لمن لا يفرق بين الاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة و أشخاص عملوا و مازالوا ينشطون داخل و خارج أسوار قلعة نضال عريق و متواصل... نقول إن الزعيم الوطني فرحات حشاد هو الذي صاح في وجه الاستعمار الفرنسي بمقال عنوانه "احبك يا شعب". عندما نتحدث عن الاتحاد العام التونسي للشغل تقفز إلى الأذهان نضالات و مواقف وطنية على امتداد عقود من الزمن دون أن يكل و أن يستطع احد إخماد صوت الحق وترديد نداء العمال الشرفاء والموظفين الوطنيين الأحرار حيث سبق أن قاله وكتبه الزعيم الوطني الفذ فرحات حشاد أيام المحن في حقبة الاستعمار الفرنسي الغاشم وقد توجه بخطاب إلى أعمدة صحيفة"الحرية" سنة1951 زمن الاحتلال و الوصاية عنوانه "احبك يا شعب". وقد أكد لنا في زمن ليس بالبعيد صاحب هذه الصحيفة الوطنية التي تمت إعادة صدورها اثر الإطاحة بنظام الزعيم الحبيب بورقيبة .اخبرنا صاحب هذه الصحيفة و مديرها المسؤول المغفور له محمد الطاهر السماوي ابن عمي الذي أكد لي في عدة مناسبات أن الاتحاد العام التونسي للشغل سوف يبقى شامخا و قادرا على أن يعدل الكفة السياسية ويكيف الميزان في الحياة الاجتماعية على مر الأزمان لان من أسسه ومن ساهم في بقائه صرح متين رجال بررة ضحوا بالمال و العرق و الدم دون أن ينزلق أبناؤه في متاهات خدمة الأنظمة الحاكمة و التيارات الإيديولوجية الأجنبية التي تخدم الأشخاص و الدول الطامعة في بلادنا على حساب المكاسب الوطنية و الحقوق المقدسة للطبقة الشغيلة في بلد كتب له أن يكون أبناؤه حاملين لرسالة مقدسة وسامية للإنسانية جمعاء... على امتداد أكثر من 3آلاف سنة.. أقول هذا اليوم بعد أن شعرت أن هناك أطرافا خارجية عن المنظمة الشغيلة لها غايات محددة للخلط بين تصرفات بعض المسؤولين و طريقة تسييرهم داخل قلعة العمال والكادحين بنهج محمد علي . هناك أطراف خارجية عن الحياة النقابية والنضال التابع للطبقة الشغيلة التي تعتبر السور المنيع يدعم الثورة الشعبية الشريفة ويحقق أحلام السواد الأعظم من الشعب في كل الأزمنة ومهما تغيرت الأنظمة لان المبادئ الأساسية لنضال أبنائها الذين شربوا لبن الحرية و التحدي و صيانة المصالح العليا للوطن واقسم بان يبقى الولاء للوطن والعلم والدفاع عن حقوق الطبقة الشغيلة بعيدا عن العنف والتصلب والبحث عن التشفي ومحاسبة الأشخاص وخدمة المصالح الآنية والركوب على الأحداث السياسية.. لقد عشت شخصيا وأنا شاب بصفاقس ماعاناه النقابيون المساندون للمناضل الحبيب عاشور أيام المحن والمناورات التي حاكها رجال السياسية للقضاء على منظمة اسسها مناضلون أحرار شرفاء وقد فشلت كل محاولات إخماد أصوات من وقفوا شوكة في وجه كل الفاسدين والذين تلاعبوا بمصير الشعب وثرواته من خلال حكم بن علي الذي مسك البلاد بيد من حديد وبقوة الجلادين وبطش القامعين والمتعدين على إرادة الشعب نقول لمن يحاول استعمال المنظمة الشغيلة "حمار قصير" للمرور به نحو جسر السياسة الرخيصة . مرشد السماوي