لا تعتبر كميات الأمطار التي سجلها شهر أوت الجاري استثنائية بالنظر إلى نوعية المناخ الذي تتسم به البلاد التونسية، وكما افاد "الصباح" عبد الرزاق الرحال مهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي فان سنوات الخمسينات وبداية الثمانينات وسنة 2015 تم تسجيل نفس الخصوصيات المناخية ومعدلات الأمطار الحالية. لكن لا يمنع ان الثلاث سنوات الماضية لم تعرف مثل هذه الكميات وتصنف بالجافة. واستبشر عبد الرزاق الرحال بكميات الأمطار المسجلة منذ بداية شهر اوت، التي تعد حسب تقييمه بوادر جيدة لموسم أمطار 2018-2019. ونوه في نفس الوقت بالتداعيات ايجابية التي ستكون لها على منسوب المياه في السدود وعلى الموسم الفلاحي القادم. اما بالنسبة للتوقعات خلال الايام القادمة فقال الرحال انه وبداية من اليوم السبت سيشهد الطقس استقرارا مع توقف للامطار وستسجل ايام الاحد والاثنين ارتفاعا نسبيا في درجات الحرارة. ويذكر ان مختلف ولايات الجمهورية قد سجلت مع قدوم شهر اوت نزول كميات هامة من الامطار ينتظر ان يكشف المعهد الوطني للرصد الجوي عن معدلاتها مفصلة حسب الولايات خلال نهاية الشهر في تقرير رسمي. بدوره بين لطفي بن محمود مدير الأشجار المثمرة والخضروات بالإدارة العامة للإنتاج الفلاحي، أن كميات الأمطار المسجلة خلال الثلاثة أسابيع الماضية لا يمكن ان يكون لها إلا الأثر الايجابي على الموسم الفلاحي. واشار الى ان المنسوب المائي في السدود قد ارتفع بعد ان كانت الايرادات فيه تصنف بالضعيفة. حيث توضح اخر الارقام الصادرة عن الادارة العامة للسدود والاشغال المائية الكبرى ان كميات الامطار بسد بني مطير يوم 24 اوت 2018 قد ارتفعت الى 44 مليون متر مكعب بعد ان كانت في حدود 29 مليون متر مكعب خلال نفس اليوم من السنة الفارطة. وارتفعت ايرادات سد ملاق من 9 مليون متر مكعب الى حدود 26 مليون متر مكعب بدوره ارتفع منسوب سد سليانة من 4 مليون متر مكعب الى 10 مليون متر مكعب.. وذكر لطفي بن محمود ان الأمطار الاخيرة من شانها ان تحسن ايضا في المخزون المائي بالاراضي الفلاحية وان تعدل من مستوى المائدة المائية الذي عرف نزولا نتيجة جفاف الثلاث السنوات الاخيرة. كما بين مدير الأشجار المثمرة والخضروات بالإدارة العامة للإنتاج الفلاحي ان أمطار"اوسو" سيكون لها الأثر في تخليص التربة من الأملاح وستساعد في نمو الخضروات بصفة جيدة. أما فيما يتصل بزراعة الزيتون فستساعد الأمطار الأخيرة على نمو الخضري (ينمو نهاية أوت وبداية شهر سبتمبر) ومن شانها ان تبشر بصابة زيتون جيدة. ونفس الأثر سيكون لها على الزراعات الكبرى حيث قال بن محمود ان الأمطار تشجع الفلاح على الانطلاق في عملية الحرث فعندما تكون الاراض رطبة تكون التكلفة اقل وعملية الحرث اسهل. فضلا على ان كميات الامطار الاخير في منطقة الوطن القبلي سجلت كميات هامة ستساعد على نمو ثمار القوارص وستؤثر على حجمه الذي يتوقع ان يكون في مستوى جيد. وبالنسبة لامكانية مراجعة المساحات السقوية من قبل وزارة الفلاح فافاد لطفي بن محمود ان الامر طبيعي فهي مساحات تتم مراجعتها طبقا لمنسوب السدود واهمية نزول الأمطار خلال الموسم الفلاحي، وقد تمت مراجعتها خلال السنوات الاخيرة في ولايات الشمالية ومع التحسن المسجل في الإيرادات من الطبيعي ان تقع العودة الى المساحات السقوية التقليدية بمدن باجة وزغوان وبنزرت وجندوبة. ريم سوودي