ذكرت اليوم وسائل الإعلام الجزائرية أن رئيس حركة النهضة ، راشد الغنوشي، صرح، أمس، خلال افتتاح ملتقى دولي في الذكرى العاشرة لرحيل مؤسس حركة "مجتمع السلم" الشيخ الراحل "محفوظ نحناح" أنه جاء إلى الجزائر من أجل التبرك بالوحدة التي يتمتع بها الجزائريون، لاسيما أبناء التيار الإسلامي، مؤكدا أن محاولات الخارج لتوحيدهم لم تنجح إلا أنهم تمكنوا من تحقيق ذلك من الداخل. وقال زعيم حركة النهضة، خلال كلمته في الملتقى الدولي لذكرى رحيل محفوظ نحناح أمس،”إن هناك أصواتا تعالت، تعتقد أن رياح الحرية بعيدة عنها إلى درجة أن سميت دول الربيع العربي بأنها ثقب أسود، إلا أنه مع الوقت تبين أن الأمة الإسلامية لن تموت، وانبعثت الحياة من جديد في الدول العربية”. وأضاف الغنوشي:”رغم أن الأمة الإسلامية مفرقة إلى 60 دولة، وهي تمثل أقلية في العالم، إلا أنها لن تموت، وإن معاني الوحدة هي الوجه الآخر لعقيدة التوحيد التي لن تبقى ممزقة، وسيبقى حلم الوحدة يراودها. وأشار الغنوشي إلى أنه جاء من بلد مجاور يحمل تحيات شعب يجتهد إلى أن تتحول ثورته إلى وحدة دستورية، حيث يسعى كل الفرقاء فيها من مدارس مختلفة إسلامية وعلمانية لوضع دستور موحد. وقال رئيس حركة النهضة:”نحن من جيل شهدنا صعود التيار العلماني في الخمسينيات، ونحن اليوم نعيش مرحلة صعود الإسلام، ونخاف أن يضرب الإسلام بالإسلام، كما أننا متخوفون أن يضرب خطر التعصب الإسلام، لأن من التوجهات في التيار الإسلامي من تعمل على التكفير وزرع فكرة التفرقة”، مضيفا:”ونحن نحتفل اليوم بمقومات مدرسة الوسطية والاعتدال للشيخ نحناح، نتمنى أن تتحقق الوحدة بين التيارات الوطنية الإسلامية والديمقراطية، لأن سفينة الإسلام قادرة على حمل الجميع”. وعبرالغنوشي عن امتنانه بعودته إلى أرض المليون ونصف مليون شهيد للمرة الثانية، معتبرا أن الجزائر فخر العروبة ومنبع الثورات والتحرر في إفريقيا. كما لم يتوان عن الاعتراف بما قدمته الجزائر له عندما آوته أيام الثورة، حيث قال:”الجزائر الأرض التي آوتنا أيام الثورة، وأخونا نحناح وجدنا حضنه الدافئ عندما تشردنا في الأرض، وكانت الجزائر محطتنا الأولى، وحتى عندما خرجنا منها خرجنا معززين مكرمين”.