حمّل الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي في حديث مع المصدر بعض الأحزاب السياسية مسؤولية تأجيج الوضع الاجتماعي والانفلاتات الأمنية الواقعة في البلاد. وقال العباسي إنّ العديد من الأحزاب السياسية أطنبت قبل الانتخابات في رفع سقف المطالب الاجتماعية وأنها بالغت في وعود الناخبين بتحقيق مطالبهم العاجلة، وهو ما دفع حسب رأيه الناس إلى شن موجة عاتية من الاعتصامات، في ظل غياب حلول سريعة وبرامج واضحة.
وشهدت تونس هذا الأسبوع احتقانا شعبيا عارما شمل الكثير من الولايات في الشمال الغربي والوسط والجنوب، احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية والتنموية المتردية بعد عام على الثورة.
وردا على سؤال للمصدر عن دور الاتحاد في الحراك الاجتماعي الحاصل الآن، قال العباسي "أكثر من 80 بالمائة من الاعتصامات ليس للاتحاد دخل فيها. كان على وسائل الإعلام أن تبحث عن الأطراف الحقيقية التي تقع وراء هذه الاحتجاجات".
لكن العباسي أكد من جهة أخرى أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل لا يرفض الاعتصامات والإضرابات المشروعة باعتبار أنها "شكل من أشكال التعبير عن المواقف والمطالب".
بالمقابل، أوضح أن الاتحاد يرفض كل أشكال الاحتجاجات التي تعطل وحدات الإنتاج وتخرب الاقتصاد، مشيرا إلى أنّ تداعياتها ستكون مضرة بالمداخيل والتنمية وبالتشغيل.
وعن رأيه في احتجاجات الرديف التي يقودها عضو الاتحاد المحلي للشغل عدنان الحاج، والذي حث مؤخرا على التمرد على الحكومة واعتبرها غير شرعية وطالب بالاعتصام مجددا أمام وحدات انتاج الفسفط بالجهة، قال العباسي إن هذه الجهة تلقت وعودا كثيرة من الحكومة "لكن الأوضاع تتالت دون تسوية المشاكل".
واشار إلى أنّ المسؤولين النقابيين سيجتمعون مع وزارةالشؤون الاجتماعية للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف من أجل تهدئة الأوضاع والخروج بحلول تنموية ملموسة.
وفيما يتعلق بالاتصالات مع الحكومة الحالية، قال العباسي إنّ الاتحاد أجرى اتصالات هاتفية عديدة مع رئيس الحكومة حمادي الجبالي "حول الصعوبات التي تمر بها البلاد والملفات الحارقة".
وأضاف أن المحادثات تناولت "المواضيع التي تعمل الحكومة والاتحاد على تحقيقهات عام 2012"، قائلا "لقد وجد الكثير من التجاوب وهناك استعداد من الحكومة وهناك إقرار بالدور الكبير الذي يلعبه الاتحاد في هذه المرحلة الانتقالية".
وكشف بأن أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد سيلتقون نهاية الأسبوع المقبل مع أعضاء الحكومة للحديث حول الملفات العالقة والتفاوض حول إحداث لجان مشتركة لتحقيق المشاريع الاقتصادية والاجتماعية لعام 2012.
يشار إلى أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل يحي الجمعة الذكرى السادسةوالستون لتاسيسه على يد الزعيم الراحل فرحات حشاد يوم 20 جانفي عام 1946.
وقد شدد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي، الذي وقع انتخابه في مؤتمر طبرقة شهر ديسمبر الماضي، على الدور السياسي والاجتماعي الذي سيلعبه الاتحاد في المرحلة المقبلة.
وشدد على أنّ الاتحاد سيسعى إلى حماية مصالح كل المواطنين وليس فقط الشغالين، معربا عن رفضه أي تدخل أجنبي يمس من سيادة تونس أو يؤثر على صنع قرارها الوطني، مشيرا في وقت واحد إلى أنّ الاتحاد لا يرفض بهذا توطيد العلاقات الثنائية مع الدول الأخرى.
