كمال بن يونس بدأت التحضيرات للقمة الإفريقية السادسة عشرة التي ستعقد في أديس أبابا بإثيوبيا ما بين 31 جانفي و2 فيفري.. هذه القمة الإفريقية الجديدة ستكون محطة سياسية ستجمع قادة أكثر من 50 دولة إفريقية وممثليها لبحث عدد من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية الخطيرة. بعض هذه الملفات بررتها مستجدات اقتصادية وامنية مهمة جدا من بينها مضاعفات الازمة الاقتصادية والمالية العالمية على دول افريقيا عامة والدول النفطية خاصة. كما تبرز اهمية هذه القمة بعد استفحال المشاكل الامنية في عدد من دول افريقيا من بينها استفحال مخاطر ترويج المخدرات والأسلحة والاتجار في البشر في عدد من الدول الإفريقية من بينها الدول المغاربية وجاراتها. ورفعت شارات حمراء لما تأكد أن عصابات الاتجار في المخدرات والأسلحة عالميا تتخذ من دول الساحل والصحراء والدول مغاربية ومصر والسودان والصومال وجيبوتي معابر لكبار المهربين القادمين من أمريكا اللاتينية ووسط آسيا.. وبعد أن برزت مؤسسات عسكرية وأمنية أوربية وأمريكية ودولية عديدة تطمح إلى بسط نفوذها على القارة الإفريقية في سياق التنافس الكبير بين الدول العظمى على ثرواتها ومواقعها الإستراتيجية ، يتحتم على قمة أديس أبابا أن لا تكتفي ببحث مشاريع القرارات " الفنية " و" السياسية التقليدية " التي سيعرضها الخبراء ووزراء الخارجية. بل على هذه القمة الإفريقية المهمة أن تستحث عملية تجسيم مشروع إحداث قوة إفريقية موحدة قادرة على صيانة جهود السلام عبر وحدات عسكرية قارية تكون قولا وفعلا في مستوى ضمان أمن شعوب المنطقة في كل المجالات والتصدي لعصابات المخدرات وتجار السلاح والمجموعات الإرهابية الدولية. وينبغي أن تكون هذه القوات الافريقية ذات قدرة على التحرك الميداني وأن تجعل دول القارة غير محتاجة لقوات التدخل الاوربية العديدة ولا الى لوجيستيك القوات الامريكية المماثلة ومن بنيها " أفريكوم " ولا إلى الدعم العسكري والاقتصادي الذي تعرضه "بسخاء" على دول افريقيا النفطية عواصم اسوية تهمها اولا ثروات دولنا وشعوبنا ومن بينها ما تزخر به من محروقات ومعادن واسماك وثروات غذائية وزراعية هائلة.