أبلغ إمام جامع الزيتونة في تونس الشيخ حسين العبيدي "قدس برس" أن قرارا صدر من الحكومة التونسية المؤقتة باقتحام المسجد اليوم الجمعة ومنعه من الخطابة خلافا لأمر قضائي قال بأنه "كان قد فصل في الأمر منذ مارس من العام 2012 لصالح استقلالية جامع الزيتونة وتبعيته حاليا لإدارته". ورأى العبيدي أن محاولة السيطرة على جامع الزيتونة من طرف السلطات الرسمية يأتي لتنفيذ أهداف خارجية، وقال: "اليوم الجمعة أبلغوني بأن قرارا صدر عن رئيس الحكومة باقتحام جامع الزيتونة، ومنعي أنا حسين العبيدي من صعود المنبر للقيام بواجب الخطابة، وافتكاك جامع الزيتونة وإعادته إلى بيت الطاعة استجابة لما تمليه قوى الاستعمار، ولأنهم يريدون أن يجعلوا من جامع الزيتونة بوقا سياسية لتكريس نمط سياسي معين، بينما جامع الزيتونة هو مؤسسة علمية عريقة ومستقلة لا علاقة لها بالسياسة أصلا. ولدينا معلومات عن أن وزير الداخلية يريد استخدام القوة لتنفيذ هذا القرار". ونفى العبيدي أي علاقة له بأي تنظيمات سياسية أو جهادية تكفيرية، وقال: "حسين العبيدي رجل علم شعاره "اقرأ باسم ربك"، مذهبه مالكي عقيدته أشعرية طريقته جنيدية، وهو على ذات نهج علماء الزيتونة من أمثال الشيخ ابن عاشور، وليس لي أي علاقة من قريب أو من بعيد بأي تيار سياسي". وأضاف: "لكن الذي يبدو لي أن هناك قوى أجنبية معادية للتشريع الإسلامي ولرسالة جامع الزيتونة التنويرية يريدون إسكاته وتطويعه. نحن في الزيتونة مسلمون وسطيون معتدلون لا نستعمل العنف، ونحن رجال علم من أهل السنة والجماعة لا علاقة لنا بأي جهات خارجية، والفصل الأول من القانون الاساسي لجامع الزيتونة أنه مؤسسة علمية مستقلة غير تابعة لأية جهة، على نموذج السوربون، وإن كان أعرق منها، حيث أنه يتضمن إلى جانب المسجد جميع مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والعالي". ولفت العبيدي الانتباه إلى أن محاولة الحكومة السيطرة على جامع الزيتونة ترافقت مع حملة إعلامية متكاملة لتشويه سمعته، وقال: "نحن سلاحنا القلم والوحدة والموعظة الحسنة، لكن الحكومة تريد إعادة ذات سياسة تجفيف الينابيع وصناعة الإرهاب واقتلاع جامع الزيتونة لإخضاعه إلى سياسات الحكومة الرسمية"، على حد تعبيره (القدس برس)