كنّا نشرنا أمس السبت مقالا تطرقنا فيه إلى موضوع محاولة إيقاف كمال اللطيف رجل الأعمال. "الصباح نيوز" عادت واتصلت اليوم بنزار عياد محامي اللطيف، وذلك على خلفية ما راج من محاصرة وحدات الأمن لمنزل منوّبه لمدّة أربع ساعات. فقال عياد إنّه بعد قدوم مجموعة من الأفراد المنتمين إلى لجان حماية الثورة بالكرم أمام المنزل ومحاولة استدراجهم ل"اللطيف" وخطفه، حضرت مجموعة من الوحدات الأمنية ومن بينهم أعوان من الفرقة الاقتصادية والمالية وحاصرت المنزل من وجهاته الاثنين وطلبوا منه أن يخرج. وأضاف عياد : " بعد ذلك حضرت أمام المنزل وطلبت من الأمن مدّي بسند قضائي خاصة وأنّ محاولة الإيقاف غير قانونية بما أن المحكمة لا تعمل يوم السبت ووكيل الجمهورية لا يمكن أن يأذن بإيقاف شخص إلا في حالة تلبس". وبيّن أيضا أنّ الوحدات الأمنية لم يكن لها سندا قضائيا وغادروا المكان بعد أن تركوا لكمال اللطيف استدعاء للحضور لدى الفرقة الاقتصادية والمالية بدار التجمّع سابقا ب 9 أفريل وذلك يوم الثلاثاء القادم الموافق ل 15 جانفي الجاري. وأكّد عيّاد أنّ هذه العملية لا يمكن أن تكون متعلقة بقضية التآمر على أمن الدولة باعتبار أنّ تلك القضية معهودة لفرقة الحرس الوطني بالعوينة، مبيّنا علاقة المحامي شريف الجبالي بهذا الموضوع والذي تحرّكه عدّة أطراف باعتبار أنّه متورط في عديد القضايا. وقال أنّه ربّما يكون الجبالي قد تقدّم بقضية ضدّ شركة مقاولات يوسف اللطيف والد كمال والذي باع أسهمه في الشركة إلى أخواته منذ سنة 1985. ومن جهة أخرى، ربط عياد ماحدث أمس بالفيديو الذي نشره عماد دغيش قيادي في لجان حماية الثورة وطلب من خلاله إيقاف كمال اللطيف قبل يوم 12 جانفي. واستغرب عياد عن امتثال وزارة الداخلية لأوامر عماد دغيش وتوزيع الأدوار بين الدولة والعصابات الإرهابية. جهات أمنية توضّح ولمزيد توضيح الأمر والتعرّف على خفايا القضية التي استدعي من أجلها كمال اللطيف، أفادتنا جهات أمنية مسؤولة أنّه وخلافا لما تردّد فإنّ أعوانا من الفرقة الاقتصادية كانوا بالزيّ المدني تحوّلوا ظهر أمس السبت إلى منزل كمال اللطيف لتبليغه استدعاء للمثول أمام الفرقة الاقتصادية وقد طرقوا الباب لكن رفض أيّ طرف من المتساكنين الخروج لتسلّم الاستدعاء. وأضاف محدّثنا أنّ المتساكنين خاطبوا الأعوان عبر "الانترفون" معللين عدم خروج اللطيف باخ مريض فطلب أن يخرج أيّ أحد لتسلم الاستدعاء إلاّ أنهم رفضوا ذلك مكتفين بإرسال حارس، واضاف قائلا : "لتجنّب أيّ مشاكل وباعتبار أن ّ عملنا أمني ولا علاقة له بالسياسة تركنا الاستدعاء في صندوق الرسائل وغادرنا دون أيّ إشكال تذكر". وأضاف ذات المصدر أنّ توجههم باستدعاء لكمال اللطيف يأتي على خلفية عدم مثوله بالفرقة الاقتصادية وفقا لاستدعاء سابق طلب فيه أن يحضر لديهم يوم أمس السبت على الساعة 11 صباحا ولذلك وقع توجيه استدعاء ثان له في ظهر نفس اليوم، معتبرا ذلك بالإجراء الروتيني والعادي الذي يقومون به عند تخلّف أيّ طرف عن المثول. وأفادتنا نفس المصادر أنّ محامي كمال اللطيف اتصل بهم ليعتذر عن قدوم منوّبه بتعلّة أنّه مريض. وبسؤالنا ذات المصدر كيف أنّ للفرقة الاقتصادية أن تعمل يوم السبت يوم راحة، قال إنّ توقيت عملهم لا يخضع للتوقيت الإداري والعطل وأنّهم يعملون وفق النسق الذي تقتضيه مهام عملهم. أمّا عن فحوى الشكوى، فعلمت "الصباح نيوز" أنّها تتعلّق بشكاية تقدّم بها مجموعة من المحامين ومن بينهم شريف الجبالي وتتعلّق بمقاولات اللطيف التي يبدوا أنّها تمتعت بفسخ ديون وأضرّت بمصالح الدولة. كما علمت "الصباح نيوز" أنّ هذه الشكوى تمّ توجيهها أيضا إلى أشقاء كمال اللطيف.