فقط بعض الأصوات – النّشاز – إيجابا هي التي بقيت على العهد تتحمّل واجب صوْن ما تبقّى من معالم ثورة الشّعب و تُمسك بالنّواجذ على الخطوط العريضة لمكاسبها و تُداري عنها في كثير من المشقّة التي يذكّيها عِنْد و استبسال شخوص و صفحات و مواقع آلت على نفسها أن تكون في ضفّة الإنتصار للقيم و الإصطفاف مع العمق الشّعبي ضدّ قوى الردّة من النخب الفاسدة و الإعلام المتردّي و السّياسات الممنهجة للإلتفاف و الإنتكاس .... هذه المواقع و العناوين الصّحفيّة لتشبّثها بخطّ تحريري ثوري و بمادّة إعلاميّة تلتزم بمشاغل الشّعب لتترجم آلامه و آماله ، بخلاف ما تعانيه من تسلّطات و تشهير من أئمّة الردّة و رؤوس الفتن و مجاميع الحنين إلى عهد قد ولّى و انقضى و أيتام الفرنكوفونيّة و سدنة التغريب و الشّذوذات الفكريّة و السّلوكيّة ، بخلاف هذا فإنّها تعاني أيضا من قلّة الموارد المادّية و شحّ الإعلانات و انعدام التمويلات . بعد حصار قناة الزّيتونة و التضييق على بعض المواقع هاهي جريدة ((الضّمير )) العنوان الأبرز في عالم الصّحافة الورقيّة في البلاد و الأكثر مصداقيّة و التصاقا بهموم البلاد و العباد تحتجب عن الصدور قسرا بعد أن ضاقت بها السّبل ، فكان لتوقّف حضورها على السّاحة عميق الأثر السّلبي و ترك فجوة هائلة في جسم الإعلام البديل الذي يبدو – أصلا – منحسرا جدّا ولا يفي بالحاجة الماسّة أمام طفرة إعلام العار و الإفساد و الذي يتمتّع بتمويلات متعدّدة و بإسناد من مختلف أجندات المال والسّياسة و كذلك بخدمات مؤسسات سبر الآراء التمويهيّة . هذا الإختفاء القسري لأحد عناوين الإعلام البديل له أسبابه و كذلك أوزاره و بعض هذه الأوزار يتحمّلها مَن أحبّوا هذه البلاد و أقسموا على أن تكون منارة و حاضنة يُستطاب فيها العيش بعيدا عن الضغائن و الفتن و التغريب و الإقصاء و الإستئصال و بلا شذوذات فكريّة سلوكيّة ، بلادٌ عربيّة مسلمة كما كانت دوما. بعض إزر اختفاء – الضّمير – و بهاتة غيرها من الإعلام البديل هو جرّاء تقصير في التشجيع و الإلتفاف و الدّفع المادّي و المعنوي المشروع ..! فهل وعينا حجم و مدى آثارخسارة الأصوات الحرّة و الملتزمة في صوْن البلاد و العباد وردّ كيد المتربّصين و الفسدة الذين باعوا ( الضمير) و الوطن ؟؟؟