النقد و التأويل و التحليل عناصر أصبحت اليوم في متناول الرأي العام التونسي بمختلف مستوياته و بكل حريته ولم يعد من الشرعي تحريمها أو تعتيمها... ؛الكل صار اليوم يمنح نفسه حرية تأويل الأوضاع و نقدها و تحليلها بما يتناسب ودرجة وعيه. ممارسات قامت بها حكومة الجبالي و نشرتها صفحات الفايسبوك ووسائل الإعلام و سعى الرأي العام التونسي الى تأويلها و فهمها بأساليب مختلفة؛ فإقامة السيد سمير ديلو وزير حقوق الإنسان صلاة جماعية مع موظفي وزارته؛الى جانب صورة وزير الصحة العمومية السيد عبد اللطيف المكي و هو يداعب الطفلة المخطوفة "لينا"؛بالإضافة إلى صورة السيد محمد بن سالم وزير الفلاحة و هو يجني الزيتون كلها خضعت لتحليلات الرأي العام و فسرها البعض على انها بروبغندا سياسية تمارسها حكومة الجبالي لتسويق صورتها الخيرة و المسالمة محليا و دوليا؛وعلق عليها البعض بالقول"سئمنا التمويهات السياسية و لم نثر من اجل هذا بل مطالبنا اكبر بكثير..."و أضاف آخرون "لقد مارس بن علي و أزلامه نفس الممارسات ليموهوا الشعب التونسي و لكن في نهاية المطاف سقطت أقنعتهم و كشفت تلاعباتهم...فهاتوا الجديد".تعاليق متنوعة خصصت لها صفحات فايسبوكية كثيرة ولكن هذا لا يعني ان الجميع تحامل على حكومة الجبالي فهناك من استحسن هذه الممارسات و اعتبرها إنسانية بدرجة أولى و ليست دعاية سياسية بالية و خصصت صفحات على المواقع الاجتماعية للدفاع على ممارسات الحكومة و تفسيرها من الجانب الايجابي وكذلك من المنظور الإنساني الذي يحيّي إقامة الصلاة الجماعية و يدعم التواضع الوزاري و يشد على أيدي التماسك الاجتماعي و قد قال بعض رواد الفايسبوك"انه لا تجوز مقارنة ممارسات الطاغية بن علي الذي سعى إلى تلميع صورته ببروتوكولات سياسية مفضوحة و الذي افتك نظام الحكم بواسطة السلاح و حكومة إنسانية جاءت نتاجا لثمرة الحرية و الكرامة التي سفكت من اجلها الدماء و تعمل على إعادة غرس القيم و الأخلاق الإنسانية في الشعب التونسي الذي همشه بن علي و تلاعب بثوابته و استغل إسلامه و إنسانيته لخدمة مصالحه الشخصية ولكنه انهار في نهاية المطاف" وأضاف البعض الأخر"من يشك في إنسانية حكومة الجبالي و يحلل هذه الممارسات على أنها دعاية سياسية ستكشف له الأيام القادمة أنها ممارسات إنسانية دينية لا يمكن المتاجرة بها..."