"سنة اتحاد المغرب العربي" هذا ما دعا إليه الرئيس التونسي المؤقت خلال جولته المغاربية الهادفة إلى إعطاء دفع جديد لاتحاد المغرب العربي. وقد رأى الرئيس المؤقت أن تونس في حاجة إلى إحياء الاتحاد المغاربي لإنجاح ثورتها. وقد اهتم عدد من الصحف خاصة منها المغاربية بهذه المبادرة التي رأى فيها عدد من المحللين بادرة أمل قد تمكن من إحياء الاتحاد بشكل فعلي، في حين رأى البعض الآخر أنّ ذلك حلم من الصعب تحقيقه. مشروع «هرقلي» رأت صحيفة «لاكسبرسيون» الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية في مقال بعنوان: «رحلة تاريخية للمرزوقي» أنّ الرئيس التونسي شرح بصراحة مضاعفة وبساطة جذّابة مشروعه «الهرقلي» (العظيم) لإحياء اتحاد المغرب العربي بمشاركة المغرب والجزائر. في حين اعتبر الموقع الإخباري المغربي «أوفيت ماروك» الناطق باللغة الفرنسية أنّ اتحاد المغرب العربي ميت «إكلينيكيا» بالرغم من الاتفاقات المعقودة والتظاهرات المشتركة، إلا أنّ التغيير الذي شهدته كل من تونس وليبيا والانتخابات الديمقراطية في المغرب قد تعطي أملا حتى ينتعش الاتحاد مجددا كما يقول الموقع المغربي. صحيفة «لوموند» الفرنسية نشرت مقالا يوم الجمعة الماضي على موقعها الإلكتروني نقلت فيه آراء عدد من الباحثين من المغرب العربي، الذين رأوا أنّ من بين أهم الجوانب المضيئة في هذه المبادرة هي أنّها أتت من تونس ومن رئيس منتخب بشكل ديمقراطي، «بالإضافة إلى أنّ «تونس بلد صغير وليست له مطامع زعامة إقليمية وبالتالي لا تستدعي هذه المبادرة الخوف أو الريبة.» عائق الصحراء الكبرى وفي مقال بعنوان: « طوباويّة »العرّاب« المرزوقي... و2012 عام المغرب الكبير» بصحيفة الأخبار اللبنانية، يشير الكاتب إلى أنّ عددا من المراقبين يشكّكون في مدى واقعية أحلام المرزوقي، في ظلّ استمرار مشكلة الصحراء الغربية وتباين وجهات النظر بين الجزائر والمغرب بخصوص هذه القضية. وينقل المقال عن الباحث المغربي أحمد عصيد قوله إنّ أحلام الرئيس التونسي تبدو مغرقة في الطوباوية، لأنّ الرئيس الجديد يعلم أن العائق الرئيسي وراء عودة عجلة الاتحاد المغاربي تبقى حالة استمرار التوتر بين الرباطوالجزائر بشأن ملف الصحراء. وخلص المقال إلى أنّه بالرغم من بعض المؤشرات الإيجابية، فإنّ إحياء المغرب العربي يتطلب بعض الوقت. في حين أوردت صحيفة «القبس» الكويتية أول أمس في مقال بعنوان «الاتحاد المغاربي.. حلم قد يتحقق» جملة من المؤشرات بعضها سلبي والبعض الآخر إيجابي تقع على طريق إحياء علاقات مغاربية قوية. ورأت الصحيفة أنّ احتمال فوز الإسلاميين في الانتخابات التشريعية الجزائرية في ماي المقبل لن يكون له تأثير كبير في هذا السياق على اعتبار أنّه لن ينعكس على السياسة الخارجية الجزائرية التي تقوم على جملة من المبادئ التي لن يكون إحياء الاتحاد المغاربي ممكنا دون التخلي عنها، حسب الصحيفة الكويتية. وتأتي دعوة المرزوقي في ظلّ تشكل مغرب عربي جديد، عاش في العام الماضي على وقع ثورتين، في حين شهدت المغرب انتخابات برلمانية وصفت بالنزيهة، كما تمكن الإسلاميون من الصعود في كلّ من تونسوالرباط، إلا أنّ خصوصيات اليوم لم تمح خلافات الأمس، ومازالت مشكلة الصحراء الغربية وغياب العزيمة الحقيقية لتطوير علاقات التعاون أشواكا في طريق أي اتحاد مغاربي فعلي.