سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طاقم العمل يستنشق "أوكسيجين" الثورة واستبشار برياح الحرية التي هبت على الدراما التلفزيونية "الصباح" تزور كواليس المسلسل الرمضاني "الأستاذة ملاك" للتلفزة الوطنية
"الأستاذة ملاك" هو عنوان السلسلة التلفزية التي انطلقت مؤسسة التلفزة في تصويرها بمنطقة الشرقية بالعاصمة منذ أسبوعين تقريبا. وهي من تأليف علي اللواتي ويخرجها فرج سلامة بمشاركة ثلة من الممثلين على غرار جميلة الشيحي وخديجة بن عرفة ومراد كرّوت وكوثر بلحاج وحمادي الوهايبي وعلي الخميري وفوزي كشرود وجلال الدين السعدي وريم عبروق ودرصاف مملوك وآخرين. زارت «الصباح» استوديو التصوير وكنا على عين المكان أثناء تنفيذ مشهد من السلسلة في ديكور مطعم شعبي وذلك في في حدود الساعة الواحدة. اتسم المناخ العام بمكان التصوير بالحركية ,ممثلون يتهيّؤون للالتحاق ب»البلاتوه» وآخرون منزوون لمراجعة نصوصهم, أما داخل المكان المخصص للتصوير بالطابق الأرضي للبناية الذي سوغها التلفزيون التونسي خصيصا لتصوير هذا العمل. وجدنا سمير العجيمي مساعد المخرج الثاني بصدد تلقين علي الخميري وفوزي كشرود وجلال الدين السعدي مقاطع من النص وسط جو حار نسبيا لم يمنع فريق العمل من الاجتهاد للتقدم بعملية التصوير. وقد أخبرنا بسام خشلوف مدير الانتاج أن عملية التصوير ستتواصل في شهر رمضان الكريم فقد تم تصوير 6 حلقات الى حد لحظة كتابة هذه الأسطر فيما يتواصل العمل بمعدل 14 ساعة يوميا وستنطلق غدا عملية «المونتاج» للحلقات الجاهزة علما وأن السلسلة متكونة من 30 حلقة تستغرق كل حلقة منها 35 دقيقة تقريبا. من جهته أفادنا المخرج فرج سلامة بالآتي :»لقد اتخذت التلفزة قرار تصوير هذا السيتكوم وغيره من الأعمال التلفزية الرمضانية في بداية شهر أفريل الماضي والوقت كما تلاحظين متأخر نسبيا لذلك سينجر عن هذا التأخير في اتخاذ القرار أشياء لا تخدم نسق التصوير». ولكننه استدرك قائلا : عموما سنحاول تصوير كل الحلقات قبل انتهاء شهر الصيام وقد نضطر الى التصوير ليلة عيد الفطر أيضا». وأضاف محدثنا «هي المرة الأولى التي أصدّق فيها المسؤولين في التلفزة حين يخبروننا عن العجز المالي وظروف التكيف معه, ففي السابق كان هذا الكلام يردد أمام بعض المخرجين فيما تصرف مليارات من المليمات لآخرين فقط لأنهم فوق القانون ولهم السلطة اللامتناهية». إن موقع التصوير والديكورات الموظفة للعمل ترمز بالأساس لحي شعبي فيه مطعم ومقهى ومكتب محامية وبعض المنازل والحي المسمى» بحي الدريبة» هو الاطار العام لجل الأحداث التي حصرها المؤلف بين فترتي 10 ماي 2010 وماي 2011 لنعيش أطوار ما قبل ثورة الشعب في 14 جانفي وما تلاها من تطورات أو متغيرات. الإحساس بالحرية في القول والفعل وقالت جميلة الشيحي وهي التي تجسد دور المحامية ملاك في السلسلة «لا أصدق أنني سأقدم دور محامية في التلفزة التونسية تدافع عن حق المضطهدين ومنهم سجناء الرأي, فهذا الحدث مهم بالنسبة لي وأعيشه باحساس متفرد, فاليوم يحق لنا أن ننقد الممارسات اللامسؤولة لنظام ديكتاتوري صادر حرية الرأي والتعبير وبالنسبة لي هي ولادة جديدة لي كممثلة.» ويقول علي الخميري الذي يجسد دور «حسن» العامل في المطعم الشعبي « نحن اليوم نتنفس أوكسيجينا نقيا والممثل يقدم عملا يكون راضيا عنه بنسبة عالية , فلا مكان لعبارات «هذا ما نقولوش» و»هذا نقولوه» في تفكيرنا ويتقلّص التردّد هنا فيجسد الممثل دوره وهو مرتاح نفسيا.» أما جمال ساسي الذي وجدناه بلباس النادل في المقهى وهو الدور الذي يؤديه في السلسلة فقد أخبرنا أنه يعيش على وقع لحظات استثنائية بالنسبة له كممثل يؤدي دورا في سلسلة تلفزية مختلفة من حيث المضمون وطريقة التناول لأحداث لا يمكن نسيانها ولا تجاهلها وقال محدثنا «ليس سهلا أن نتخلص من الرقابة الذاتية التي زرعت فينا منذ عقود طويلة ولكن الحمد لله نحن في الطريق الى التخلص من عقد الماضي والممثل اليوم مطالب بالاستفادة من هامش الحرية الممنوح له ولكن في حدود المعقول» مؤكدا عن المسؤولية التي تترتب عن التمتع بالحرية.
ربّما ولى زمن التوغّل في الرمزية المفرطة والمرهقة وعبّر الممثل لسعد بن يونس عن سعادة مضاعفة يعيشها وفسّرها قائلا « لقد كنت مغيّبا عن التلفزة لأسباب أجهلها والحقيقة أنني عشت ألم أن أحرم من حقي في المشاركة في الأعمال الدرامية لسنوات دون أن أصل الى فهم الأسباب واليوم أعود من الباب الكبير فنص علي اللواتي مغر وما ستشاهدونه في التلفزة مختلف, فقد تخلصنا اليوم من الرمزية الموغلة التي يوظفها بعض الكتاب دراميا حتى لا يتطرقوا الى كل المواضيع الحساسة التي تمس الممارسة السياسية ,فهذه الرمزية ترهق عقل المتفرج وتتعدد القراءات تبعا لذلك فتضيع الرسالة النقدية .» وقالت ريم عبروق « أؤدّي دور «حنيفة» جارة الأستاذة ملاك ولن أكشف تفاصيل أكثر حفظا للتشويق, وأعود من خلال هذه المشاركة الى الأعمال التلفزية التي تنتجها التلفزة الوطنية وكممثلة تحمست للعمل ولم أناقش للحظة المسائل المادية لأن الأهم بالنسبة لي أن أساهم في دفع العمل ليولد ويخرج للنور». وثمّن الممثل حمادي الوهايبي (يجسد دور «رومبا») قرار تصوير هذا العمل الذي اتخذته مؤسسة التلفزة ولو بعد تأخر نسبي وقال « قد ينتقد عامة الناس الممثلين في تونس ويعتبرون صمتهم أو ابتعادهم عن الأضواء في هذه الفترة من قبيل السلبية في التعامل مع الأحداث الاجتماعية والسياسية للبلاد في حين أن نقابة الممثلين كانت من أول المتحركين يوم 11 جانفي الماضي حين عبرت عن رفضها في مسيرات منظمة لما اعتبرته ظلما وانتهاكا للمواطنة. ويواصل قائلا « اليوم نواصل عملنا بالحماس نفسه والممثل المسؤول يتحرك عبر الفعل المسرحي وهو اليوم قادر على ايصال صوته في الأعمال التلفزية أيضا وهذا انجاز محمود في حد ذاته ولكن نحن مطالبون بالاقناع أيضا بما سنقدمه من أعمال.» نادية برّوطة