"الشعب التونسي الذي صنع ثورته وأزال الديكتاتورية هو القادر وبجدارة على صنع النموذج التونسي الوطني ولا يحتاج إلى استنساخ أو إسقاط نماذج أخرى خارجية سواء كانت تركية أو غيرها".. هذا ما استهل به رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون الدكتور محمد العادل حديثه ل"الصباح". وسلط رئيس الجمعية الضوء على عديد النقاط كالتوجه التركي نحو العالم العربي والقطيعة الثقافية والعلمية بين الأتراك والعرب والشراكة المغاربية التركية. وتنزل اللقاء في إطار الزيارة التي نظمتها الإدارة العامة للصحافة والإعلام والنشر برئاسة الوزارة التركية التي يشرف عليها السيد مراد كاراكايا مؤخرا ولأول مرة لوفد من الصحفيين المغاربة بالتعاون مع الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة وهي منظمة عربية ذات صفة دولية مسجلة في أنقرة ودورها دعم التوجه التركي العربي. وكانت "الصباح" ممثلة في الوفد الصحفي. وفي حديثه عن التجربة التركية في تونس قال الدكتور محمد العادل "ان كثر الحديث عن التجربة التركية في تونس اريد ان اوضح أنه ورغم النجاحات التي حققها النموذج التركي فهي تجربة تبقى خاصة بالأتراك ولا يمكن إسقاطها على اي ساحة عربية، وبالنسبة لتونس فهي تحتاج إلى ان تثق في قدراتها وترسخ إمكانياتها لصناعة تجربتها السياسية والاقتصادية والديمقراطية". وحول كيفية الاستفادة من التجربة التركية اضاف: "سياسا يمكن لتونس ان تستفيد من التجربة التركية وليس المقصود بهذا استنساخ التجربة السياسية التركية، مع العلم ان هناك تواصلا سياسيا بين المسؤولين في البلدين بهدف الاستفادة من التجربة الديمقراطية في تركيا وكذلك من الخبرة التشريعية فيها. وأكد: "تسويق النموذج التركي امر خاطئ لان تركيا لا تقدم نفسها كنموذج بل هي تجربة من حق دول الربيع العربي وليس تونس فقط الاستفادة منها". وعن الدور الاقتصادي افاد "لقد توجهت تركيا الى تونس منذ 10 سنوات وحاولت ان تبدأ مشوار الشراكة الاقتصادية غير أن نظام مافيا بن علي والمافيا السياسية في عهده عرقلت مشروع الشراكة التونسي التركي لان المافيا الموجودة آنذاك لم تستطع ان تحقق فوائد من المشروع ولذلك لم تتقدم الشراكة بين البلدين". وقال: "اليوم، بعد الثورة أصبحت معالم الشراكة التركية التونسية اقتصاديا تتوضح، ويحتاج القطاع الخاص في تونس الى عملية تسويق محترفة لمجالات الاستثمار لانه حتى اللحظة الادوات المستخدمة تقليدية، كما لم يصدر الى الآن قانون الاستثمار في نسخته الجديدة"، مضيفا "على حد علمي فقد خصصت تركيا قرضا ب 500 مليون دولار لتشجيع استثماراتها في تونس ونتوقع ان تدفع هذه الخطوة الايجابية القطاع الخاص الى مزيد الانفتاح على ساحة الاستثمار في تونس". ولم يغفل رئيس الجمعية التركية العربية للثقافة والعلوم والفنون ذي الأصول العربية الحديث عن التقارب الثقافي العربي التركي مؤكدا "الشعار الذي تحمله الجمعية هو ازالة القطيعة الثقافية العلمية بين الاتراك والعرب والتي يصل عمرها الى 80 سنة، اي منذ ولادة الجمهورية التركية في سنة 1923". وتساءل قائلا "لماذا ننتظر تلاقي المحطات السياسية لازالة القطيعة الثقافية؟، لا نريد ان يبقى التقارب الثقافي بين تركيا والدول العربية وتحديدا المغاربية رهين توافق القرارات السياسية للحكومات المتعاقبة ونعي صلب الجمعية ضرورة تنشيط الترجمة بين الجانبين التركي والعربي لدعم التقارب الثقافي، مع العلم انه تمت ترجمة 17 كتابا من اللغة العربية الى التركية بدعم من وزارة الثقافة التركية في اطار مشروع رد الاعتبار للغة العربية في تركيا". وابدى محدثنا اسفه لغياب التعاون المتبادل بين الجامعات العربية والتركية لذلك "تم رفع شعار التوأمة للقضاء على عملية التجهيل المنظمة التي حالت نوعا ما دون إعطاء فرصة للجانبين للتقارب الثقافي والعلمي". وقال "اعلاميا انطلقنا في إحداث بعض القنوات التركية الناطقة بالعربية والعمل على بعث المنتدى المغاربي التركي للثقافة والعلوم، كما نؤسس الى مشروع لمهرجان الفنون والثقافة العربية بتركيا وهو عرس ثقافي فني عربي لعرض الثقافات المختلفة للدول العربية والمغاربية".