تونس - الصباح: عرضت قناة حنبعل في سهرة الجمعة 21 ديسمبر وفي إطار برنامج "الصراحة راحة" لقاء اعتبره صاحب الحصة سبقا صحفيا مع الفنان شريف علوي 3 أيام بعد خروجه من السجن. وقد فسح مقدّم " الصراحة راحة" - طبعا بعد ديباجة طويلة عريضة قال فيها ما طاب له واشتهى من تعابير لتبرئة ساحة ضيفه - المجال للمستضاف للحديث عن التجربة القاسية التي عاشها والتي أثرت عليه وغيّرت حياته وفق ما قاله معد البرنامج والذي حاول أيضا قدر ما استطاع ضبط نفسه - على غير عادته- في تدخلاته تاركا للضيف حرية الحديث دون مقاطعة أو مشاكسة لتبرئة نفسه ونفي ما وجه إليه من اتهامات أو بالأحرى نفي وتفنيد ماراج في "بعض" الصحف حول قضيته حيث قال "شريف علوي موجود هنا ليكذّب ما قيل وما كتب ويواجه الناس الذين ظلموه واتهموه بأنه مورّط في قضية اغتصاب". ولم يجد كل من مقدم البرنامج وضيفه وسيلة للدفاع غير الهجوم على الصحف والصحفيين والاستشهاد - علنا - أمام الكاميرا بصحيفة "الصباح" وتكذيب ما جاء فيها بتاريخ 21 ديسمبر 2006 بخصوص قضية الفنان المذكور. وقد سمح معد البرنامج لنفسه بعرض صحيفة " الصباح" دون الصحف الأخرى حيث اكتفى بالإشارة إلى كومة من الجرائد الموضوعة أمامه والقول أن كل تلك الصحف كتبت بإسهاب عن قضية شريف علوي كما لم يفوّت الفرصة للحديث عن نزاهة بعض الصحف التي رأى أنها كتبت بطريقة "عادلة". ونحن إذ نستغرب ما أقدمت عليه هذه القناة وكذلك صاحب "الصراحة راحة" الذي سمح لضيفه أن ينفي عن نفسه ما نسب إليه من تهم وأن يكيل في المقابل الاتهامات إلى من كتبوا حول قضيته بأنهم فعلوا ذلك قبل أن يستكمل التحقيق معه وتجرّأ على نعتهم بالدخلاء فإننا نذكره كما نذكر ضيفه بأن نقل وقائع القضايا ميدانيا أمر معمول به في الصحافة العالمية وبالتالي لا يعتبر مخالفة أو تهمة أو سعيا للربح على حساب الآخرين كما تفضل الفنان شريف علوي بالقول وإنما هو رغبة في إنارة الرأي العام وتقديم أكثر ما يمكن من التفاصيل حول جميع القضايا دون استثناء ودون اعتبار للأشخاص وهو دأب جميع الصحف في شتى أقطار العالم . و"الصباح" تعوّدت وعوّدت قراءها على التقصي والمتابعة الميدانية قبل نشر أي خبر أو معلومة. الفنان شريف علوي قال في معرض حديثه عمّا نسب إليه من تهم أن تهمة الاغتصاب التي قال أن "بعض" الصحف وجّهتها إليه ذابت واضمحلّت في حين أن أوراق القضية تقول أن المتهم محمد بن علي بن أحمد العليوي (وهو الاسم الحقيقي لشريف علوي) كان أدلى بتصريحات كاذبة في البداية حيث ذكر أن شخصين كانا داهماه بمنزله واعتدى عليه أحدهم بالعنف ثم تراجع وأكد أنه على معرفة بالمعتدي كما تضمنت أوراق القضية تهمة محاولة مواقعة أنثى غصبا باستعمال العنف والإيهام بجريمة وفي نفس السياق تم توجيه تهمة محاولة قتل نفس بشرية عمدا بالنسبة للفتاة المتورطة في القضية. وقد فات شريف علوي أن "الصباح" لم تتحدّث عن قضية اغتصاب بل أن مقدّم البرنامج هو الذي أشار إلى أنه كان مورّطا في قضية اغتصاب وهي العبارة التي استعملها شريف علوي ليشير بأن التهمة بخصوصها ذابت واضمحلّت واستغل كامل فترات الحصة ليبرئ نفسه من تهمة لم تذكرها "الصباح" بصريح العبارة وبعد هذا هل مازال شريف علوي مصرا على تكذيب ما جاء في "بعض" الصحف وهل مازال غير مقتنع بأن الحبر الذي سال من أقلام من أسماهم بالدخلاء (حتى إن كانوا مرسّمين ويتقاضون شهرية كما قال) ليس فيه شحنة من الضمير؟ الغريب في برنامج "الصراحة راحة " وفي المستضيف والمستضاف أن الجميع تناول القضية من زوايا متعددة.. فشريف علوي تحدّث عن كل شيء ..تحدّث عن آلام تلك التجربة.. تحدّث عن وقعها على عائلته.. تحدّث حتى عن بعض الأشخاص الظرفاء الذين صادفهم في السجن ولكن لا هو ولا صاحب البرنامج أشار من بعيد أو من قريب عن السبب الذي أودع من أجله شريف علوي السجن. النقطة الوحيدة التي نتفق فيها مع شريف علوي تتعلق بنزاهة القضاء وعدالته بدليل أن القضاء أمر بحبسه مدّة سنة كاملة .. ولو رأى أنه بريء فعلا لما فعل.