كلّ عام يهلّ على الأمّة تنهال التباشير و التهاني و تزيّن التبريكات منشورات مواقع التواصل الإجتماعي و تملأ البريد و الفضاءات ،،، كلّ عام و نحن نتجمّل و نجامل بعضنا بجميل العبارات و ورديّ الأمنيات ، بينما – الأمّة – تمرّ بأتعس و أحلك الظروف من التشرذم و الفُرقة و هوانها على الأمم ، الأمّة تُسفكُ دماؤها كلّ لحظة و تُزهق أرواح أبناءها بأبشع أنواع الآلة الحربيّة و بتحالفات إسلاميّة /غربيّة ممزوجة بذلّ صارخ و انبطاح فاضح للأعداء و بتطبيعات مهينة مع الكيان الصّهيوني ... تبريكات و تهاني و الأمّة تعاني التخلّف و الجهل و التبعيّة ، ثرواتها منهوبة على مدار السّاعة ، إقتصادها منهوك ، فقرٌ ضارب عند السّواد الأعظم فيها و ثرى خيالي عند نخب فاسدة و مجموعات طاغية ممّا نتج عنه أنّ هذه الأمّة هي دوما الأكثر مديونيّة عالميّا ، تعليمها في أسفل الترتيب لا يصلُح و لا يصلِح و لا ينفع و هويّتها مسلوبة و ثقافتها ممسوخة هجينة لا شرقيّة و لا غربيّة ،،، أمّة ضيّعت مكارمها و داست على مناقبها و تناست باريها و فرّطت في دينها الذي هو عِصمة أمرها ، أمّة هجرت كتاب الله و تركت هدْي رسولها وراء ظهرها و استبعدت – أقبرت – تاريخها و أمجادها فضاعت و ضيّعت ،،، أمّة حكّامها خانوا العهد و باعوا الدّين و العرض و الأرض و داسوا على شعوبهم ليقايضوهم – جملة و تفصيلا – بمصالح شخصيّة وبُرهان ولاءٍ للأعداء .. فهل مع هذا و أكثر تكفي التبريكات لتغطية سواءاتنا – حكّامًا و محكومين - ، علماء و عامّة ، مثقفين و رعاع ؟ هل تكفي لتضميد جراحات سوريا الحبيبة و من قبلها فلسطين السّليبة و اليمن و الصومال و باقي أرض و بلاد الإسلام ؟؟ هل سنبقى نتبادل التهاني و نتذاكر التعازي و نتداول التطاحن على أوهام و ترّهات زرعتها و تزرعها يوميّا مكاتب الإتّصال و مخابرات و عملاء الأعداء الذين يجيدون و يتقنون زرع الفتن في الأمّة و فصلها عن حاضنة الدّين و الهويّة ؟؟؟