تنتظر قطاعات اقتصادية عديدة بشغف اعلان رئيس الحكومة حمادي الجبالي اليوم عن التوصل لاتفاق بشأن المأزق السياسي الحالي. ونجد القطاع السياحي ومهنيوه في مقدمة من ينتظرون رسالة إيجابية يرسل بها إلى الأسواق السياحية التي تتعامل مع الوجهة السياحية التونسية وذلك لوقف نزيف الغاء الحجوزات وانقاذ ما تبقى من الموسم الشتوي والاستعداد في ظروف أفضل للموسم الصيفي لا سيما والكل يتوقع موسما محدود النتائج على أكثر من صعيد. وأكدت عديد المصادر السياحية ل"الصباح" أنهم يقفون اليوم عاجزين عن اتخاذ أي خطوة أو مبادرة في اتجاه التخفيف من وطأة التأزم السياسي في البلاد على القطاع السياحي. معتبرين أن البداية يجب أن تكون بادرة تفاهم ورسالة طمأنة من السياسيين تليها خطوات عملية على المستوى الأمني لاسترجاع ثقة وكالات الأسفار الأجنبية ومنظمي الرحلات في الوجهة التونسية. ويشير القائمون على القطاع السياحي أن حملات الطمأنة في الخارج عن طريق الصالونات والحملات الإشهارية وعقد اللقاءات مع الشركاء الأجانب أصبحت اليوم لا جدوى لها في غياب أفق سياسي جديد للبلاد اليوم يكون عنوانه الرئيسي قدرة الأطراف السياسية على الاتفاق ورسم توجه واضح المعالم لمقاومة الفوضى والعنف والعمل على ترميم صورة البلاد في الخارج التي تضررت كثيرا بعد حادثة اغتيال شكري بلعيد وفي ظل تسليط وسائل الإعلام الأجنبية الضوء على موضوع السلفية والجهاد في تونس. تضرر صورة تونس ولا يخفى البعض ممن تحدثت إليهم "الصباح" من ممثلي وكالات الأسفار وعدد من أصحاب النزل أن صورة تونس اهتزت كثيرا لا سيما في السوق الفرنسية بعد تتالى التحقيقات الصحفية والمقالات التي تتحدث عن العنف في تونس وظاهرة السلفية والجهاد وبعض وسائل الإعلام الفرنسة تحدثت عن تحول تونس إلى "خزان للجهاد في إفريقيا". وكنتيجة للحوادث الأمنية والسياسية الأخيرة وللحملات الإعلامية التي شوهت صورة تونس أكد مؤخرا رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار محمد علي التومي أن وكالات الأسفار الأجنبية عمدت إلى إلغاء الحجوزات المتعلقة بعطلة عيد الفصح وطالبت باسترجاع الأموال التي دفعتها. وبين التومي أن عديد السياح الفرنسيين الذين قاموا بالغاء حجوزاتهم كان من المفترض أن يصلوا إلى تونس يوم الأحد الفارط. من جهة أخرى أقدم عديد السياح على الغاء حجوزاتهم لشهر مارس المقبل باتجاه الجنوب التونسي. حيث يعد شهر مارس عادة ذروة الموسم السياحي الشتوي. وشملت الإلغاءات السوق الفرنسية والكندية والبلجيكية وكان المهنيون في الجنوب يعولون كثيرا على هذه الحجوزات على محدودية عددها لترميم بعضا من النتائج السلبية للموسم برمته. ويتوقع المراقبون أن تنعكس هذه النتائج السلبية للقطاع السياحي على المناخ الإجتماعي داخل المؤسسات السياحية.