سيدي الرئيس! كنتَ ومازلتَ وستظل خيار الحاضر والمستقبل لتونسنا المسكينة، ولأنك كذلك يبدو أن هناك مجموعة من المندسين في من حولك يظهرون الحب ويبطنون المكر، حسدا من أنفسهم! ... يعملون على تشويه صورتك والإساءة إليك وبناء حاجز بينك وبين شعبك! ... أو لعلهم من جهلهم وفرط حبهم لك اضطربت موازينهم وأساؤوا إليك من حيث يعتقدون أنهم يحسنون ! ... فقد صدق من قال من الحب ما قتل وأهلك وأفسد! أنا مواطن محب لم تمكني الظروف يوما من التصديق على اختيارك زعيما أبديا لنا، ... وعزائي أن ذلك لم يكن مني بسبب عقوق أو تقصير وإنما هي المسافات باعدتنا وأصحاب الأهواء نزغوا بيننا! ... يرسلون بطاقات الناخبين "بالوجوه والمعارف" ولم تكحل عيني يوما بإحداها! ... حرموني من تزكيتك وتفويض أمر رقابنا لحكمتك! ... حرمهم الله من راحة النوم والموت! ... حتى إذا تمنوه لا يجدوه! أود أن أعوض ما فاتني من شرف وما خسرت من أجر ومكانة وراحة بال! وذلك بلفت نظرك إلى أمور أحسب أن بعض الذين من حولك قد صنعوا على عينك غشاوة حتى لا تراها: أولها، ما يتظاهرون به من حمايتك من شعبك والخوف الكاذب عليك ليصوروك جبانا تخشى شعبك ولا تأمنه! ... وأنت الذي يصدق فيك ما صدق في عمر رضي الله عنه من قبل، حكمت فعدلت فأمنت فنمت! ... لا يغرنك ما ترى من إحاطتهم بك إحاطة السوار بالمعصم ... يرهبون أحباءك من شعبك بدعوى الخوف عليك! ... كيف يخافون عليك من شعب أختارك بالإجماع وغير لك الدستور بالإجماع وناشدك بالإجماع وزكاك بالإجماع! ... كيف تفوتك هذه ويوقعونك في تناقض مفاده أنه لا حياة لك ولا بقاء من غير حمايتهم! وكأن الشعب ينتظر منهم غفلة ليفتك بك! ... كأنهم يريدون أن يعكسوا الصورة الناصعة لحكمك بأنك حكمت بالقهر وعدلت في توزيع الظلم ولم تأمن بغير "أمن" ولا نوم لك إلا فوق جثث ضحاياك! ثانيها، هذه العناصر التي يُسمح باندساسها وسط المهرجانات والإحتفالات والتي تُصرّ بين كلمة وكلمة من خطاباتك الخالدة على التشويش والتهريج وترديد كلام سوقي يعبر عن مستويات منحطة "الله وحد الله وحد بن علي ماكيفو حد" ... طبعا "ما كيفك حد ولم يأتوا بجديد" ولكن الدليل المخالف بتعبير الأصوليين لكثرة ترديد تلك الهتافات الهابطة، أن هناك منافسين لك يخشى أن يكونوا لك أندادا! ... وماعاذ الله فقد عقمت أرحام الأمة أن تلد مثلك! ... ولكن الجهلة والمرتزقة والرعاع لا يفقهون أن بيان الواضحات من الفضيحات! ثالثها، إذا كان يفهم أن يندس بعض السوقة والرعاع وسط الإحتفالات الجماهرية الكبرى رغم الغربلة الأمنية الشديدة، فإنه لا يفهم كيف تسمح في اجتماع مضيق يضم أعضاء مجلس ولاية لا يتجاوزون العشرين، والمفروض أنهم من نخبة أنصارك ومحبيك، أن يقاطعوا كلمتك مرارا بالهتاف المذكور آنفا والتصفيق! والوقوف من حين لآخر ! ... بما يذكر بآل قريش الذين جعلوا صلاتهم مكاء وتصدية! ... أليست هذه صورة مشوهة لك ولشعبك، كيف يسمحون لأنفسهم بأن يجعلوا منك أستاذا لمدرسة مشاغبين!! رابعها، لا يخفى عليك ما يسببه أصهارك "الطرابلسية" من شرخ بينك وبين شعبك الذي يحبك ويثق بك! وقد أصبح شعور ينتابه أنك كالقارب المخطوف من قرصان أعور! ما لم تهب ضد الذين مرغوا سمعتك في الوحل فتضرب على أياديهم وتفعل بهم ما فعل الرشيد بأحفاد برمك! خامسا، هؤلاء الذين يجوبون الشوارع والمحلات ويفرضون تعليق صورك! ... ما نتيجة فعلهم؟ إحسان أم إساءة إليك؟؟ ... ألست معي في أن القلوب أوسع لك من الجدران؟ وأن الصورة التي تعلق بالأوامر والإكراه يكون تعليقها بمثابة شنق لصاحبها؟ سيدي الرئيس لقد قطعتم بالبلاد خطوات عملاقة على طريق التغريب فهلاّ غربتموها على" قاعدة صحيحة"؟ ... هل رأيتم أحد زعماء الغرب يحظى بهذا التصفيق والهتاف؟ أو تعلق صوره في المحلات الخاصة؟ ... أو يغير من أجله الدستور ليستمر في شقاء الحكم؟؟ تصبح سيدي على دورة رئاسية سادسة وسابعة حتى تلتقي السبعتان