تم أول أمس إثر الملتقى الإعلامي لبرنامج حماية الحوض المائي لوادي مليان من جميع مصادر المياه الملوثة الإعلان عن مشروع كبير، سيشمل تهيئة وادي مليان والذي يصب في نهاية مجراه في هذه المنطقة. والمشروع الذي كشف عنه وزير البيئة والتنمية المستدامة نجيب درويش الذي كان مصحوبا بعبد اللطيف الميساوي والي بن عروس وأنيس بن ضيف الله والي زغوان بحضور عدد من الإطارات والخبراء وممثلي الأحزاب و المجتمع المدني يندرج ضمن المشاريع ذات الأهمية الكبرى التي تلعب دورا هاما في نظافة المحيط والبيئة وسيلبّي انتظارات سكّان مدن هذا الشريط وكل الذين يقصدون شواطئها وذلك بعد سنوات من الانتظار والترقب. فالكل يعلم حجم التلوث الذي أصاب شواطئ ولاية بن عروس بدرجة أصبحت معها المناطق التي يمكن الإصطياف والسباحة فيها محدودة بسبب هجمة المياه الآسنة التي يلفظها وادي مليان من بعض الجهات خارج الولاية وأيضا خلفيات التضاريس (السقايل) التي تم تثبيتها في الثمانينات على أمتار قليلة داخل البحر مما خلق نوعا من «الصوفة» الحمراء (الذريع) زادت في تلوث المياه. أشغال هذا المشروع كما صرح بذلك وزير البيئة والتنمية المستدامة ستنطلق في الصائفة القادمة وفي شهر جويلية تحديدا على أن تنتهي في غضون خمس سنوات أي سنة 2021. وقد تمت الإشارة خلال فعاليات الملتقى الإعلامي إلى مدى الأضرار التي لحقت بالشريط الساحلي للضاحية الجنوبية وبشواطئ الجهة جراء ما تحمله مياه وادي مليان من فضلات ونفايات المؤسسات الصناعية. وأكد وزير البيئة والتنمية المستدامة في تصريح ل«التونسية» أن الاتفاقية شملت برنامجا تشاركيّا بين كل الأطراف المعنية للحوض المائي لوادي مليان وأن المشروع يشمل أيضا ولاية زغوان. مشيرا إلى أن تلوث المياه شكل كارثة بيئية لولاية بن عروس وأن الدولة ملتزمة بإنجاز هذا المشروع الضخم وستخصص له الإعتمادات اللازمة المقدرة بمائة مليون دينار مضيفا أنه ستتمّ متابعة مراحل الأشغال عن كثب من أجل أن تنتهي في الآجال المحددة لها . أما عبد اللطيف الميساوي والي بن عروس فقد أشاد بما تعتزم الدولة القيام به من أجل سكان الجهة معتبرا أن جودة الحياة والمعيشة في ولاية بن عروس ستعرف نقلة نوعية بعد أن يرى هذا المشروع النور والذي سيكون مكسبا ليس لمدن الشريط الساحلي لولاية بن عروس فقط بل لكل التونسيينن مؤكدا أن هذا المشروع هوأول مشروع حقيقي وفعلي وليس مجرد تخمينات أوستبقى دراسته حبرا على ورق خاصة أن هناك إرادة سياسية حقيقية وأن الإعتمادات برمجت لحماية وادي مليان من كل مصادر التلوث. مختتما كلامه بأن الزشغال محلّ متابعة دقيقة من كل الهياكل المعنية.