نظمت أمس الهيئة العلمية لجامع الزيتونة وفروعه حفل إعلان ارجاع التعليم الزيتوني الأصلي وذلك بحضور وزير التعليم العالي ووزير التربية ووزير الشؤون الدينية وراشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» إضافة الى إمام جامع الزيتونة الأعظم وبعض علماء ومشايخ جامع الزيتونة وجامع الأزهر. وتم خلال الحفل الإعلان رسميا عن عودة التعليم الزيتوني الأصلي ورفع المظلمة عن جامع الزيتونة كمعلم تاريخي وديني أنار الحضارة العربية الإسلامية على مرّ العصور. كما وقع الإعلان عن استرجاع الهيئة العلمية لجامع الزيتونة لمقرّها بعد حصولها على شخصيتها القانونية وتنظيم لجانها الداخلية وتركيز التعليم الزيتوني وأيضا تتبع مختلف أوقاف وأملاك الزيتونة التي تم إلغاؤها أثناء الفترة البورقيبية لغرض استرجاعها. وأشار راشد الغنوشي في كلمته الى أن نظام بورقيبة ونظام بن علي غربا تونس واخرجاها من محيطها العربي الإسلامي باسم الحداثة بالتضييق على علماء ومشايخ جامع الزيتونة وإقصائهم من الحياة الدينية حتى وقع حصر دور الجامع في أداء الصلاة واستغلاله بعد ذلك كمعلم سياحي يزوره الأجانب. وأضاف الغنوشي أن تراجع الأمة الإسلامية يعود الى ابتعادها عن الدين الإسلامي وانزلاقها في سياسة التغريب التي مارستها الأنظمة لإلهاء الناس عن المشاركة في الحياة السياسية. وأكد في هذا السياق أن الدين الإسلامي لا يتعارض مع الديمقراطية وحقوق الانسان وقيم الحداثة بل بالعكس هو الضامن الأساسي لهذه الحقوق. من جهة أخرى بيّن عالم الدين والداعية البشير بن حسن أن أهم رسائل الجامع هي الجمع لا التفرقة لأن الدين قاسم مشترك لكل التونسيين. وأضاف أن هناك فجوة بين التونسي والإسلام وأن التونسي الآن بصدد رأب الصدع بينه وبين دينه وأنه مع إرساء التعليم الزيتوني سيستعيد التونسي علاقته بدينه. هذا وقد شهد جامع الزيتونة إقبالا منقطع النظير من المواطنين الذين ازدحموا لحضور حفل الإعلان بكل استبشار. هوامش: في الدعاء الذي تلاه إمام الجامع الأعظم وقع الدعاء للغنوشي بلفظ «رضي الله عنه» مما آثار بلبلة وسط الجامع واحتجاجات اعتذر بعدها الإمام قائلا أنه لا يقصد تشبيه الغنوشي بالصحابة بل لأنه عذب من أجل تمسكه بحكم إسلامي. أحد المحسوبين على التيار السلفي عنّف مراسلة ال«بي. بي. سي» لفظيا بسبب لباسها غير المحتشم رغم وضعها غطاء الرأس وحاول منعها من تغطية الحدث.