الملك سلمان يخضع لفحوصات طبية بسبب ارتفاع درجة الحرارة    استشهاد 20 شخصا في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    تونس حريصة على دعم مجالات التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ( أحمد الحشاني )    مسؤول باتحاد الفلاحين: أضاحي العيد متوفرة والأسعار رغم ارتفاعها تبقى "معقولة" إزاء كلفة الإنتاج    تونس تشارك في الدورة 3 للمنتدى الدولي نحو الجنوب بسورينتو الايطالية يومي 17 و18 ماي 2024    المنستير: إحداث اول شركة أهلية محلية لتنمية الصناعات التقليدية بالجهة في الساحلين    رئيس الجمهورية يأذن بعرض مشروع نتقيح الفصل 411 من المجلة التجارية على مجلس الوزراء بداية الأسبوع المقبل    عضو هيئة الانتخابات: حسب الاجال الدستورية لا يمكن تجاوز يوم 23 أكتوبر 2024 كموعد أقصى لإجراء الانتخابات الرّئاسية    العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين بجرجيس مخبأة منذ مدة (مصدر قضائي)    الترجي الرياضي يكتفي بالتعادل السلبي في رادس وحسم اللقب يتاجل الى لقاء الاياب في القاهرة    كاس تونس - النجم الساحلي يفوز على الاهلي الصفاقسي 1-صفر ويصعد الى ربع النهائي    الحرس الوطني: البحث عن 23 مفقودا في البحر شاركوا في عمليات إبحار خلسة من سواحل قربة    طقس... نزول بعض الأمطار بالشمال والمناطق الغربية    المنستير : انطلاق الاستشارة لتنفيذ الجزء الثالث من تهيئة متحف لمطة في ظرف أسبوع    اليوم العالمي لأطباء الطب العام والطب العائلي : طبيب الخط الأول يُعالج 80 بالمائة من مشاكل الصحة    قبل أسبوعين من مواجهة ريال مدريد.. ظهور صادم لمدافع دورتموند    بوسالم.. وفاة شاب غرقا في خزان مائي    مهرجان «بريك المهدية» في نسخته الأولى: احتفاء بالتّراث الغذائي المحلّي    عمر الغول.. الولايات المتحدة تريد قتل دور مصر بالميناء العائم في غزة    ملتقى وطني للتكوين المهني    المجلس المحلي بسكرة يحتجّ    منال عمارة: أمارس الفنّ من أجل المال    عاجل/ صفاقس: انقاذ 52 شخصا شاركوا في 'حرقة' وإنتشال 4 جثث    النجم الساحلي يمرّ بصعوبة الى الدور ربع النهائي    كأس تونس : النجم الساحلي يلتحق بركب المتأهلين للدور ربع النهائي    تمدد "إنتفاضة" إفريقيا ضد فرنسا..السينغال تُلّوح بإغلاق قواعد باريس العسكرية    القصرين: القبض على شخص صادرة في حقه 10 مناشير تفتيش    الإنتخابات الرئاسية: إلزامية البطاقة عدد 3 للترشح..هيئة الإنتخابات تحسم الجدل    آمر المركز الأول للتدريب بجيش الطيران صفاقس: قريبا استقبال أول دورة للجنود المتطوّعين    قريبا.. الحلويات الشعبية بأسعار اقل    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    قراءة في أعمال ومحامل تشكيلية على هامش معرض «عوالم فنون» بصالون الرواق .. لوحات من ارهاصات الروح وفنطازيا الأنامل الساخنة    شبهات فساد: الاحتفاظ بمعتمد وموظف سابق بالستاغ وإطار بنكي في الكاف    بقلم مرشد السماوي: كفى إهدارا للمال العام بالعملة الصعبة على مغنيين عرب صنعهم إعلامنا ومهرجاناتنا!    المهرجان الدولي للمشمش بحاجب العيون في دورته الثانية ...مسابقات وندوات وعروض فروسية وفنون شعبية    القيمة التسويقية للترجي و الأهلي قبل موقعة رادس    وزيرة الصناعة: مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا فريد من نوعه    تضم منظمات وجمعيات: نحو تأسيس 'جبهة للدفاع عن الديمقراطية' في تونس    لم يُشهد لها مثيل منذ قرن: غرب ألمانيا يغرق في الفيضانات    هذه القنوات التي ستبث مباراة الترجي الرياضي التونسي و الأهلي المصري    أبو عبيدة: استهدفنا 100 آلية عسكرية للاحتلال في 10 أيام    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    السبت..ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة    ابرام اتفاق شراكة بين كونكت والجمعية التونسيّة لخرّيجي المدارس العليا الفرنسيّة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    بينهم طفلان..مقتل 5 أشخاص نتيجة قصف إسرائيلي على لبنان    داء الكلب في تونس بالأرقام    حلوى مجهولة المصدر تتسبب في تسمم 11 تلميذا بالجديدة    كمال الفقي يستقبل رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    جندوبة : يوم إعلامي حول تأثير التغيرات المناخية على غراسات القوارص    حفل تكريم على شرف الملعب الإفريقي لمنزل بورقيبة بعد صعوده رسميا إلى الرّابطة الثانية    الصادرات نحو ليبيا تبلغ 2.6 مليار دينار : مساع لدعم المبادلات البينية    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" النوري بوزيد" في حوار شامل ل «التونسية» «النهضة» عاجزة عن الحكم بمفردها، لكن لا أحد يستطيع الحكم دون «النهضة»... هؤلاء يريدون الفلوس والسلطة والجنّة.... "ياسر على الجحّيش"
نشر في التونسية يوم 19 - 05 - 2012

جماعة «النهضة» «ما ينجّمو يتكلّمو حتى كلمة في الباجي قائد السبسي»
بن علي وسّمني لكن هذا لا يعني أنني "مبيوع" للنظام
من مبعوثنا الخاص إلى مهرجان «كان» السينمائي- شادي الورداني
وأنا أغادر المسرح الكبير بعد عرض فيلم المصري يسري نصر الله «بعد الموقعة» المدرج في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»، شعرت بأن النوري بوزيد ظُلم ومعه ظلمت السينما التونسية بعدم ترشيح فيلمه الجديد «ما نموتش» من طرف المنتج الفرنسي(وهو نفسه المشارك في إنتاج فيلم يسري نصر الله) ليضمن الحصول على دعم قدره 200 أورو. وإذا صحت هذه الرواية فإنها تدعو المهنيين كما وزارة الثقافة إلى مراجعة القوانين الحالية حتى لا يظل السينمائي التونسي تحت رحمة المنتج الأجنبي لينجز فيلمه في راحة مادية لا يوفرها حجم الدعم الحالي .
منذ أشهر طويلة سكت النوري بوزيد لينجز آخر أفلامه الذي تغير عنوانه من «ميلفاي» إلى « ما نموتش» وها هو يتكلم اليوم على صفحات «التونسية».
ما الذي تغيّر من «ميلفاي» إلى «ما نموتش»؟
التغيير هو أن التهديد الذي تعرضت له بعد الثورة من بسيكوM و «النهضة» و«الضربة إلي كليتها» أعطيا دفعا للمشروع، كانت الأمور جدية «حبيت نشكي ما نجمتش»، ليست المرة الأولى التي يسبني فيها بسيكوM، في المرة الأولى لم يستهدفني بمفردي وقد امتنعت عن رفع قضية ضده زمن بن علي لأنه في المعارضة، لم أرد أن أكون مطية لمحاكمته. في المرة الثانية تهجم عليّ في قصر المؤتمرات في اجتماع عام ل «النهضة» وردد الحاضرون وراءه «الله أكبر» بعد أن دعا إلى قتلي وتصفيتي فقررت أن أقاضيه ولكن «قعدو يمشّيو فيّ ويجيبو»، رفعت قضية ب «النهضة» وب بسيكوM.
من منعك؟
الحاكم قال لي ثمة فراغ قانوني والفايسبوك ليس حجة قانونية . أرسلوني في البداية إلى مركز شرطة فوجدت أنه حرق.
هل اتصل بك أحد من «النهضة» لحل المشكل وديا؟
لا لم يتصلوا بي سوى عند اعتزامي تصوير فيلم «ما نموتش» ، نهاية أكتوبر 2011 مباشرة بعد الانتخابات أعلمني صديقان لي «موش توانسة» لا صلة لهما بالسياسة ولكن لهما علاقات ببعض رجال «النهضة» بأنه طلب منهما تبليغي نصيحة بأن لا أنجز فيلمي وإلا تم سجني، موضوع الفيلم هو الحجاب، و بعد فوز «النهضة» بالانتخابات طورت شخصية الإخوانجي بعد خروجه من السجن ورصدت رد فعله على عائلته التي ضحت من أجله (الأب، الأخت غير المحجبة) ، وعلاقته بصديقته و صلاته بالسلفيين الذين أبرزت ممارساتهم في الفضاء العام.
وكأنك استبقت ما فعله السلفيون على أرض الواقع؟
بالضبط ما قلته في الفيلم حدث لاحقا، كان واضحا أنهم تلقوا الضوء الأخضر «يعملو إلي يحبو وما يوقفهم حد» هم الذين اعتدوا علي، و بسيكوM من حزب «التحرير» ، ماذا يعني كل ذلك ؟ يعني شيئا واحدا أنهم جميعا باختلاف المسميات شيء واحد .
حضرت عدة نقاشات من بينها حصة في الإذاعة بحضور العجمي الوريمي ومرة تكلم سمير ديلو ليهون من فعلة بسيكوM، قال ما هي إلا أغنية؟ فأجبته مادام الأمر كذلك فسأتحدث عنها في فيلمي وما هو إلا مجرد فيلم، وعقبت عليه، قلت له إن الأمر يتجاوز مجرد أغنية فماذا لو فهمها أحد مريديكم على أن قتلي يدخله الجنة؟ ولذلك غيرت العنوان إلى «ما نموتش»، إذ قمت بدور عازف أكورديون وقد صورت في الفيلم مشاهد تغسيلي وتكفيني.
هذه المشاهد فهمها بعض الذين شاهدوا الفيلم على أنك استبقت الزمن واستأثرت بتصوير مشاهد موتك وغسلك وتكفينك؟
أردت أن أقول أن الموت ليس بعيدا عني رغم أني «ما عملت شيء» كنت أغني «يراني ما نموتش لين يموت الكبي في عيون العزاب
وينطق المخبي في حجر المحراب».
عنوان الفيلم «ما نموتش» ولكنك تموت ؟
نعم، أليسوا يؤمنون بأن الذين قتلوا في سبيل الله هم أحياء يرزقون؟ فليعتبروني أحد هؤلاء ، احسبوني من الجماعة ..
لم أفهم إلى الآن ما هي مشكلتهم معي؟ هل النوري بوزيد هو من وضع النهضويين في السجون؟ أنا بالعكس زرتهم في السجون بأفلامي.
صرح لي مرة أحد المحكوم عليهم في حادثة باب سويقة بأنك كنت أداة للنظام لغسل أدمغة المساجين السياسيين بأفلامك؟
هذا كلام لا يعكس بالمرة النقاشات التي كانت تدور بيني وبين السجناء، أولا أنا لم يبعثني نظام بن علي بل أرسل غيري ولكن المساجين هم الذين طلبوني بالاسم أنا و الأمين النهدي ولم أر ما يسيء في أن أعرض عليهم أفلامي فالسجن لم يسحب منهم في ما أعلم إنسانيتهم ومواطنتهم وكنت أعلن منذ البداية للسجناء أني لست مع النظام و لست موافقا على وجودهم في السجن كما أني لا أتفق معهم في أفكارهم وكل هذا يسجل وكذلك النقاش، الوثائق موجودة لدى اللجنة الثقافية القومية. غسل الأدمغة؟ هل هم صبية صغار؟ بعد عرض «ريح السد» قال لي المساجين الإسلاميون في أحد السجون بأننا «لم نفهم كيف أصدرنا بيانا لمنع عرض الفيلم»، «كل ما يصدر عني خايب» إنهم ينطلقون من حكم مسبق، أحدهم قال لي بأن أفلامي كلها «أفلام حمّام وعري» فطلبت منه أن يذكر لي عناوين هذه الأفلام ، فذكر لي عناوين أفلام ليست لي وفسرت له أن الجسد الذي عريته في «صفايح ذهب» لا يختلف عن أجسادهم التي عذبت وانتهكت عارية، لم أصور الجسد عاريا للمتعة بل لكشف حجم العذابات التي تعرض لها يوسف سلطان بطل الفيلم.
لماذا هذا العداء التاريخي بينك وبين الإسلاميين؟
ربما لأني كنت ماركسيا لينينيا وكنت في حركة «آفاق» ومن الواضح أنهم ينظرون إليّ كملحد وكافر كما كانوا يقولون عن حمة الهمامي. أما الآن فقد شمل التكفير الكل «ماعادش وحدي».
هل دفعك صعود «النهضة» إلى الحكم إلى إجراء تعديلات على سيناريو «ما نموتش»؟
«شوفو الفيلم واحكمو»، حتى زمن بن علي لم أكن أمارس الرقابة الذاتية ولكنها طريقة للتعبير لأنه ما الجدوى من إنجاز فيلم يُمنع من العرض؟ ولعلمك ما زلت أعتبر أن «النهضة» ليست في الحكم ، الانتخابات التي حدثت ليست انتخابات للحكم بل لاختيار مجلس تأسيسي لكتابة الدستور، بالنسبة إلي الثورة مازالت متواصلة في الشارع ولا أعترف بحكم «النهضة» التي أراها ثورة مضادة.
الشعب ائتمنها على البلاد وأنت تصفها بالثورة المضادة؟
أولا ليس الشعب التونسي كله من اختار «النهضة» كأغلبية في المجلس التأسيسي! ثم كيف جرت انتخابات 23 أكتوبر؟
العالم كله أقر بشفافيتها ونزاهتها؟
أنا قلت لك رأيي ولا يهمني ماذا قال العالم أجمع.
ماذا تغير في سيناريو فيلمك؟
غيرت أشياء «ديما نغيّر».
هل صحيح أن هناك من كتب فيك تقارير لوزارة الثقافة لأنك غيرت من سيناريوهات أفلامك قبل التصوير؟
ليست لي أسرار الوزارة، يمكن أن تسأل إدارة السينما، أنا لا أرتاد الوزارة مطلقا إلا للحصول على بطاقة الاحتراف «ما نمشيلهمش، ما عنديش علاش، ما نيش تابع للوزارة».
ما حقيقة رفض فيلمك من طرف مهرجان «كان»؟
أنا قرأت الأخبار والتعليقات مثلكم على صفحات الجرائد.
هل رشحت وزارة الثقافة الفيلم كما ردد البعض؟
أولا، الوزارة لا تملك أية نسخة من الفيلم لأنه لم يكتمل بعد، كما أنها ليست مؤهلة لترشيح فيلمي أو فيلم غيري وأغلب الظن أن أي فيلم ترشحه وزارة الثقافة سيكون مآله الرفض من طرف المهرجان.
أنت تعرف مهرجان «كان» اسأل لجنة الاختيار، صدقني أنا لا أعرف إن كان تم ترشيح الفيلم أصلا، ذهبت بنفسي لأقوم بذلك ولكن المنتجين الفرنسيين المشاركين في الفيلم تعهدوا بالمهمة ولست متأكدا ممّا إذا كانوا قد قاموا بترشيحه أم لا خاصة بعد أن سمعت بأنهم سيحصلون في شهر جويلية القادم على منحة ب200 ألف أورو لمرحلة ما بعد الإنتاج ولو تم ترشيح الفيلم إلى مهرجان «كان» لضاعت عليهم هذه المنحة، عموما أشعر بأني كنت آخر من يعلم بخصوص ترشيح فيلمي ، وما آلمني أكثر أن البعض ممن لا أجد وصفا يناسب انحطاطهم سمحوا لأنفسهم بالحديث بشكل سلبي عن فيلمي والحال أن لا أحد شاهده إلى الآن خارج فريق العمل وأقول للذين تطاولوا على «ما نموتش» ونعتوه بضعف المستوى شاهدوا الفيلم ثم تحدثوا.
هل لديك مخاوف على حرية التعبير؟
مخاوفي على البلاد لا حرية التعبير فقط، فلعبة حرية التعبير فيها «برشة تشيطين»، ما رأيك في اتهام كل من ينظم اعتصاما بأنه من أزلام النظام البائد؟ ما رأيك في أن كل من يعارض الحكومة إما هو من الثورة المضادة أو من رموز النظام البائد؟
هل يصح أن يقال هذا عن جرحى الثورة؟ لا أخاف على حرية التعبير لأن الشعب التونسي اليوم ملقح ضد الاستبداد كما أن وسائل الاتصال الحديثة تمنع أي حاكم من التفرد بنا كما حدث سابقا.
لماذا خفت حضورك في الفضاء العام؟
لأني ببساطة كنت منشغلا بفيلمي، هل تظن أنها عملية سهلة؟ عندي عام وأكثر أعمل بلا توقف.
هل مازلت من جماعة «الصفر فاصل»؟
لا أؤمن كثيرا بالأرقام ، أنا صوّت بشكل مبدئي للقطب الحداثي ونتمنى من اليساريين والقوى التقدمية أن يوحدوا جهودهم لأن تونس ليست فقط الإسلاميين وضعف القوى الديمقراطية قد يؤدي إلى نتائج وخيمة.
هناك الدساترة العائدون بقوة؟
«برّة شوفهم وين»؟ الدساترة في «النهضة»، سمعت الغنوشي بنفسي يرحب بالدساترة ما داموا غير مورطين في قضايا وهو نفس موقف نجيب الشابي. الغريب أن اللوم وجه للشابي بمفرده ولم يوجه للغنوشي. إذا كانت «النهضة» تتجه نحو نبذ العنف وعدم تشجيع السلفيين في تغيير نمط عيش الناس فمرحبا بها... هناك معادلة لا بد من التعامل معها بعقلانية وواقعية «النهضة» بمفردها عاجزة عن الحكم ودون «النهضة» لا أحد يمكنه أيضا أن يحكم «ما ثمة حتى حزب أغلبية» لو رفض «المؤتمر» و «التكتل» التحالف مع «النهضة» لحدث في تونس ما يحدث اليوم في اليونان حيث عجز الفائز في الانتخابات عن تشكيل حكومة، ما فاجأني أن التحالف بين أحزاب «الترويكا» كان سابقا للانتخابات وأنا أسألهم لماذا أخفيتم هذا عن التونسيين ؟ «برشة ناس» صوتوا لهم ولا يعلمون بوجود تنسيق بين «المؤتمر» و «التكتل» من جهة و«النهضة» من جهة ثانية.
أنا ضد «النهضة» في أفكارها ومبادئها وأطروحاتها وأكافحها ولكني أعترف بها ولا أرضى بإقصائها . لعلمك ففي عهد بن علي تم تصويري مرتين لتلفزات فرنسية وألمانية وكان الفريق الصحفي في كل مرة يستغل دخوله إلى تونس بمبرر محاورتي لتصوير عائلات مساجين «النهضة»، في المرة الثالثة دعيت لوكالة الاتصال الخارجي وتم إفادتي بالأمر ومنع الصحفيون من الدخول «عملت روحي ما في باليش».
هاجمك البعض لأنك عرضت فيلمك «آخر فيلم» في دار التجمع وعدّ ذلك تطبيعا مع النظام ؟
عن أي تطبيع يتحدث هؤلاء؟ ماذا يريدون؟ كيف لي أن أطلب الدعم من وزارة الثقافة ثم أمتنع عن عرض الفيلم للجمهور التونسي أيا كان هذا الجمهور؟ حتى لو رفضت أنا الحضور فوزارة الثقافة تملك نسخة من الفيلم باعتبارها منتجته الرئيسية ، ولو حضر من هاجمني على عرض الفيلم بدار التجمع المحلّ لاحتفظ برأيه لنفسه، كان النقاش حربا حقيقة، كثيرون جاؤوا ليثبتوا لرؤسائهم أنهم مناضلون أشداء ضدي، هل قمت بدعاية للنظام؟ ألم يمنع الفيلم لمدة سنة ؟ علاش نعمل في الأفلام ؟ هل أنتجها للمعارضة دون غيرها؟ هل عليّ أن أقاطع أي عرض لفيلمي القادم ل«النهضة» على سبيل المثال لأني يساري؟
لطفي العبدلي كان موقفه مغايرا ورفض حضور عرض الفيلم بدار التجمع ورفض الحصول على وسام، هل فهمت الآن «علاش مسيبين» عليه بعض الأقلام التي تبيع حبرها لأول مشتر بثمن بخس؟
لو يعرض المنتج فيلمي في إسرائيل، هل أرفض؟ «أنا ما نمشيش» ولكن لا يحق لي أن أمنع وصول الفيلم إلى الجمهور أيا كان هذا الجمهور، عن أي تطبيع يتحدثون؟ مع النظام؟ نتفاوض مع النظام ونتحارب معه و«نعديها عليهم وقت نجم ،نبدل الموضوع» أنا ساندت «النهضة» كما ساندت غيرها لأني كنت ناشطا في «أمنستي» ، لست في قطيعة مع النظام مادمت أقبل بالدعم وأقدم أفلاما؟ وهل حين يقدم لي النظام وساما هل يجب عليّ أن أرفضه؟ بن علي وسّمني فهل كان عليّ أن أرفض ؟ هذا اعتراف من الدولة بقيمتي ولا يعني أني «مبيوع» للنظام أو لغير النظام. أنا أفرق بين نظام الحكم والدولة وفي أفلامي لم أخدم يوما النظام ولم أكن بوقا للدعاية له وكان يمكنني أن أفعل ذلك ولكني لم أبع ذمتي بدعم أو بتكريم أو بجائزة. تذكر معي أيام قرطاج السينمائية سنة 2006 حين كانت البلاد تحت القبضة الأمنية ماذا قلنا أنا ولطفي العبدلي وماذا قال إلياس خوري رئيس لجنة تحكيم تلك الدورة؟
لا أزايد على أحد ولا أطلب تعويضا عن سنوات سجني ولا عن طردي من العمل وحتى إن كان يحق لي الحصول على تعويض فليس من الشعب التونسي بل من الذي ظلمني وسجنني.
هل خطب نظام بن علي ودّك؟
طلبوا مني الحضور في لجان الانتخابات الرئاسية لكني رفضت.
مادمت رافضا للنظام لماذا تتعامل معه؟
وهل تعتبر أن الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة هو من جيب السيد الوزير؟ ثم قبل ذلك أنا كمنتج ثقافي ملزم بالتعامل مع النظام « ما نخلطوش الأمور».
هل صحيح أن فيلم «ما نموتش» سيوزع عالميا؟
نعم تعاقدنا مع موزع داخل فرنسا هو MK2 وموزع عالمي وسيعرض الفيلم تجاريا على أوسع نطاق وستبثه «فرنسا 2» وسيترجم.
متى يتم ذلك؟
«ما نعرفش» المنتج الفرنسي برمج خروج الفيلم بعد مهرجان البندقية.
وفي تونس؟
لا أعلم، إسأل منتجه عبد العزيز بن ملوكة الذي تمكن من ضمان إنتاج الفيلم في أقل من سنة، فهل شكره أحد ؟ هل قال له أحد «بارك الله فيك لأنك صورت الفيلم في ظروف أمنية صعبة مرت بها البلاد»؟ ثم أين سأعرضه في أي قاعات؟
في القاعات الموجودة؟
شوف، لا أريد الخوض في جدل عقيم ، لست مسؤولا عن القاعات ولا أريد أن أحرك السكين في الجرح، إلى حد الآن لم نحضر نسخا لأن تحويل الفيلم إلى عيار 35 مم مازال لم يتم بالشكل الذي نرتضيه للحصول على نوعية جيدة لأننا اشتغلنا على محمل رقمي «ما نحبوش نمرمدو الفيلم».
مازال المنتج الفرنسي يربح الوقت ليتأكد من الدعم الذي سيتحصل عليه، أنا لا ألوم أحدا نفهمهم 200 ألف أورو ليست أمرا هينا ، و لو قالوا لي من البداية «ربما كنت نمشي معاهم».
هل تعرضتم لمضايقات أثناء التصوير؟
لا لم يضايقني أحد.
رغم أنكم صورتم في القصبة؟
نعم، ومن الغد تسلم الجبالي رئاسة الحكومة .
في البداية حين عاينّا الديكور في سيدي البحري شعرت ببعض العداء لي وتدريجيا تحول ذلك العداء إلى حب وتعاون وأريد أن اشكر المنتج عبد العزيز بن ملوكة الذي قام بما يلزم لحماية الفيلم من أي تأثير خارجي مهما كان نوعه.
هل تغير تعامل وزارة الثقافة مع السينما بعد الثورة؟
«ما عندي حتى مؤشر» يدل على أنها تغيرت ولكني أحيي قرار لجنة التشجيع السينمائي التي وافقت على أكثر من أربعين مشروعا، صحيح أن ذلك لم يتم في عهد الوزير الحالي ولكن لا بد من الاعتراف بأنه لم يتراجع عما تم إقراره.
هل التقيت بوزير الثقافة مهدي مبروك؟
لا
ألم يطلب لقاءك؟
ولماذا يطلب مقابلتي؟ أسمعه في الإذاعات «ساعات مقنع» لكن بالنسبة إلى موقفه من المشاركة في مهرجان «كان»، من الواضح أنه «موش فاهم أو غير مطلع» ووددت لو كانت لديه معلومات أن يصرح بها.
هل أنت مع المشاركة في القرية الدولية لمهرجان «كان»؟
لا، تماما مثل رفضي لبعث مركز وطني للسينما.
لماذا أنت غائب عن مهرجان «كان» هذه السنة؟
فيلمي غير جاهز.
هل وجهت لك وزارة الثقافة الدعوة للحضور في من وجهت لهم الدعوة؟
لا .
لو تمت دعوتك؟
لكل حادث حديث، علاش ماشي ؟ لأتطفل؟ عندي ما نعمل.
هناك من يرى أن ظهور جيل جديد من السينمائيين الشبان هو إعلان لنهاية جيلك؟
«مبروك عليهم، نعملو دورة في البلاد ، شكون قدي كوّن في مدارس السينما وشكون قدي تعامل مع الشبان المتربصين»، أنا أساعدهم بقدر جهدي لكن أنصحهم بعدم قتل الأب قبل أن تكون لهم القدرة لأخذ مكانه أو تجاوزه بتقديم فيلم في مستوى أعلى، بصراحة أعطني فيلما لمخرج شاب أهم من «الحلفاوين» لفريد بوغدير أو «صمت القصور» لمفيدة التلاتلي أو «الهائمون في الصحراء» للناصر خمير.
أنا لست سلطة، و لا أريد أن تكون لي سلطة على أحد ، أفلامي هي التي فرضت نفسها، أنا كشخص «ما عنديش تواصل مع العباد»
ما هو مشروعك القادم؟
في ذهني أكثر من مشروع ولكن هاجسي هو إنجاز فيلم عن «لامبيدوزا» بعد أن دخلها عشرون ألف تونسي، أصبحت جزيرة محتلة .
علي العبيدي قدم فيلما عن «الحرقة»؟
أنا لا أتحدث عن «الحرقة»، علي العبيدي «يعمل إلّي يحب» ما حدث في «لامبيدوزا» حدث غير مسبوق لابد من معالجته وتناوله فنيا .
ما تعليقك على مبادرة الباجي قائد السبسي؟
أنا أشجع قائد السبسي ولكني لست معه، بفضله وصلت «النهضة» إلى الحكم «ما ينجموش يتكلموا فيه حتى كلمة» هو الذي ضمن تنظيم الانتخابات وتحقيق التحول الديمقراطي الذي يعطلونه اليوم و لم يمنع «النهضة» يوما من العمل السياسي رغم أن القانون التونسي يمنع تكوين أحزاب دينية.
Il ne faut pas cracher dans la soupe أنا أكره الذين ينقلبون على مواقفهم بسبب منفعة آنية ، هم الآن يحاولون تعطيل العدالة الانتقالية والانتقال الديمقراطي.
هل أنت مطمئن لتنظيم الانتخابات السنة القادمة؟
مادامت لم تنتظم فكل الاحتمالات ممكنة، « مادام حاجة ما تعملتش تنجم عمرها ما تتعمل» لسنا أصحاب برامج ولذلك أحيي الباجي قائد السبسي لأنه أعلن خارطة طريق والتزم بها، ألم يكن بوسعه أن يماطل في تنظيم الانتخابات ويطيل عمر سلطته المؤقتة ؟ كان يمكنه ذلك ولكنه لم يفعل «كان ينجم يلعب بيهم» ولكنه احترم كلمته ولهذا السبب نحن في حاجة إليه ولمن هم مثله.
رجل في خريف العمر ماذا يمكنه أن يقدم لتونس؟
فكره مازال حيا، وبأي حق نقصيه، بسبب تقدمه في السن، ثم الرجل أعلن أنه لن يترشح لأي منصب بل قدم مبادرة سياسية فلماذا لا نتعامل معه كحكيم ونستفيد منه رغم أني لن أصوت له ولا أشاركه في عدد من مواقفه؟
هل تقدمت بملف لتشملك التعويضات التي أقرتها الحكومة للمساجين السياسيين؟
أنا مبدئيا ضد التعويض ، وإلاّ بدل أن تضحي بعشر سنوات دراسة الأفضل أن تدخل السجن وتتحصل على شهادتك «ولينا نلعبوا توة» هؤلاء يريدون الفلوس والسلطة والجنة «ياسر على الجحيّش»
هم ضحوا وتشردت عائلاتهم، ما العيب في تعويض عائلاتهم عن سنوات الحرمان؟
بأي منطق تعوض عن الماضي؟ التعويض الوحيد الممكن هو التعويض للمستقبل، السلطة بين أيديهم الآن ماذا يريدون أكثر؟ لماذا ناضلوا ؟ هل من أجل السلطة أو الحصول على تعويضات مالية؟
ناضلوا ليمكنوا الشعب التونسي من الحرية؟
فليمكنوا الشعب التونسي من ذلك ، ماذا ينتظرون؟ ليمكنوا الذين ظلموا من شغل أما تعويض الماضي فلا ، وإذا قرروا تعويض كل الناس فسأتبرع بهذه الأموال.
لمن؟
«ما نجمش نقلك»، ولكن أقول لك مرة أخرى بدأت أشعر بالعار لأني دخلت السجن بسبب مواقفي مادام المقابل هو التعويض المالي، أنا كنت أفتخر بأني ضحيت بحريتي من أجل بلادي وأفكاري فبأي حق آخذ من أموال الشعب اليوم وأنا الذي ضحيت من أجله؟ أقبل التعويض بشرط أن يكون الذي سجنني هو الذي سيعوضني «علاش تحب تدخلني في عداء مع الشعب التونسي؟»
صرح طارق ذياب بأن «النهضة» ستحكم إلى سنة 2017؟
إذا انتظمت الانتخابات السنة القادمة وبقيت المعارضة على تشرذمها فإن «النهضة» قادرة على الفوز بالانتخابات مرة أخرى.
ما تعليقك على أداء رئيس الجمهورية؟
Guignol Ridicule
هل تعرفه معرفة شخصية؟
عرفته مدة قصيرة ، جعل من «النهضة» ملوكا ويوما ما سيصبح هو أيضا ملكا ولكنه ليس ملكا، أنا أعرف رؤوف العيادي من زمان ، ناضلنا معا، أصدق ما يقوله وأعتقد أن جماعة «المؤتمر» غدرونا، لم نعرف هل هم يسار أو خوانجية او يوسفيون.
ومصطفى بن جعفر؟
«كيف كيف» لو تحالف هو والمرزوقي مع المعارضة لكانوا أغلبية، الوضعية معقدة ولا يمكن لأحد أن يتوقع ما سيحدث ، أنا متأكد أن «النهضة»» مدبرة راسها لتربح الانتخابات بكل الطرق»
ماذا يعني بكل الطرق؟
حين تهدي خروفا أو تسدد دين أحدهم عند العطار أو «تعمل طهور أو عرس» أليس شراء للذمة؟
عمل خيري؟
العمل الخيري في السياسة يصبح شراء للذمة «ما عندكش حق تعمل هكة».
هل أزعجتك زيارة القرضاوي إلى تونس؟
أزعجتني أكثر زيارة وجدي غنيم الذي يتكلم عن ختان البنات، هو إنسان جاء ليتدخل في تغيير نمط العيش الذي اختاره التونسيون واستقر منذ سنوات طويلة ولسنا مستعدين لنتراجع عنه. هل يمكنك أن تتحدث مع ابنتك عن ختان البنات فكيف تلوم سينمائيا على ما يسمونه عراء ويتحدث هذا الداعية عن ختان البنات؟ أيهما أكثر عراء؟
ما موقفك من تهديد بعض الأصوات بخوصصة التلفزة الوطنية؟
هو إعداد للحملة الانتخابية، يريدون من التلفزة أن تكون أداة طيعة في خدمتهم.
التلفزة في نظرهم مازالت بنفسجية؟
لا ليست بنفسجية، ربما فيها عناصر بنفسجية ، هذا صحيح، أنا منذ أيام شاهدت علي العريض يصول ويجول فكيف تكون التلفزة الوطنية بنفسجية؟ هل تصدق أن فيلمي «آخر فيلم» ممنوع من العرض في التلفزة الوطنية؟ لم يبث زمن بن علي ونفس الشيء يتكرر اليوم، تمت برمجته وتراجعوا، هل هناك أكثر بنفسجية من سامي الفهري « شوفوا فاش يحكي ؟» هناك معطيات جديدة بعد الثورة . المشكل أن هناك تهميشا كبيرا للمثقف بعد الثورة.
كيف تختم الحوار؟
الذين يكفرون الشعب التونسي هم الكفار، لسنا بصدد «فتح» جديد لتونس وأقول لهم تونس مسلمة ولا تحتاج إلى فتح جديد «ما نلعبوش».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.