نظرت أوّل أمس إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بأريانة في جريمة قتل ذهب ضحيتها عجوز عثر عليه جثة هامدة بمنزله ويحمل اصابة على مستوى رأسه. وقد وجهت أصابع الاتهام إلى ابنه الذي حاول لدى التحقيق معه انكار التهمة المنسوبة اليه غير أنه أقر لاحقا بما نسب اليه وبرره بحالة السكر التي كان عليها. وقد ادين المتهم ابتدائيا بالسجن بقية العمر ومثل أمام أنظار المحكمة غير أن دفاع المحكمة طلب التأجيل وقد استجابت المحكمة لطلبه وقررت تأجيل النظر في القضية إلى نهاية شهر ماي . منطلق هذه القضية كان في شهر أكتوبر 2014 على اثر عثور شقيق الضحية على جثة الهالك تسبح في بركة من الدماء بمنزله فتم اعلام السلط الأمنية وتحوّلت دورية أمنية إلى المكان وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بأريانة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة ,فيما عهد للإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالبحث في ملابسات الجريمة بمقتضى إنابة صادرة في الغرض عن قاضي التحقيق المختص. وبانطلاق التحريات تم سماع أقوال شقيق الضحية الذي أفاد أنه يعمل حارسا ليليا وأنه عاد صبيحة الواقعة من عمله الى المنزل الذي يقطنه رفقة شقيقه الهالك وزوجته وابنه – ابن الضحية – وطرق الباب لكن لم يجبه أحدا فدفعه بقوة فهاله المشهد إذ عثر على شقيقه جثة هامدة تسبح وسط بركة من الدماء فأطلق عقيرته بالصياح وهبّ الأجوار لنجدته وأشعر العائلة بالحادثة واتجهت أصابع الاتهام إلى ابن الضحية الذي روجت في شأنه برقية تفتيش من أجل إلقاء القبض عليه ومعرفة الأسباب التي أدت الى وقوع الجريمة. وتمكن أعوان الأمن من إيقافه ببناية مجاورة قريبة من منزل والديه. وبالتحري معه أنكر التهمة المنسوبة اليه وأفاد أنه لم يكن متواجدا بالمنزل ساعة الجريمة وتمسك بهذه الأقوال في جميع مراحل البحث غير أنه بتضييق الخناق عليه تراجع في اعترافاته وأفاد أنّ علاقته بوالده كانت دائما متوترة لأنه يعمد الى اهانته ويذكره دائما بفشله وبكونه عاطل عن العمل ولا يرغب في البحث عن شغل لمساعدته مضيفا أن والده كان يميّز شقيقه عنه متّهما إياه بأنه سبب دخوله السجن لأنه امتنع عن تمكينه من مصروفه اليومي فاضطر للانخراط مع صديقين له في شبكة مختصة في السرقة مؤكّدا أنه غنم من وراء ذلك أموالا طائلة لكن بعد فترة ألقي عليهم القبض متلبسين بسرقة منزل بالضاحية الشمالية فتم إيداعه السجن وقضي في شأنه بالسجن مدة عشر سنوات ثم تمتع بعفو بعد قضائه أكثر من نصف المدة نظرا لحسن سلوكه وذلك قبيل الجريمة بأسبوع فاتصل بعائلته غير ان والده لم يحسن استقباله وطرده من المنزل رغم علمه بأنّه لا يملك أموالا فتوسل له ان يمكنه من بعض المال حتى يجد مكانا يؤويه الا انه رفض فغادر المكان وهو في قمة الغضب وقبل صديق له استقباله بالمنزل وطلب منه تمكينه من مبلغ مالي غير انه اعلمه انه يمر بضائقة مالية فقرر العودة في يوم الجريمة الى والده عله يقنعه بتمكينه من المال حتى يجد ما يسد به رمقه لكنه منذ ان شاهده طرده ولم يمكنه من فرصة الحديث فتملكه الغضب والتقط آلة حادة وطعنه على مستوى رأسه ثم سلبه امواله وفر من المكان. وبرر المتهم جريمته بالجوع وكذلك بحالة السكر التي كان عليها. وبعد ختم الأبحاث وجهت له تهمة القتل العمد واحيل على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بأريانة. وباستنطاق المتهم من طرف هيئة المحكمة اعاد اعترافاته السابقة. أما الدفاع فقد طلب من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله قدر الامكان لأنه يعاني من اضطرابات نفسية جراء سوء معاملة المجني عليه. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجنه بقية العمر فاستأنف المتهم الحكم الصادر ضده وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية كما هو مبين أعلاه .