قال وزير الشؤون الدينية التونسي نور الدين الخادمي: إن الإمام يضطلع بمسؤولية كبيرة في نشر خطاب ديني وسطي يجمع ولا يفرق. وأكد، في اجتماع مع عدد من الأئمة والوعاظ، دور الإمام ومسؤوليته ، خاصة والمطروح في تونس ما بعد الثورة ضرورة دعم التكوين المستمر للائمة وتعزيز إلمامهم بعلوم الشريعة وتطوير مهاراتهم الخطابية التي تتطلب من وجهة نظره "معرفة غزيرة لا بالعلوم الدينية فحسب بل وكذلك بعلوم التواصل". ونادى بتجديد الخطاب الديني وفق المرجعية، وذلك بالاعتماد على الكفاءات التونسية، مبرزا ضرورة أن يكون الإمام مثالا في السلوك والقول وان يكون ملماً بواقعه وتحدياته. وعبر عن رفض وزارته الاستيلاء على المنابر، لافتا إلى وجوب ان تضطلع بدورها التعبدي والتربوي والحضاري . كما تطرق إلى ظاهرة تخلف المعتمرين من اجل البقاء لأداء مناسك الحج معبرا عن الرفض القطعي لهذا السلوك ووصفه بأنه غير شرعي ومحرم ويمس سمعة البلاد، وقد يتسبب في حرمان التونسيين من أداء العمرة. وقال مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في باريس احمد جاء بالله: ان الإمامة من اخطر الوظائف، فالإمام قدوة للمصلين وعليه الارتقاء بنفسه في العلوم الدينية والعلوم المكملة ليكتسب ثقافة واسعة ويتقن أداء دوره الدعوي والتربوي والتوجيهي. وبدأت تونس خلال الشهر الجاري سلسلة من حلقات النقاش، تنظمها وزارة الشؤون الدينية ضمن منتدى تونس للوسطية، دعماً للحوار بين مكونات المجتمع وترسيخا لقيم الثقافة الإسلامية، استجابة لمطالب الجماهير وتطلعات النخب لهذه المقاصد. وكان موضوع جديد الفكر الإسلامي الأولويات والآليات، محور حلقة النقاش الأولى للمنتدى، وقدم أستاذ أصول الدين سليمان الشواشي خلالها مداخلة حلل فيها بعض أسباب بروز تيارات إصلاحية لتجديد الفكر الإسلامي في العالم العربي ومنها تجربة أبرز المفكرين الإسلاميين المجددين محمد عبده وجمال الدين الافغاني اللذين يرجعان انحطاط المسلمين في زمنهما إلى جمود الفكر الإسلامي وعدم قدرته على مواكبة صيرورة العصرعلى حد تعبيره. ويعتبر المفكران الإصلاح الديني وتجديد الفكر الإسلامي، المنطلق لسائر الإصلاحات الأخرى نظرا لسيطرة العقيدة على النفوس وتحكمها في السلوك الاجتماعي للأمة، مركزين في منهجهما الإصلاحي على تصفية العقيدة من شوائب البدع والإلحاد. وتجديد الفكر الإسلامي لا يعني نقد العقيدة الإسلامية، لأن الإسلام في نظرهما ليس موضع تساؤل او نقد ولأن أصل الانحراف الاجتماعي والسياسي يكمن في طبيعة المجتمع الإسلامي وليس في الإسلام في حد ذاته. والدين الإسلامي إذا ما أزيلت عنه البدع والخرافات، قادر على أن ينهض بالشعوب الإسلامية ويرتقي بها إلى مصاف الدول الأوروبية. وكان وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي أكد لدى افتتاحه حلقة النقاش التي حضرها أساتذة وائمة ووعاظ وعدد من ممثلي الأحزاب السياسية، ان الثورة أفسحت المجال للتعبير عن مختلف الآراء في إطار فكري تعددي متنوع من شأنه أن يساهم في الارتقاء بالجانب المعرفي للبلاد. الجمعة - 15 رمضان 1433 ه - 3 أوت 2012