شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عناقاً حاراً بين رئيس الحركة، راشد الغنوشي ورئيسها الأسبق والمقصى عنها، عبدالفتاح مورو، والذي من المنتظر أن يعود إليها ليكون من قادتها في المرحلة المقبلة. تونس-الحبيب الأسود-صحف عربية-الوسط التونسية: بعد حظر دام أكثر من ثلاثة عقود عليها في بلدها، افتتحت حركة النهضة الإسلامية في تونس، أمس، مؤتمرها التاسع، بحضور محلي وإقليمي واسع، وقال رئيسها، راشد الغنوشي، إن «المؤتمر يهدف لإيصال رسالة وحدة وطنية»، لافتاً إلى وجوب المصالحة بعد المحاسبة، وأضاف، في الوقت نفسه، «إن الشعب التونسي سيحوّل الثورة إلى ثروة وتنمية وتقدم، لتتحول البلاد إلى نموذج في التنمية»، وقال: «الإسلام دين رحمة وعدل للناس جميعاً، وفي تونس، يمكن أن تتعايش جميع التيارات، وهذه رسالتنا من تشكيل حكومة ائتلافية»، ودعا إلى وحدة مغاربية وعربية، وقال: إنّ « الانتخابات الليبية كانت انتصاراً للربيع العربي، وننتظر انتصاراً آخر في سوريا، وننتظر تحرير فلسطين». ويناقش مؤتمر حركة النهضة، الذي يستمر أربعة أيام، وينعقد في العاصمة تونس، جملة من القضايا، أبرزها طرح تصور الحزب للدولة التونسية ونظامها السياسي، ومسألة التوافق والتحالفات السياسية في هذه المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد، وفق ما أعلنه رئيس لجنة إعداد المؤتمر، رياض الشعيبي، إذ أشار إلى وجود رغبة في الرقي بهذه التوافقات إلى مستوى التحالف الاستراتيجي، على اعتبار الحاجة إلى ديمقراطية توافقية، تستوجب تحالفات طويلة المدى، على حد قوله. وينعقد المؤتمر، الذي سيفرز قيادة الحزب للمرحلة المقبلة، تحت شعار «مستقبلنا بأيدينا»، إذ يأتي بعد استكمال تجديد 261 مكتباً محلياً وجهوياً، وانتخاب ألف و103 مؤتمرين، سيناقشون أربع لوائح، هي اللائحة العامة التي ستحدد وجهة الحركة ورؤيتها للمستقبل، وقراءتها المرحلة والوضع السياسي العام في البلاد، واللائحة السياسية التي ستبرز وجهة نظر الحركة للعملية السياسية، إلى جانب اللائحة المجتمعية التي ستتناول رؤية الحركة للمسألة الاجتماعية، واللائحة الداخلية التي ستحدد الإطار العام لمؤسسات الحركة، وعلى ضوئها استكمال البناءين القانوني والتنظيمي من قانون أساسي ونظام داخلي. ودعا رئيس المجلس الوطني التأسيسي وزعيم حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات حليف حركة النهضة في الائتلاف الحاكم، مصطفى بن جعفر، إلى إقامة دولة مدنية قائمة على مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية، ومبنية على قيم المواطنة والحرية والمساواة، مشيراً إلى وجود « تحدّ ضد الاستبداد باسم الدين والناتج عن القراءة الخاطئة للدين»، وقال: «نريد دستوراً لكل التونسيين، لا دستور حزب أو طائفة أو شريحة من المجتمع»، مؤكداً ضرورة استمرار التحالف الحاكم الذي يجمع بين حزبه وحركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية. يذكر أن المؤتمر التاسع للحركة، الذي سبقته خمسة مؤتمرات سرية في تونس سنوات 1979 و1981 و1984 و1986 1989، وثلاثة في المهجر سنوات 1995 و2001 و2007 يأتي بعد حصول الحركة على تأشيرة العمل القانوني في مارس 2011. وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عناقاً حاراً بين رئيس الحركة، راشد الغنوشي ورئيسها الأسبق والمقصى عنها، عبدالفتاح مورو، والذي من المنتظر أن يعود إليها ليكون من قادتها في المرحلة المقبلة. مشعل يدعو إلى استراتيجية عربية إسلامية في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، خالد مشعل إلى "بناء استراتيجية عربية إسلامية لتحرير فلسطين وطي صفحة المفاوضات" مع إسرائيل، وقال مشعل، الذي استقبل استقبال الأبطال لدى وصوله إلى قصر المعارض في الكرم شمال تونس العاصمة، إن "جوهر القضية تحرير الأرض ، كل الأرض، والقدس، وطريقنا الوحيد للتحرير هو المقاومة، أرضنا اغتصبت بالقوة، ولا يمكن أن تسترد إلا بالقوة، والمقاومة ستظل طريقنا الاستراتيجي، ما يوحدنا (كفلسطينيين) هو البندقية والمقاومة الشعبية"، وقال: "لا نطلب من الدول العربية أن تعلن حرباً على اسرائيل، رغم أنها تستحق حرباً عربية إسلامية إنسانية". وأمام نحو 10 آلاف من أنصار حركة النهضة حضروا مؤتمرها العام، أكد مشعل في كلمته أهمية المصالحة بين حركتي حماس وفتح، وقال: "نحن ماضون في المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني، لا بد أن نكون نظاماً سياسياً واحداً، نريد إعادة منظمة التحرير الفلسطينية، ليشترك فيها الجميع"، وأضاف: "الانقسام فرض علينا بعد انتخابات 2006، ولم يكن خياراً فلسطينيا"، وشدد على أن "إسرائيل قد تفرق بيننا تكتيكياً، لكن استراتيجياً الفلسطينيون أعداء للصهاينة". البيان الاماراتية - 13 جويلية 2012