تناول التقرير السنوي الذي قدمته نقابة الصحفيين التونسيين خلال الندوة الصحفية التي اقيمت امس بالرصد الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون في الفترة المتراوحة بين 3 ماي 2011و 30 ماي 2012 و التي استهدفت حرية الصحافة. فقد أكد كاتب عام النقابة الوطنية للصحفيين منجي الخضراوي أنهم عاينوا وجود أكثر من 60 إعتداء مادي ضد الصحافين صادرة عن مؤسسات امنية و رجال السياسة و من قبل المواطنيين و انصار المجموعات السياسية في محاولة للضغط و تركيع الاعلام.
اعتداءات المؤسسة الامنية ذكر التقرير ان اعتداءات ا لمؤسسة الامنية بالزي النظامي و المدني التي طالت مجموعة من الصحفيين بشكل وحشي بلغ اكثر من 30اعتداء منها يوم 6 ماي 2011 بشارع الحبيب بورقيبة بشارع الحبيب بورقيبة و تهميش حيث تمت مصادرة معدات تصوير البعض منهم و ملاحقتهم الى مدخل جريدة "لابراس" و قد شمل الاعتداء كل من محمد الحامي "وكالة الانباء الفرنسية" مروى الرقيق"راديو كلمة" لطفي حجي"الجزيرة". كما قام اعوان الامن باعتداءات بالعنف اللفظي و المادي و المعنوي مع التلفظ بعبارات نابية و سب الجلالة تجاه الصحفيين خلال تغطيتهم لاحداث القصبة 3 يوم 15 جويلية 2011 و ذلك رغم استظهارهم ببطاقات مهنية و ارتداء البعض الاخر للصدريات الخاصة بالصحفيين. وكان اخرها, اعتداءات بالعنف الشديد و الشتم من قبل الاعوان و من ميلشيات تناصر حركة النهضة و تنشط ضمن رابطات حماية الثورة يوم المظاهرة الاحتفالية بمناسبة عيد الشهداء 9 افريل في شارع الحبيب بورقيبة و في الانهج المتفرعة و يوم 14 افريل 2012 حيث تعرض زهيرالزويدي للاعتداء بالعنف المادي و اللفظي و تهديد بالتحرش الجنسي في منطقة الملاحة بمدينة رادس عند تغطيته الاحتجاجات التي تلت الاعلان عن نتائج مناظرة خارجية لانتداب العمال.
اعتداءات رجال السياسة و انصار المجموعات السياسية
شملت الاعتداءات التي طالت الصحفيين الى جانب المؤسسة الامنية رجال السياسة حيث سجل التقرير وجود اكثر من15 اعتداء كان من بينها محاولة اقتحام المقر الادراي لقناة نسمة يوم 9 اكتوبر 2011 و الشروع في تخريب منزل مدير القناة بعد بثها الشريط الكرتوني"برسيبوليس" من طرف مجموعات المتشددة دينيا اضافة تهديد الدكتورة اقبال الغربي و ترهيبها و اخراجها باستعمال القوة من مقر اذاعة الزيتونة يوم 18 نوفمبر 2011 من قبل المتشديدين.
كما تم التهجم على مراسل قناة الجزيرة ومنعه من تغطية التظاهرة التي نظمتها جمعية احياء الفكر البورقيبي يوم 24 مارس 2012 بالمنستير حيث عمد بعض الحضور الى الاعتداء عليه و طرده من القاعة.
الحملة ضد الاعلام و اشار التقرير ايضا الى ان حملة الضغط على الصحافيين متواصلة قصد الضغط على الخط التحريري و توجيهه وفق الرؤية السياسية للحكومة التي ما انفكت منذ انتخابها تشن حملة ضد الاعلام و الاعلاميين الذين يواصلون الصمود و الاصرار على عدم العودة الى البروباقندا و تلميع صورة الحاكم.
و كانت نقطة البداية لهذه الحملة حسب التقرير مع تصريحات حمادي الجبالي رئيس الحكومة على مواجات الاذاعة الوطنية بتاريخ 19 ديسمبر 2011 بعد قوله ان المؤسسات الاعلامية الان لا تعبر على الارادة الشعبية.ثم تتالت بعد ذلك تصريحات مسؤولين سياسيين اغلبهم من حركة النهضة و حزب المؤتمر التي نعتت الاعلام بالعار و غير المحايد وغير المهني..
المثول امام القضاء و ا لتهديد بالاضافة الى الانتهاكات المسجلة ضد الصحفيين رصدت النقابة ايضا حالات من الاعتداءات الفردية وصلت حد القضاء بينها محاكمة غسان القصيبي من قبل احد رجال الاعمال بدعوى ترويج اخبار زائفة و قد برأته المحكمة من هذه التهمة و قضية جريدة التونسية على اثر نشر الجريدة صورة عارضة ازياء شبه عارية بتاريخ 15 فيفري 2012 و تم ايقاف مدير الجريدة قبل ان يتم محاكمته طبقا للقانون الجزائي ذي الطابع الزجري و ليس على اساس قانون الصحافة الجديد رغم دخول هذا القانون حيز التنفيذ.
كما اوضح التقرير ان الاعلاميين يتعرضوا الى حملات من التشهير و الثلب و السب و التشكيك في مصدقيتهم و في حريفيتهم على الموقع الاجتماعي "الفايس بوك".
وفي ختام الندوة بثت النقابة شريطا وثائقيا يتناول شهادات عدد من الصحفيين الذين تم الاعتداء عليهم من بينهم الصحفية ريم بوقرة "جريدة حقائق" التي تحدثت عن تهديدات بالقتل مع السب و الشتم من قبل مجموعات مجهولة وصلتها عبر هاتف الجريدة و هاتفها الخاص و ذلك على خلفية نشرها تحقيق صحفي بعنوان"تجار السلاح في جمهورية بن قردان" بتاريخ 13 افريل الفارط و قد ادعى المتصلون ان التحقيق ليس له اساس من الصحة و انه اضر بمصالحهم و هم عازمون على جعل كاتبة المقال تدفع الثمن. الى جانب شهادة ريم بوقرة بث الشريط ايضا شهادة للصحفي زياد كريشان "جريدة المغرب" يوم 23 فيفري الذي تم الاعتداء عليه ماديا من قبل مجموعة من المتشددين دينيا خلال احدى جلسات محاكمة قناة نسمة .