واكبت "الصباح الأسبوعي" عددا من مشاهد تصوير مسلسل "علي شورب" في مدينة حلق الوادي" والتي شارك في أحداثها لطفي العبدلي وفريال يوسف حيث من المنتظر أن تجمع قصة حب مستحيلة بين البطلين ولعّلها كما حدثتنا فريال يوسف ستكون الجانب الرومانسي في هذا العمل، الذي يحمل الكثير من المشاهد الدرامية والمؤثرة والعنيفة فالفترة الزمنية، التي يتطرق إليها "شورب" والشخصية المحورية للعمل" شاهدا أحداث سياسية واجتماعية مصيرية في تاريخ تونس المعاصرة... فريال يوسف أو "قمر" هذا الاسم، الذي له ذكريات خاصة مع الممثلة العائدة للدراما التونسية بعد غياب 13 سنة فقد حقق نجاحها الكبير في مسلسل "قمرة سيدي محروس" وكان حاضرا في آخر أدوارها في الدراما التونسية سلسلة "لوتيل" كما يخط عودتها من خلال بطولة مسلسل "شورب". في كواليس تصوير "شورب" يغوص لطفي العبدلي في عمق الشخصية المجسدة، يبحث داخله عن خيوط تماسكها، يرافقه الصمت طيلة فترة التصوير، حتى بعد أن يقطع صوت مساعد المخرج المشهد يظل لطفي العبدلي لدقائق غائبا في عالم "شورب"..هي الشخصية، التي تدفعه الى تحد فني جديد على غرار دوره في فيلم النوري بوزيد " making of" أو شخصية الصادق المحواشي في "فلاش باك" لمراد بالشيخ.. في كواليس"شورب" لم يكن التصوير سهلا فكل التفاصيل تراجع لمرات ومرات: الملابس، الاكسسورات ، العبارات المعتمدة وحتى جلسة الكومبارس وأدائهم تماشيا مع الفترة الزمنية، التي يصور فيها العمل (من الستينات إلى بداية السبعينات القرن الماضي).. رغم ملاحظتنا لبعض المشاكل الإنتاجية، كان الفريق التقني والفني يعمل بتفاني كبير فهذه المغامرة، التي أقدمت عليها المنتجة رانيا مليكة وشركائها وقناة التاسعة تستحق معاناة المحاولة... "شورب" عرف الجدل قبل أن يصور لاعتبارات عديدة منها الذاتي ومنها الموضوعي فالبعض يعتبر تصوير عمل فني عن رجل عرف السجن لمرات عديدة بسبب الشغب والسكر والعربدة لا يستحق أن يقدم عنه عمل فني وفي المقابل يقع تهميش رموز البلاد في السياسة والثقافة والإصلاح الاجتماعي وهنا نشير إلى أن الشخصيات "القدوة" لا تقدمها عادة سوى الهياكل العمومية على غرار التلفزة الوطنية وهذه الأعمال حتى حين تقدم يمكن أن تتعرض للجدل والنقد بسبب رؤيتها وطرحها والبعض الآخر يحارب مسلسل عل غرار "شورب" الذي يتصدر حاليا نسب المشاهدة في تونس بسبب "كعكة الإشهار" وهؤلاء أصبحت آراؤهم ومواقفهم لا تستحق التعليق لتكرارها كل موسم.. ما يهمنا في عمل فني هو مقاييسه التقنية والفنية ومسلسل "شورب" حاول الوصول لبعضها خاصة على مستوى الصورة والأداء وكعادتها تألقت الفنانة دليلة المفتاحي في دور الأم والطفل "كريطة"، الذي سيكون موته من أهم المشاهد المؤثرة في الحلقات القادمة من المسلسل فيما حاول كل من لطفي العبدلي ومعز القديري، خلق شخصية "الباندي" بطريقة مختلفة ومغايرة للآخر ولعّلنا هنا نرى أن "القديري" أجاد أكثر على مستوى الأداء كما لعب زياد التواتي على خصوصيات أخرى للصعالكة، فتميز فيها عن غيره من شخوص العمل. من جهتها، ستغادر فريال يوسف العمل في جزئه الثاني المنتظر عرضه في المسوم القادم وذلك بعد أن اكتشفت بعد عرض العمل أن "إطلالة" عودتها للدراما التونسية لم تكن كما أردتها ولم تخلف التأثير المأمول. "مسلسل شورب" قدم وصفة محببة للتونسيين، الذين ينتقدون العمل ويشاهدونه في الآن نفسه، يرفضون أن يشاهده أطفالهم ولا يمنعونهم من الجلوس أمام التلفاز ..هو انعكاس لتناقضاتنا، التي نخشى مواجهتها ومن الجيد أن تسعى الأعمال الفنية لطرحها..