بدأ المشهد أمس بكل من ساحة محمد علي وشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة عالميا في الاحتفال باليوم العالمي للشغل، احتفال جاء في ظرف تاريخي.. ثوري.. انطلق منذ الصباح الباكر بوفود الجماهير بالمئات ليكونوا بالآلاف في حدود الساعة العاشرة صباحا بين هذين المكانين الرمز.. رمزالطبقة الشغيلة.. ورمز الثورة، فانتفض أمس الآلاف في مشهد ثوري حمل العديد من الشعارات وبعث العديد من الرسالات إلى كلّ من الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي. مهرجان احتفالي
كانت مسيرة وطنية جسدتها عدة شعرات:الإتحاد والحكومة من أجل نجاح الثورة ولكل حزبه واتحاد الشغل للجميع وتونس للجميع، اتحاد الشغل للجميع، والبناء مسؤولية الجميع.. مسيرة أمنها وعمل على حسن تسييرها وتنظيمها العشرات من الأشخاص ارتدوا أزياء طغى عليها اللون الأحمر لتميزهم عن بقية المتواجدين والمنتشرين بشارع الحبيب بورقيبة.. فخابت التوقعات بأن تفسد الفوضى والمليشيات سير المهرجان الإحتفالي في انسحاب تام وواضح لرجال الأمن على طرفي الشارع يراقبون.. بحذر..
هتافات ونشيد وطني
انتشر مئات المواطنين بين الشوارع الأخرى من العاصمة شارع باريس، مرسيليا، روما، جون جوراس، ابن خلدون وغيرها، كلّ الشوارع المتاخمة للشارع الرئيسي كانت تغص بالناس.. متجهون نحو هدف واحد: التجمع بشارع الحبيب بورقيبة، فكانت الجماهير من مواطنين عاديين ومن مختلف الإيديولوجيات والإنتماءات والكل يهتف بتوجهاته ومبادئه دون تسجيل أي تجاذبات تستحق الذكر أو التنبيرس.
كانت ل"الصباح" فرصة معايشة هذا اليوم ورصدت من عدة زوايا مشاهد المسيرة من أعلى المناطق المطلة من السطوح تارة ومن نافذة منزل بالطابق الأول من إحدى العمارات المتواجدة بشارع محمد علي تارة أخرى..أين كان المشهد مؤثرا ومعبرا.. فلا وجود إلا للونين الأحمر والأبيض وعلم تونس وشعار الإتحاد التونسي للشغل إلى جانب شعارات تطالب بدسترة حقوق الشغل والتنمية العادلة.. فالشغل استحقاق..وكرامة الشغالين من كرامة الوطن.
شعارات طريفة
لم يمنع المتواجدون بهذه الساحة من رفع شعارات طريفة ومعبرة في ذات الوقت.. كشعار عيد البطالة..المال الماشي للتعويض البطالة أولى بيه.
مجتمع مدني حاضر بقوة
ممثلو المجتمع المدني بدورهم سجلوا و- بامتياز- حضورهم، كشبكة دستورنا.. والمجلس التأسيسي المدني، النساء الديمقراطيات، جمعيات المعطلين عن العمل، رابطة حقوق الإنسان وغيرهم كثيرون. إلى جانب الأحزاب مثل حركة النهضة، حركة الشعب حزب البعث، الحزب الجمهوري، التيار الإصلاحي، حزب العمال الشيوعي، حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي..
الساحة.. الرمز
بدأت ساحة محمد علي.. رمز النضال.. ومتنفس العمال.. تلفظ بجماهيرها.. في حدود الساعة الحادية عشر صباحا.. أفواجا أفواجا.. إلى شارع الحبيب بورقيبة.. أين كان المشهد مماثلا وربما أكثر تعبيرا..الآلاف حاملون للشعارات واللافتات.. يملؤون شارع الثورة من يمينه.. ويساره.. ووسطه.. الكل في حركة عجيبة ومتناغمة جيئة وذهابا، الحراك متواصل، فشارع الحبيب بورقيبة كان في ازدحام شديد، تفسد أحيانا رونقه بين الفينة والأخرى بعض المناوشات.. والتجاذبات الجانبية من بعض المستفزين لم تكن لها الوقع الكبير أو المؤثر..