في ثوب جديد وإخراج أنيق أطلت مجلة الإذاعة من جديد بعد إحتجاب دام أكثر من 8 أشهر وقد جاء هذا العدد محتفيا بثورة تونس من خلال عديد المقالات التي تناولت هذه الثورة من جوانب عديدة بدءا بالحديث الذي جمع المجلة بالأستاذ سليم عمامو الذي عرف بمواقفه الجريئة قبل وبعد الثورة والذي قدم من خلال حديث مطول آراءه وانفعالاته وعلاقته ما شهدته بلادنا منذ اندلاع فتيل الثورة سواء كمدون أو ككاتب دولة سابق لدى وزير الشباب والرياضة في الحكومة المؤقتة كما تناولت المجلة في نفس السياق وفي ملفها موضوع الثقافة في برامج الأحزاب حيث رصدت من خلال هذا الموضوع مواقف بعض الأحزاب وعلاقتها بالمجال الثقافي كما بحثت المجلة رصيد الأغاني الوطنية بعد الثورة التي أنتجتها الإذاعة التونسية وفي نفس السياق تحدث لطفي بوشناق عن الثورة من وجهة نظره مصرحا "لن أتحمل عناء الالتفات إلى الفاشلين الذين يحاولون ركوب الثورة" وختمت المجلة تناولها لثورة الكرامة والحرية من خلال فتح قاموسها عبر ورقة رصدت الكلمات التي صاحبتها من "إرحل" و "إنتهت اللعبة " والشعب يريد" لتسلط عليها آراء المختصين في مجال علم الاجتماع . ولأن المجلة هي إذاعية فقد حاولت رصد أخبار هذه المؤسسة الوطنية من خلال تسليط الأضواء على كيفية صناعة الأخبار الإذاعية بين قاعات التحرير وإستديوهات البث وكذلك من خلال لقاء أجيالها والعاملين فيها على المستوى الوطني والجهوي باعتبارها لسان حال كل الإذاعات على إختلافها . وكعادتها حافظت المجلة على بعض أركانها مثل "حصاد اليوم" بقلم محي الدين خريف ومرايا الذات بقلم نجاة العدواني وركن "قريب جدا" بقلم كمال الرياحي "هؤلاء كما عرفتهم" بقلم محمد المصمولي . ولئن تزامن صدور المجلة مع رحيل الشاعرة زبيدة بشير فقد أفردتها بورقة هامة باعتبارها وجها من وجوه الإذاعة التونسية التي عملت بها طوال 20 سنة . وعموما فقد تخلصت المجلة أخيرا من صور الرئيس المخلوع وزوجته التي كانت تتصدر صفحاتها الأولى قسرا فقد حلت محلها صور أكثر تعبيرا تم استغلالها لتعلن إلى جانب المضمون عن ولادة جديدة لمجلة عريقة صمدت لتحافظ بعد الثورة على مكانها في الساحة الإعلامية .