أثارت رسالة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي توجّه بها إلى الشعب التونسي السبت، خلال كلمة ألقاها في ذكرى الاحتفال بعيد الشرطة بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة ودعا فيها التونسيون للحفاظ على بلدهم، ردود أفعال متباينة في الشارع التونسي. كلمة السيسي لئن اعتبرها البعض تدخلا في الشؤون الداخلية لتونس وأنه ليس من عادات رؤساء الدول التطرق في خطاباتهم خلال الاحتفال بأعيادهم،إلى الدول الأخرى وتوجيه رسالة خاصة لشعب معين ، (الشعب التونسي) إلا إذا كانت هناك حقائق مخفية وربما وجود مؤامرات خارجية وداخلية تهدد استقرار تونس بالنظر إلى مضمون الرسالة التي الموجهة إلى الشعب التونسي ودعوته إياه إلى المحافظة على البلد، على غرار رئيس حزب حراك تونس الارادة المنصف المرزوقي الذي قال أن "السيسي يوصينا نحن التونسيين بالحفاظ على بلدنا ! هذا الرجل يوصينا نحن بالحفاظ على بلدنا هو الذي ضيّع بلده !!!!"، إلا أن الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير المكلف لشؤون البرلمان، خالد شوكات، كان له رأي مغاير حيث غازل باسم الشعب التونسي، السيسي وقال دعوته للمواطنين التونسيين للحفاظ على بلادهم قد أثرت عاطفيا في تونس قيادة وشعبا. وأضاف شوكات أنهم يدركون أنها بعيدة كل البعد عن التدخل فى الشؤون الداخلية للبلاد، معربا عن تقدير الشعب التونسي لغيرة الرئيس السيسي على تونس ومكتسباتها ودولتها ونظامها وأمنها، وأن السيسي "ممسك بالجمر"، فهو يشعر بها لأنه يواجه "داعش" والجماعات التكفيرية ومن يريدون شرا لمصر، وأن هؤلاء يريدون أيضا الشر لتونس وشعبها، مؤكدا أن ماصرح به الرئيس عبد الفتاح السيسى إشارة أخوية وتضامنية مع تونس. ويرى مراقبون أن كلمة السيسي الموجهة إلى الشعب التونسي تتضمن تنبيها غير مباشر وإشارة ربما بوجود مؤامرات تحاك ضدّ تونس، وجعلت الكثير يتساءلون عن السبب الذي من أجله وجه السيسي رسالة إلى الشعب التونسي في خطاب أمام وسائل الإعلام دون أن يكون هناك تنبيها رسميا من الخطر الذي من الممكن أن يمثل تهديدا لتونس والذي نبّه لأجله السيسي التونسيون للمحافظة على بلدهم. كما أثارت تصريحات الرئيس المصري العديد من التساؤلات لدى التونسيين خاصة على خلفية حالة التوتر والاحتقان وفرض حظر التجوال، إلا أن وزارة الداخلية بتصريحات الرئيس المصري، حيث قال المكلف بالإعلام وليد الوقيني في تصريح ل"اليوم السابع" إن رسالة السيسي تأتي في إطار العلاقات الأخوية بين الشعب التونسي والمصري، وأن الشعب التونسي خرج بمسيرات في الشارع ضد العنف الذي يستهدف الدولة، مؤكدا أن الشعب التونسي وصف المجموعات التي خرجت وأحدثت دمارا في البلاد بأنها "مجموعة من المخربين". وفي السياق ذاته تداولت صفحات التواصل الاجتماعي تذكيرا بتصريحات الرئيس السابق حسني مبارك عقب بدء أحداث الثورة في تونس سنة 2011، التي قلل من تأثيرها واحتمال انتقالها إلى مصر، معتبرين أن تصريحات السيسي خلال احتفالية عيد الشرطة "خوف من تحركات يوم 25 جانفي.