كشف التونسي صابر اليعقوبي الصحفي بصحيفة « notizeigeopolitiche » الإيطالية عبر صفحة «ما خفي كان أعظم» الإلكترونية خبرا مفاده أن النظامين السابقين تورطا في صفقات مشبوهة مع العديد من البلدان لدفن نفايات نووية بالجنوب التونسي . وأفاد صابر اليعقوبي انّه بدأ متابعة الموضوع مع انطلاق السنة الماضية عندما تعالت صيحات استغاثة من أهالي الجنوب طالبين عبر الانترنيت تدخّل الجهات المختصّة لإنقاذهم من المخاطر التي لحقتهم وأنه في ظل التكتّم الإعلامي لجأ الى الصحيفة الإيطالية لكشف الفضيحة . وأضاف اليعقوبي أنه بالتحوّل على عين المكان صحبة مجموعة من أهل الاختصاص تم التأكد من الموضوع عبر جهاز «compteur giger » المخصّص لقيس الإشعاعات النووية و المبرمج على قياس «ألفا» و«بيتا» و«قام» والذي لا يكشف عن معطيات إلا في حالة وجود أورانيوم أو إشعاعات نووية . وأوضح اليعقوبي أنّ قرية بن غيلوف التابعة لمعتمدية الحامة هي المتضرّرة في قضية الحال حيث أشار إلى انّ منطقة قليب الدخان التي أنشئت بها منطقة عسكرية مخصّصة للرماية المدفعية و للمناورات توجد بها مقبرة نووية حسب ما كشفه الجهاز تحتوي على منبع مياه يبلغ عمقه حوالي 2000 م تحت الأرض متّصل بالبرادات الكبيرة الموجودة بمنطقة بن غيلوف و المجعولة لسقي المناطق الزراعية في عديد المناطق بولاية قابس. وبتحليل التربة المحاطة بالبرادات والمبتلة بتلك المياه تبيّن أن نسبة الإشعاعات 149 بالمائة ممّا يعني أنها تجاوزت ال40 مرّة نسبة الحالات العادية. وأكّد اليعقوبي انّه حسب تصريحات الأهالي فإنّ الحكاية انطلقت في الثمانينات مع النظام البورقيبي عندما حذّرهم القذافي و قال لهم انّ النظام البورقيبي بصدد دفن نفايات نووية قادمة من الغرب في الجنوب التونسي الشيء الذي جعلهم يثورون و يتظاهرون لكن وقع احتواء الموضوع وامتصاص غضبهم. وأضاف اليعقوبي أنه في ظلّ نظام بن علي وقع التحيّل على أهل الجهة من خلال اخذ قطعة أرض لبناء ثكنة عسكرية ورغم وجود حركية ونقل تجهيزات لم يكن هناك بناء ممّا يؤكّد انّ البناء وقع تحت الأرض لدفن شيء ما يقول اليعقوبي انه نفايات نووية. ومن جهته نفى الطيب رمضان المدير العام للوكالة الوطنية للتصرّف في النفايات في اتصال هاتفي أجرته معه «التونسية» علمه بالموضوع ووعد بتتبّعه لمعرفة الحقيقة. الشيء نفسه بالنسبة للسيد عادل مقريش رئيس ديوان وزيرة البيئة الذي اكّد أنّه سيعمل على متابعة الموضوع والتأكّد من صحته. وتجدر الإشارة الى أن النفايات النووية من شأنها ان تسبب أمراضا خطيرة إذا ما تسربت الى الموائد المائية أو الى الزراعات والماشية.