الإستعدادات المضمونية و المادية و اللوجيستية و الهيكلية لمؤتمر الحركة المقبل، كانت أبرز المحاور التي تطرّق إليها اجتماع مجلس شورى «النهضة» في دورته ال38 المنعقد نهاية الأسبوع الفارط. و جدد مجلس شورى «النهضة» تمسكه بالتوجّه التشاركي في الحكم و دعم الحركة لحكومة الحبيب الصيد، كما تناول في اجتماعه الأخير ملف الحرب على الإرهاب، حيث شدد المجتمعون على أنّها معركة كل التونسيين و أنه على جميع الأطراف التجنّد لمقاومتها. نور الدين البحيري، أوضح في تصريح ل«التونسية» كذلك أن الفصل بين الحزبي و الدعوي داخل الحركة هي مسألة في طور النقاش داخل مجلس الشورى النهضوي، ملاحظا في ذات الصدد أن ملف إمكانية التخلي عن بعض القيادات النهضوية المعروفة بتشددها و المحسوبة على ما يسمى ب«شق الصقور» لم يطرح بعد في نقاشات المجلس. وبخصوص تاريخ إنعقاد المؤتمر، قال البحيري إنه من المنتظر أن يتم مع موفى السنة الحالية. من جهته، قال رئيس مجلس الشورى بحركة «النهضة» فتحي العيادي إن أشغال مؤتمر الحركة المقبل لا تتعلق فقط بقضايا داخلية بل بقضايا وطنية بالأساس. و أضاف العيادي في تصريحات إعلامية على هامش اجتماع مجلس الشورى أنه تم الإنتهاء من إعداد اللوائح الموجودة و الخاصة بالجانب المضموني. هل تتجدّد «النهضة» وعن مشروع قانون المصالحة الإقتصادية، أوضح العيادي أن «النهضة» تدرس المسألة و هي مع إجراء تعديلات على هذا المشروع بما يضمن تكريس العدالة الإنتقالية و عدم خرق ما نص عليه الدستور. في المقابل، أكدت مصادر مطلعة أن الحسم في تجدد الحركة عبر الفصل بين الدعوي و الحزبي يمثل أبرز ورقة عمل سياسية يتم تدراسها منذ فترة داخل مجلس شورى الحركة و مكتبها التنفيذي، مضيفة أن ملف «تونسة» «النهضة» وانفتاحها على محيطها التونسي بجميع مكوناته هو أهم رهان سيشتغل عليه النهضويون خلال مؤتمرهم المقبل. ويدفع شق معين من «النهضة» يقوده رئيسها راشد الغنوشي نحو انفتاح الحركة و تحولها من حركة دعوية إلى حزب سياسي مدني يتبنى الأطروحات السياسية الوضعية مع المحافظة على الهوية النهضوية. في حين يدفع الشق الثاني المحسوب على ما يسمى ب«الصقور» ضد هذا التوجه و يعتبره انزياحا عن الإيديولوجيات و الأدبيات التي تبنتها الحركة منذ لحظة التأسيس الأولى ...فأي شق سيحسم هذه المعضلة خلال المؤتمر المقبل، علما و أن إمكانية انتصار الخيار الأول تبقى أكثر واقعية في التجسد السياسي، لا سيما بعد تجربة التشارك في الحكم مع «نداء تونس».