تونس - الصباح تشهد ساحة المحامين منذ عدة أسابيع، حركية لافتة للنظر على خلفية الانتخابات المقررة لنهاية شهر جوان القادم صلب عمادة المحامين... وتأتي هذه الحركية، بعد إعلان العميد الحالي، السيد عبد الستار بن موسى، عدم ترشحه للعمادة لمدة نيابية ثانية، وهو ما كان تعهد به فور
فوزه بالعمادة قبل ثلاث سنوات.. ويبدو حسب المعلومات المتوفرة، أن الترشحات التي أعلن عنها إلى حد الآن، بلغت نحو العشرة، بما يرشح الانتخابات القادمة لأن تكون أكثر حرارة من المواعيد السابقة.. خريطة الترشحات... فقد أعلن عن ترشح الأستاذ إبراهيم بودربالة، الذي كان تحمل مسؤوليات في جمعية المحامين الشبان وترأس فرع تونس للمحامين، كما تولى عضوية الهيئة الوطنية للمحامين في وقت سابق، إلى جانب الأستاذ شرف الدين الظريف، الكاتب العام الحالي للهيئة الوطنية، والأستاذ محمد المكشر، الرئيس الأسبق لجمعية المحامين الشبان وعضو الهيئة الوطنية للمحامين، بالإضافة إلى الأستاذ بديع جراد، الذي كان ترشح للعمادة في العام 2004 من دون أن يفوز بعضوية العمادة.. وأعلنت الأستاذة راضية النصراوي، عن ترشحها لانتخابات جوان المقبل، وهي تعد المرأة الوحيدة التي تقدمت لهذا المنصب بين المرشحين العشرة.. وكانت النصراوي، أول محامية انتخبت العام 1980 عضوا في جمعية المحامين الشبان، وشغلت عضوا بالهيئة الوطنية للمحامين خلال دورات 1989 و1995 و2001، وإذا ما تم انتخابها خلال مؤتمر جوان القادم، ستكون أول عميدة لهيئة المحامين التونسيين، حيث لم يسبق أن فازت امرأة بهذا المنصب خلال كامل تاريخ العمادة.. ويوجد من بين الأسماء المرشحة لعمادة المحامين، الأستاذ البشير الصيد الذي كان ترأس هيئة المحامين في المدة النيابية (2001و2004)، ثم فشل في الوصول إلى العمادة في انتخابات العام 2004 التي فاز فيها العميد الحالي، الأستاذ عبد الستار بن موسى.. وكان الأستاذ محمد النوري، المحامي، أول من تقدم بترشحه لانتخابات العمادة، معلنا قراره بالتخلي عن ممارسة مهنة المحاماة، والتفرغ لقضايا العمادة وملفات المحامين.. وهو القرار الذي أثار الكثير من السجال صلب المحامين، بما أن هذه أول مرة يعلن فيها مرشح للعمادة مثل هذه الأجندا.. من جهة أخرى، ترشح الأستاذ صلاح الدين الشكي، الرئيس الحالي لفرع تونس للمحامين إلى العمادة، وهو الوجه الثاني من الهيئة الحالية المنتهية ولايتها في أعقاب شهر جوان القادم.. الترشح المفاجأة... لكن الترشح الذي وصف ب«العيار الثقيل» بين المرشحين لقيادة عمادة المحامين، يتمثل في الأستاذ منصور الشفي، العميد الأسبق للمحامين.. فقد شكل هذا الترشح، مفاجأة للساحة الحقوقية وأوساط المحامين، ليس فقط لأن الرجل لم يدر بخلد أي كان من المرشحين، خصوصا بعد أن تنكر له الحظ في مرات سابقة، بل لأن الأستاذ الشفي، يمثل ثقلا مهما في الساحة الانتخابية للمحامين، بعد سنوات من طويلة من ترؤس العمادة خلال فترة الثمانينات والتسعينات من القرن المنقضي.. وتفيد بعض الأنباء التي استقيناها من الساحة الانتخابية، أن ترشح الشفي، أربك العديد من التحالفات والسيناريوهات الانتخابية. وفيما يرى قسم من المحامين، أن الأستاذ الشفي يمثل «الشخصية الجامعة» للمحامين في الوقت الراهن، بحكم تشتت أصوات المستقلين، واختلافهم على رؤية واحدة، إضافة إلى الدعم الذي يحظى به الرجل من جهتي صفاقس وسوسة، فضلا عن حضوره القوي في العاصمة التي تلعب دورا مهما في تحديد هوية العميد الجديد إلى حد بعيد، فإن أطرافا أخرى ترى أن المحامين مطالبين بالرهان على «الأصوات الجديدة» كما يجري وصفها بين هذا القسم من أصحاب الزي الأسود، وذلك على غرار الأساتذة، إبراهيم بودربالة وراضية النصراوي ومحمد النوري، بالإضافة إلى شرف الدين الظريف ومحمد المكشر.. خارطة متقلبة... لا شك أن الخارطة الانتخابية للمحامين، تشهد تبدلا في موازين القوى من مؤتمر إلى آخر، إلى جانب دخول الشبان الملتحقين حديثا بالمهنة، كأحد الأرقام المهمة في النسيج الانتخابي، وبالتحديد ضمن بورصة الأصوات التي ستتوزع هنا وهناك بين المرشحين لقيادة العمادة، إلى جانب الوجود المكثف للمرأة بين صفوف الناخبين، وهي معادلات من الضروري الأخذ بها من قبل المرشحين مهما كان اسمهم أو صيتهم وثقلهم الانتخابي، لكن ترشح السيد منصور الشفي، يبقى كذلك الرقم الذي سيضطر بعض المرشحين إلى مراجعة تكتيكاته وأسلوب تحركه خلال الحملة الانتخابية.. صحيح أن لحظة الحسم لم تحن بعد، بما يجعل جميع الاحتمالات واردة في ساحة انتخابية متقلبة بطبيعتها، رفضت في مرات عديدة جميع الافتراضات والتوقعات، لكن الأسماء المرشحة لمنصب العمادة، تحمل بين ثناياها مؤشرات العميد القادم، وسيكون للحملات الانتخابية والتحالفات التي ستعاد صياغتها مجددا، دورا في نحت شخصية العميد الجديد...