذ «نبيل المقدّم».