هام: انخفاض أسعار هذه المنتوجات..    تعرض طائرة مروحية على متنها رئيس إيران لحادث    الأهلي المصري يعامل الترجي بالمثل    عاجل/ الرصد الجوي يحذر من حالة الطقس ليوم غد..    الحرس الوطني: هذه آخر المعطيات المتعلقة بالهجرة غير النظامية    القنصل العام للجزائر في زيارة الجناح الجزائري بالصالون المتوسطي للفلاحة والصناعات الغذائية    سفيرة الامارات في زيارة لصالون الفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس    صفاقس ولي يصفع معلما ويلوذ بالفرار    العاصمة: وقفة مساندة للرئيس قيس سعيد    الجمعية النسائية ببرقو تصنع الحدث    طقس الاحد: امطار غزيرة وتساقط البرد بهذه المناطق    اليوم : انقطاع التيار الكهربائي بهذه المناطق    السيارات الإدارية : ارتفاع في المخالفات و هذه التفاصيل    نابل: اختتام شهر التراث بقرية القرشين تحت شعار "القرشين تاريخ وهوية" (صور+فيديو)    هيئة الانتخابات تشرع غدا في تحيين السجل الانتخابي    إطلاق نار واشتباكات قرب القصر الرئاسي في كينشاسا    علماء يكشفون : العالم مهدد بموجة أعاصير وكوارث طبيعية    إضراب بالمركب الفلاحي وضيعة رأس العين ومركب الدواجن    نابل: تضرّر ما يقارب 1500 هكتار : «الترستيزا» مرض خفي يهدّد قطاع القوارص    أخبار النادي الإفريقي .. البنزرتي «يثور» على اللاعبين واتّهامات للتحكيم    بفضل صادرات زيت الزيتون والتّمور ومنتجات البحر; الميزان التجاري الغذائي يحقّق فائضا    يهم مُربّيي الماشية: 30 مليون دينار لتمويل اقتناء الأعلاف    اليوم : وقفة احتجاجية للتنديد بالتدخل الاجنبي و بتوطين أفارقة جنوب الصحراء    طقس اليوم ...امطار مع تساقط البرد    الأونروا: 800 ألف فروا من رفح يعيشون بالطرقات.. والمناطق الآمنة "ادعاء كاذب"    في عيده ال84.. صور عادل إمام تتصدر مواقع التواصل    بغداد بونجاح يحسم وجهته المقبلة    الجمعية التونسية "المعالم والمواقع" تختتم تظاهرة شهر التراث الفلسطيني    اليوم العالمي لأطباء الطب العام والطب العائلي : طبيب الخط الأول يُعالج 80 بالمائة من مشاكل الصحة    قبل أسبوعين من مواجهة ريال مدريد.. ظهور صادم لمدافع دورتموند    بوسالم.. وفاة شاب غرقا في خزان مائي    المجلس المحلي بسكرة يحتجّ    منال عمارة: أمارس الفنّ من أجل المال    النجم الساحلي يمرّ بصعوبة الى الدور ربع النهائي    كأس تونس : النجم الساحلي يلتحق بركب المتأهلين للدور ربع النهائي    تمدد "إنتفاضة" إفريقيا ضد فرنسا..السينغال تُلّوح بإغلاق قواعد باريس العسكرية    القصرين: القبض على شخص صادرة في حقه 10 مناشير تفتيش    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    المهرجان الدولي للمشمش بحاجب العيون في دورته الثانية ...مسابقات وندوات وعروض فروسية وفنون شعبية    في إطار تظاهرة ثقافية كبيرة .. «عاد الفينيقيون» فعادت الحياة للموقع الأثري بأوتيك    وزيرة الصناعة: مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا فريد من نوعه    نهائي دوري ابطال إفريقيا: التشكيلة المتوقعة للترجي والنادي الاهلي    أبو عبيدة: استهدفنا 100 آلية عسكرية للاحتلال في 10 أيام    العثور على كلاشينكوف في غابة زيتون بهذه الجهة    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    السبت..ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة    ابرام اتفاق شراكة بين كونكت والجمعية التونسيّة لخرّيجي المدارس العليا الفرنسيّة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    داء الكلب في تونس بالأرقام    بينهم طفلان..مقتل 5 أشخاص نتيجة قصف إسرائيلي على لبنان    حلوى مجهولة المصدر تتسبب في تسمم 11 تلميذا بالجديدة    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    جندوبة : يوم إعلامي حول تأثير التغيرات المناخية على غراسات القوارص    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشروع الثقافي للدولة العلمانية في العالم الإسلامي التداعيات والمخاطر(8)والاخير
نشر في الفجر نيوز يوم 05 - 09 - 2009


الفجرنيوز
لقد أعطت هذه الحرب الشاملة على الإسلام والمسلمين تحت طائلة محاربة الإرهاب دورا أكبر للحركات الأصولية الإسلامية في حركة التحرر العربي الإسلامي، وتعاطفا أكثر وتأييدا أكبر من قبل الشعوب وطاقاتها الشابة خصوصا، ولأكثرها تطرفا وإيمانا بالعنف، في مواجهة الأنظمة العميلة التابعة، والقوى الدولية الغربية الصليبية اليهودية الصهيونية. لقد نجحت الفصائل المجاهدة في حركة التحرر العربي الإسلامي في جر هذه القوى المعادية، إلى الساحة التى أصبحت فيها هذه الفصائل عنصر استقطاب للجماهير، ومحط أنظار الشعوب المقهورة التى أصبحت تعلق عليها آمالا عريضة في تحقيق طموحاتها ومطالبها وأهدافها في الحرية والإستقلال والعزة والكرامة.
وبالضغط ومواصلة الضغط وحده يمكن لقوى الإستبداد والقهر والغزو والإحتلال أن تتقهقر. فلم تكن هذه الإصلاحات وهذه التنازلات وهذه المجهودات الإصلاحية المتواصلة هنا وهناك إلا نتيجة الضغط السياسي والإجتماعي والعسكري الذي تحدثه قوى المعارضة السياسية الوطنية الديمقراطية العلمانية في جانب منها، ومن طرف بعض الصادقين فيها والإسلامية، وهي صاحبة الثقل الأكبر في هذه المعركة. وبقدر ما يكون الضغط شديدا، بقدر ما تحقق الإصلاحات أهدافها باتجاه الصالح العام، وباتجاه تحقيق أهداف ومطالب عموم جماهير شعوب أمة العرب والمسلمين. ذلك أن الأصل في هذه الدعوات الإصلاحية الملتفة على مطالب القوى الديمقراطية بل بعض الشخصيات الديمقراطية الجادة والقوى الإسلامية، لا تتجه في الأصل إلى إحداث نقلة نوعية في حياة جماهير الشعوب السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، ولكنها محاولة لإيهام الرأي العام الساذج الذي طالما منعته قوى الإستبداد والغزو والإحتلال من حقه في الوعي بحقه السياسي والإقتصادي والثقافي وممارسته، بأنها الجهات الحريصة على إعادة الإعتبار له، وإعطائه دورا أكبر في الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، وهي التي لم يكن ذلك في الحقيقة من قناعاتها يوما ولا هي كانت قادرة عليه، وليس ذلك في مصلحتها التى تتناقض جوهريا مع مصلحة الشعوب. فكيف وهي المنتجة لهذه المشاكل وهذه الازمات، وهي المعترضة على الإصلاح الحقيقي النابع من الداخل طوال تاريخها السياسي، وهي التى تخضع الإنسان للقهر والظلم والإذلال والإستغلال، وهي التى لا حياة لها ولا مستقبل بدون هذه السياسة، وبدون هذه الهيمنة والسيطرة، أن يصدر عنها من الإصلاح ما يرجع بالفائدة والنفع على الشعوب والأوطان، وفاقد الشيء كما هو معلوم لا يعطيه. إلا أنه بقدر ما يكون الضغط شديدا، بقدر ما يكون التنازل كبيرا، وبقدر ما يتحقق من مطالب للشعوب في الحرية والعدل والمساواة والشورى، ويقع توجيه الإصلاح إلى حيث لا تريد هذه الجهات الظالمة ولا ترغب فيه، وبقدر ما يخف الضغط ،بقدر ما يتجه المجهود الإصلاحي باتجاه تعزيز جانب القهر والتسلط والإقصاء والتهميش، ويبقى الإصلاح شعارا أجوف لا أثر له على حياة الناس ولا تأثير له في واقعهم. إن على الجهات المسؤولة على حرية الجماهير وحقها في المشاركة السياسية ونيل حقها في العيش عزيزة مكرمة في أوطانها، والتمتع بحصتها كاملة من ثروات هذه الأوطان في ظل سياسة عادلة لاقتسام الثروة، وتغطية إجتماعية حقيقية، وتحمل مسؤوليتها كاملة في استقلال أوطانها والسيادة الحقيقية الكاملة عليها، أن تغادرمواقع الإنتظار والتعويل على صدور الإصلاح عن جهات فاسدة ومعادية لطموحات الشعوب ومصالحها، وتعمل بكل الوسائل الممكنة لإحداث من الضغوط ما يكفي، وبكل الوسائل لإجبار هذه الجهات الداخلية والخارجية عن التخلي عن وجهتها الإصلاحية المغشوشة، لصالح الوجهة الإصلاحية الحقيقية التى تريدها حركة الإصلاح الداخلية، وعن خداع الجماهير والإذعان لشروط قواها الناضجة والجادة الفاعلة، ومواجهة المشاكل الحقيقية بالجدية المطلوبة، وستجد نفسها، وهي غير القادرة على ذلك أمام شدة الضغط السياسي والعسكري، مضطرة إلى مغادرة مواقع أخذ القرار والإعتراف بقوى الضغط والقبول بها شريكا مفاوضا في تقرير مصير شعوب الأمة استنادا إلى القاعدة القائلة، بأن الحقوق لا تعطى ولكن الذي يجب أن تعلمه أي جهة مظلومة أنه ليس لها من الحق إلا ما تنتزعه من أعدائها وخصومها.
إن الإصلاحات التى تشرف عليها الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، والتى تتجه فيها إلى إصلاح النظام العربي و"الإسلامي" الذي بلغت به هي نفسها وغيرها من الدول الغربية من خلال النخبة العلمانية اللائكيةالعبثية المتغربة والنخبة التقليدية العدمية المحافظة حدا من الفساد أصبح به غير قابل للإصلاح، ليست إلا جملة من الضغوطات عليها للوصول بها إلى بعض الإنفراج السياسي والإجتماعي، بالقدر الذي تريده هي ، وفي الحدود التى ترسمها هي، لتقديم نفسها من خلال ذلك، وهي قوة التدمير،لشعوب الأمة على أنها قوة تحرير، ولا تريد بهذه الشعوب وبالأمة إلا خيرا، وأن الفضل في ما يمكن أن يحصل من مكاسب جراء عملية الإصلاح إنما يرجع لها هي وحدها، وأنها هي المحققة لها، ولا فضل في ذلك للأنظمة ولا لغيرها من القوى في أوطان شعوب الأمة، ولكن الفضل كله لها وللمعسكر الغربي من ورائها، ولتضمن بذلك نفوذها السياسي والثقافي والإقتصادي، وسيطرتها العسكرية، وتدفق نفط المنطقة العربية خاصة والعالم الإسلامي عامة وكل أنواع ثرواته إلى خزانتها.
هذه خلفية دعوة الإصلاح التى أطلقتها أمريكا في المنطقة العربية و العالم الإسلامي، و هذه هي غاياتها
وأهدافها، إلا أن اشتداد الضغط المطلوب من حركة الإصلاح الداخلية في أوطان شعوب أمتنا يجب أن يظل متواصلا، وفي كل المستويات ومن كل القوى السياسية والإجتماعية، علمانية لائكية كانت أم عربية إسلامية، لأننا لا نستطيع أن نعدم في النهاية بعض الشخصيات والقوى العلمانية اللائكية على ضعفها، وعلى قربها من معسكر الإستبداد والظلم والغزو، ومعسكر الإستكبار من أن يكون لها دور ومساهمة تحسب لها في إجراء الضغط اختيارا أو اضطرارا، اقتناعا أو امتناعا، لغاية أو لأخرى، مع القوى العربية الإسلامية الأشد ضغطا، حتى تحقيق أهدافه والوصول به إلى غاياتها، وقطع الطريق عن أهداف وغايات معسكر الإستكبار الداخلي والخارجي الذي تقوده الإمبراطورية الأمريكية. وباشتداد الضغط، واشتداد الضغط فقط ،يمكن لأمريكا، من موقع المضطر والمتنازل أن تلجأ إلى إعادة التصنيف للقبول في النهاية بمن لم تقبل بهم من قبل وبغير شروطها.
ومثلما كانت الجولة الأولى، وبالضغط واشتداد الضغط المتواصل الذي يجب على المقاومة السياسية والثقافية والإجتماعية والإعلامية والعسكرية أن تحافظ عليه في مختلف أقطار الأمة التي جنت فيها مختلف بطون الطائفة العلمانية اللائكية ثمارا أنضجتها تنظيمات وفصائل وحركات الظاهرة الإسلامية، فإن الجولة الثانية تستطيع المقاومة الإسلامية الأشد عنفا وإرهابا هذه المرة أن تضطر قوى الظلم والإستبداد والغزو في معسكر الإستكبار، إلى القبول بالقوى الأقل توترا وعنفا، والقوى المعتدلة، ليكون لها دور أكبر في الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية، وتكون بذلك صاحبة الحق في جني ثمارأنضجتها هذه المرة عموم فصائل وتنظيمات الحركة الإسلامية في حركة التحرر العربي الإسلامي في العالم الإسلامي وفي العالم، وعلى رأسها التنظيمات الأكثر إيمانا بالعمل العسكري الفدائي.
قد تجد أمريكا ومعها الغرب الصليبي الإستعماري عموما أنفسهما مدعوان تحت ضغط العالم الإسلامي وضربات المقاومة في كل من أفغانستان وفلسطين والفليبين والشيشان والعراق وفلسطين والصومال وغيرها من مناطق وأوطان شعوب أمة العرب والمسلمين إلى مراجعة موقفهما، سواء من الإسلام والعرب والمسلمين عموما أو من حركات المقاومة التى مازالا ينظران إليها على أنها حركات إرهابية، ويتعاملان معها على هذا الأساس. وأن الذي يسهل على قوى الإستكبار العالمي هذه المهمة هو إنهاء عملها على تهميش القوى السياسية والفكرية والثقافية، وحتى فصائل المقاومة المسلحة في مناطق الإحتلال من العالم الإسلامي، والتخلي عن التعويل على الأنظمة العلمانية اللائكية والأنظمة التقليدية المحافظة والنخب الداعمة لها، وإعادة النظر في مشروعها الثقافي المعادي للإسلام والمسلمين، والتخلي عن برماج وخطة ما تسميه الحرب على الإرهاب، والنظر إلى العرب والمسلمين بكل تقدير واحترام، وعلى أنهم أصحاب ثقافة وحضارة ودين، وهو الدين الوحيد الذي قامت على أساسه حضارة إنسانية مازال العالم كله إلى اليوم يستفيد من عطائها العلمي والمعرفي والإنساني، والتعامل مع الإسلام على حقيقته، على أنه دين رحمة ومحبة وإصلاح وعدل وحرية وأمن وسلام وتسامح، لا كما يحلو لها أن تفهمه وتقدمه لشعوبها، لينظر إليه على أنه يمثل تهديدا للعالم وللحضارة و للآخر المخالف، ويعينها اليوم على ذلك قوم آخرون محسوبون على هذه الأمة، وهم من لا علاقة لهم بهذا الدين، بل منهم من يناصبه العداء أكثر من كل أعدائه التقليديين، ويقدمه لشعوب العالم على أسوء صورة يقدرعلى تقديمها عليه، ولعل النخب التقليدية المحافظة أقل خطرا في ذلك من النخب العلمانية اللائكية المتغربة الهجينة.
إن معاداة الظاهرة الإسلامية والتعامل مع مختلف فصائل الحركة الإسلامية في المنطقة العربية والعالم الإسلامي بالقسوة والعنف والإرهاب والإستئصال والإقصاء والتهميش، لا يخدم إلا مصلحة اليهود والكيان الصهيوني، ولا يخدم إلا مصالح قوى الهيمنة والإستعمار الغربي الصليبي، ولا يضر إلا بشعوب الأمة وأوطانها ومختلف مصالحها. وذلك مازاد من معاداة الغرب للإسلام، وإعلان الحرب على المسلمين، في غير تفريق عنده في ذلك في النهاية بين مواليه وأعدائه، وبين وكلائه وخصومه، وبين المتعاملين والمتعاونين معه والمستقلين عنه والمقاطعين له.
إن الحرب على ما أسمته أمريكا الإرهاب والتحاق الغرب عموما بها في ذلك، وما كان قد سبقها إليه النظام العربي و"الإسلامي" التابع الهجين، لم يزد شعوب الأمة إلا تمسكا بدينها، وإلا تأييدا ودعما والتحاقا بمقاومتها في مواجهة الغزاة والمحتلين، وإلا عداء للغرب وللصهيونية وللأنظمة العميلة والنخب المؤمنة بالغرب وبثقافة وحضارة الغرب والكافرة بالإسلام وبثقافة وحضارة العرب والمسلمين.
يقول المستغرب الكبير الأستاذ فريتس شتيبات العميد السابق لمعهد الدراسات الإسلامية بجامعة برلين الحرة، والأمين العام لجمعية المستشرقين الألمان:
" إن الإسلام لا يمثل أي تهديد للعالم، بل العكس من ذلك هو الصحيح: فالكثيرمن المسلمين يشعرون في عالمنا الحاضر بأنهم مهددون، ربما يتسبب هذا الشعور في ظهور بعض الإتجاهات اللاعقلية أو التصرفات العدوانية، و لكننا إذا اعتبرنا أن الأصولية الإسلامية هي رد فعل لموقف تاريخي محدد، فلا يجوز أن نتوقع لها أن تفقد أهميتها و تأثيرها قبل أن يتغير الموقف تغيرا جذريا".
"وإذا روجنا هذه الصورة عن الإسلام كعدو فسوف يؤكد ذلك شعور المسلمين بأنهم محاطون بقوى معادية تتريص بالإسلام وتسعى للقضاء عليه. إننا بذلك ندفع المسلمين دفعا إلى الأصولية".
"إن تصوير الإسلام في صورة العدو سيكون بطبيعة الحال أشبه بصب مياه جديدة في طواحين العداء للأجانب الذي تقاسي منه مجتمعاتنا".
" إن أهم شيء يجب علينا أن نراعيه في تعاملنا مع الأصوليين الإسلاميين هو أن نتفهم الدوافع التى تحركهم تفهما عميقا وأن نبين للمسلمين بوجه عام أننا نريد أن نفهمهم لا أن نحاربهم".(1)
إن الذين يقدمون الإسلام على أنه يمثل تهديدا للعالم هم أعداء الإسلام والعرب والمسلمين وأعداء الإنسانية من المحسوبين على العروبة والإسلام من العرب"والمسلمين" ومن غير العرب والمسلمين. وهم إنما يفعلون ذلك ليبرروا به عداءهم للإسلام وللعرب والمسلمين والحرب الشاملة التى يشنونها على الأمة.
وليست الأصولية الإسلامية إلا تعبيرا عن معاناة العرب والمسلمين في عالم أصبح مطلوب فيه منهم أن يقبلوا بكل شيء، وأن يسمعوا فقط ويطيعوا. وأن يفرطوا في كل شيء لصالح قوى الظلم والقهر والإستبداد والغزو والإحتلال. وهي قوى عقلانية واقعية مسالمة مؤمنة بالدفاع عن نفسها وعن أوطانها وشعوبها ومصالحها، وعن ثقافتها ودينها وحضارتها. وأن الواقع التاريخي والموضوعي يدعونا إلى القول،أن الغرب على خلاف بعض عقلائه من أمثال قريش شتيبات وغيره لا يريد أن يفهم المسلمين، ولكن يريد أن يحاربهم، بحكم طبيعته العنصرية وبحكم طبيعته العدوانية، وبحكم منزعه المادي المفرط الذي يجعله لا يؤمن بغير المصالح والمنافع بعيدا عن كل القيم والمبادئ الإنسانية. ومن ثمة فلا مصلحة له في فهمهم، ولا
يريد بذلك أن يفهمهم. وأن كل مصلحته بحسب طبيعته ومنازعه في محاربتهم، فأعلن بذلك الحرب عليهم وهي حرب قديمة متجددة، متذرعا فقط هذه المرة بالأصولية والتطرف والإرهاب. وهي في النهاية تعبيرات عن الإسلام الصحيح التى لا معنى للإسلام والمسلمين بدونها. وبذلك فإن أي حديث عن مسلمين بعيدا عن أصول دينهم لا معنى له. ولا معنى للمسلمين بدون فهم للإسلام انطلاقا من أصوله. فالأصولية هي فهم
1 - الإسلام شريكا: فريتس شتيبات- ترجمة عبد الغفار مكاوي – مجموعة:عالم المعرفة
الإسلام انطلاقا من اعتماد أصوله وثوابته ومراجعه الأصلية في الفهم. وهذا الفهم هو الذي لا يرغب فيه الغرب ولا يرضيه ولا يرضى به عنا، ولا يريد أن يقبل به ولا أن يقبل بنا به ، وهو الذي لا يؤمن بغير إعلان الحرب عليه وعلينا.لأن هذا الفهم هو إظهار للصورة الحقيقية التى يجب أن يكون عليها الإسلام، ولما يجب أن يكون عليه المسلمون. وهو الذي يؤسس لصناعة الحدث وردة الفعل المناسبة في الوقت المناسب والمعاملة بالمثل، وإخراج المسلمين من حالة السكون والجمود، إلى حالة الحركة والفاعلية.
وهذه النقلة النوعية للمسلمين هي التى تجعل منهم إرهابيين. وتجعل من الغرب بقيادة أمريكا ينظر إلى هذه المجموعات من المسلمين الواعين بإسلامهم وواقعهم على أنها حركات إرهابية لمجرد إيمانها بالحركة والفعل وردة الفعل، وهي التي ليس أمام كل الجهات المعادية لها والمعلنة عليها الحرب إلا أن تفهمها، وأن تنهي محاربتها لها، لإن فهمها لها هو فهم للإسلام والمسلمين، ومحاربتها هي محاربة للإسلام والمسلمين.
إن أمريكا لا تريد أن تفهم المسلمين ولكنها تريد مدفوعة بغرور القوة وبطبيعتها العنصرية العدوانية وبخلفيتها وثقافتها الصليبية،أن تحارب العرب والمسلمين، متخذة من المقاومة ومن حركة التحرر العربي الإسلامي عموما هدفا لها.
وتفيد استشرافات المحللين والمراقبين، أن أمريكا ستمنى في هذه الحرب على ما أسمته الإرهاب بهزيمة نكراء وبخيبة أمل ينكشف من خلالها عجزها أمام العالم، يقول إيمانويل تود:" لنترك أمريكا الحالية تستنفذ ما بقي لها من طاقة في "محاربة الإرهاب" تلك الحرب التى تسعى من ورائها إلى الإحتفاظ بهيمنتها التى لم تعد موجودة، وإذا أصرت على أن تثبت قوتها الهائلة فإنها لن تفلح في أكثر من أن تكشف للعالم عن عجزها".(1)
" و من كل ما تقدم نرى أن مستقبل المقاومة مرهون باستمرار الإحتلال، فهي نشأت كصنو أو قرين له... ولهذا فإن ما يتعرض له الشعب العراقي من تقتيل يومي هو بسبب الإحتلال سواء أكان على أيدي جماعات خارجية، أوعلى أيدي القوات الأمريكية أما المقاومة العراقية فإنها رغم كل الحملات الإعلامية التى تحاول تشويهها والتقليل من شأنها ووصمها بالإرهاب، فقد عبرت عن الوجه الحقيقي للشعب العراقي الذي يرفض الإحتلال مثلما يرفضه أي شعب آخر،وهي إذا لم تحقق جميع أهدافها، فإنها بالتأكيد ستجبر قوات الإحتلال على الرضا بأقل ما يمكن من الغنيمة، وفي الوقت نفسه ستحقق نتائج سياسية بأقل الخسائر الممكنة"(2).
إن على الغرب أن يفهم وأن يفهم معه المتخاذلون والمخذلون للمقاومة من مختلف الأصوات الصادقة والكاذبة، سواء علمانية لائكية وفية أو خائنة، صادقة أو كاذبة عميلة تابعة كانت، أوعربية إسلامية خائفة ذليلة، أو واقعة تحت الضغط والإبتزاز، ويشدها الطمع في تليين الغرب الإستعماري الصليبي مواقفه أو
1- صحيفة الشروق:2/6/2004 سنة 15 عدد 5042 .
2- المستقبل العربي عدد303 السنة 27 ماي 2004 - سلمان الجميلي - مركز دراسات الوحدة العربية.
تغييرها، أو مراجعة حساباته وقناعاته مما يلحقه بالأمة وبالإنسان والحيوان والبيئة عموما من دمار وتخريب بدافع تحقيق النفع والمصلحة وغرور القوة والتفوق العنصري، من خلال مواقفها المبدئية العقلانية والإنسانية من مختلف القضايا محل الخلاف والنزاع، ومن الممانعة والمقاومة تحديدا، من خلال مواقعها وأماكنها المختلفة، أن الزمن الذي نجح فيه الغرب الصليبي اليهودي في الحملة الإستعمارية العسكرية الأولى في فرض خياره الثقافي والحضاري، ومن خلالهما الديني قد ولى. وأن هذه المرحلة، وهي المرحلة الثانية من مراحل الإستعمار العسكري الأمريكي الغربي المباشر،وعسكرة العالم من طرف الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة، وبدعم غربي أوروبي يهودي صهيوني، تعمل فيه الأمبراطورية الإمريكية على فرض سيطرتها على العالم، وخصوصا عالم المستضعفين، وبصفة أخص وباستهداف خاص على العرب والمسلمين، شروطها وخيارها الثقافي الحضاري، وهم في المستوى الرسمي والنخبوي الرجعي العلماني والتقليدي على حد سواء، الأكثر عونا لها على كل ذلك، سوف لا تكون كسابقتها هذه المرة، لأن ذلك الإنبهار بالإنجاز الحضاري للغرب الصليبي اليهودي في المرحلة الأولى من مراحل الإستعمار قد زال، وأن تلك المراهنة على الخيار الغربي في البناء الحضاري واقتفاء أثر الغرب في ذلك في حلوه ومره قد تبين فشله، وأن الأنظمة التى قامت على ذلك الأساس وبتلك القناعة وعلى تلك الخلفية قد أصبحت اليوم في عداد التجارب الفاشلة التى كان مآلها الإخفاق والإفلاس، وسقطت كل شعاراتها في التنمية والحرية والوحدة والإستقلال وتحقيق سيادة الشعوب على أوطانها. وأن أنموذج الدولة العلمانية الحديثة والتقليدية المحافظة في أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين كان أنموذجا فاشلا فاسدا متناقضا جوهريا مع ثقافة الشعوب وعقيدتها ونسق تاريخها وخصائص حضارتها. وأن نظامها الإسلامي، وثقافتها العربية الإسلامية وتميزها الحضاري قد أصبحت من المسائل التى ليس للشعوب مطلبا ولا خيارا غيرها. بها تحيا وعليها تموت. وهي لعمري خصائصها الطبيعية التى تبين بالتجربة والدليل والبرهان القاطع أنه لا حياة ولا وجود لها بدونها.
لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة:
وعلى أنقاض هذه التجارب، ومن خلال وضوح صورة الغرب وظهوره على طبيعته الإستعمارية الصليبية
وجدية تحالفه الإستراتيجي مع الشتات اليهودي والصهيونية العالمية، قامت حركة التحرر العربي الإسلامي في كل أقطار شعوب العالم العربي الإسلامي، بوعي جديد وبشعور بالمسؤولية كبير وبالجدية التى يتطلبها الموقف وتقتضيها المرحلة وخطورة الوضع وفي كل المستويات، وكل يعمل فيها على شاكلته، وبالأسلوب الذي يراه مناسبا، بحسب الأوضاع المحلية والإقليمية المحيطة، وبقدر ما يكون عليه الضغط في معركة غير متكافئة على كل الإصعدة، وقد فرضت عليها فرضا، وهي في موقع الدفاع عن النفس سواء في مواجهة الخونة والعملاء ووكلاء الإستعمار من علمانيين لائكيين أو تقليديين محافظين في المستوى المحلي والإقليمي، أو في مواجهة حركة الإستعمارالغربي وحليفها الإستراتيجي الصهيوني اليهودي وفي كل المستويات، دفاعا عن شرف الأمة وكرامتها، ومن أجل تحرير الأوطان تحريرا حقيقيا تحقيق به سيادة الشعوب عليها باتجاه تحقيق الوحدة والحرية والمساواة والعدل والشورى بين أبناء شعوب الأمة الواحدة وكل المستضعفين في الأرض، والأمن والإستقرار والسلام، وصيانة وحفظ مكاسب الشعوب والحفاظ على ثرواتها، ورفع أيدي الغاصبين الغزاة عنها، وفرض الإحترام للأمة، وجمع شتات قدراتها العلمية والمعرفية والثقافية والفكرية والمالية في حركة إبداعية واعية راشدة جادة، تكون قد اجتمعت فيها كل الخبرات من مختلف الأعراق والألوان واللغات لكسب رهان العلم والتقنية، بعد أن تكون قد وضعت بين يديها كل الإمكانيات المادية اللازمة، وأن ذلك ممكنا بحكم الموارد الطبيعية والثروات المختلفة التى تزحز بها أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين على امتدادات جغرافية واسعة، ومناخات متعددة ومتنوعة.
وبناء على هذا التصور الذي لم يبق للأمة خيار غيره، والذي تحارب من أجله ويحال دون بلوغها إليه، بات لزاما على كل صادق منحاز للشعوب وللمظلومين والمقهورين في عالم المستضعفين عموما أن يدعم المقاومة في حركة التحرر العربي الإسلامي في كل مكان من العالم، وأن لا يخذلها وإن أخطأت، وأن يفي لها بحق ترشيدها بالطريقة التى لا يصبح حجة عليها عند أعدائها وأعداء الأمة من الغزاة الإستعماريين الصليبيين الغربيين واليهود وحلفائهم وصنائعهم.
وأن الواجب يقتضي من الصادقين والمخلصين من أبناء الأمة ومن الأحرار في العالم، أن يدعموا ويساندوا المقاومة في عراق أمة العرب والمسلمين وغيرهم من الأعراق وأصحاب العقائد والديانات، وأن يدعموا ويساندوا ويؤيدوا المقاومة الباسلة في فلسطين المحتلة وفي افغانستان وفي كشمير وفي طاجكستان وأوزبكستان والشيشان والفليبين وفي الصومال... وغيرها من بلاد العرب والمسلمين. ويؤكدوا على وجوب مواصلة المقاومة والعمل الفدائي على كل المستويات وعلى كل الأصعدة حتى تحرير الأرض وتقرير مصير الشعوب. وأن على أمريكا وعلى كل دول التحالف الصليبي اليهودي الغازية للعراق ولأفغانستان والمسيطرة على الكثير من غيرهما من بلاد العرب والمسلمين سيطرة مباشرة، أو عن طريق عملاء ووكلاء لها فيها:
- أن تنسحب من البلاد فورا و بدون شروط.
- أن تعتذر للشعب العراقي ولغيره من شعوب الأوطان المحتلة لها ومن خلالها لأبناء شعوب أمة العرب والمسلمين عامة ولكل المظلومين والمضطهدين والمستضعفين في العالم.
- وأن تستعد لتعويض كل ما دمرته من ممتلكات، وما أهدرته من ثروات ومكاسب، وما داست عليه من قيم
وما أزهقته من أرواح، بعدما تبين بما لا يدعو مجالا للشك أن البلاد كانت خلوا من أسلحة الدمار الشامل المزعومة حسب ما أكدته مختلف فرق التفتيش الدولية، والتى جعلت منها القوات الغربية الغازية، مدعومة بالنظام العربي و"الإسلامي" ذريعة، بناءا على معلومات استخباراتية تبين بعد ذلك- حسب ما يتقدم به اليوم زعماء العواصم الغربية الصليبية من أعذار وتعلات ومبررات أنها كانت معلومات خاطئة ومضلله قادت للإطاحة بالطاغية صدام حسين وزمرته، واحتلال العراق واستباحة كل مقدسات وأعراض الأمة من خلاله، كما تفعل قوات الإحتلال الصهيوني اليهودي في فلسطين المحتلة، وكما تفعل القوات الصليبية بقيادة الأمبراطورية الأمريكية في أفغانستان...وكما يفعل وكلاء الغرب المعادي في مختلف أوطان شعوب أمة العرب والمسلمين بأبناء شعوبها من عرب ومسلمين وغيرهم من الأعراق وأصحاب الديانات المختلفة.
وبالمقاومة وبالمقاومة فقط، وبالضغط وباشتداد الضغط فقط، يمكن لحركة التحرر العربي الإسلامي أن تستعيد حقها، وأن تقرر مصير شعوبها، وأن تحقق استقلال أوطانها، وأن تنجز مهمة طرد الغزاة
والمحتلين، وأن تفرض عليهم شروطها.
وليس ذلك ممكنا إلا بتعزيز قوى المقاومة ومساندتها وتأييدها ودعمها، وبالإنحياز المطلق لها وللأمة ولكل قضايا المستضعفين في العالم.والوقوف صفا واحدا في وجه الغزاة والأعداء، ووضع كل إمكانيات الأمة وقدراتها وكفاءاتها لإنجاز مهمة التحرير وتقرير المصير، وتحقيق السيادة والوحدة.
- وبذلك وبذلك وحده لا يمكن لأي صوت أن يعلوا فوق صوت المقاومة الممثل الحقيقي للشعب العراقي ولباقي شعوب الأمة.
- وبذلك وبذلك وحده يمكن أن تأخذ العدالة طريقها الصحيح، وأن يأخذ القانون العادل والقضاء المستقل طريقه إلى واقع حياة الناس، ولا يكون مجرما إلا من يجرمه ولا بريئا إلا من يبرئه.
- وللمقاومة وحدها الحق في محاكمة مجرمي الحرب ورفع قضايا في حقهم لدى مختلف المحاكم الدولية وخاصة محكمة جرائم الحرب الدولية.
- ولتكون المقاومة الوحيدة صاحبة الحق في إنهاء مهزلة محاكمة ومقاضات الظالمين والمفسدين والمجرمين بعضهم لبعض باسم الحق والعدل، وباسم الشعب العراقي في العراق وباسم أي من شعوب الأمة في أي وطن فيه مقاومة سواء للإستبداد أو للإحتلال.
- ولذلك فإنه ليس من حق قوات الإحتلال الغربي الصليبي الصهيوني والعملاء والخونة المتعاونين معها أن يحاكموا المجرم صدام حسين وزمرته، لأن في ذلك ظلم واعتداء عليهم وعلى الشعب العراقي الذي تجرى المحاكمة باسمه. ولكن الجهة الوحيدة المخولة لمحاكمة المجرم المخلوع صدام حسين وكل الضالعين معه في الإجرام في حق الشعب العراقي محاكمة صحيحة وعادلة باسم الشعب العراقي صدقا وعدلا هي المقاومة.
- وهي وحدها صاحبة الحق كذلك في محاكمة العملاء والخونة الذين يخضعونهم للمحاكمة، وعلى رأسهم مفتي البيت الأبيض المدعو علي السيستاني وعبد العزيز الحكيم وجلال الطالباني وغيرهم من كبار رموز الخيانة والإجرام وموالاة الأعداء ومعادات الشعب والأمة ومرتكبي الجرائم في حق الإنسانية.
- وهي وحدها صاحبة الحق في محاكمة ومعاقبة مجرمي الحرب من الغزاة والمحتلين الغربيين الصليبيين.
- ولتكون المقاومة وحدها كذلك هي صاحبة الشرعية في استعادة حقوق شعوب الأمة من أنظمة الإستبداد علمانية لائكية كانت أو تقليدية، ومحاكمتهم محاكمة عادلة باسمها.
أما آن لهذه الأمة أن تنتبه من غفلتها وتفيق من سباتها وتقبل التحدي، متكلة على الله، وتكون كما كانت وكما يجب أن تكون، خير أمة أخرجت للناس يأمر أبناءها بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله؟
انتهى صياغة ومراجعة يوم:26 رجب 1425
الموافق ليوم:11 سبتمبر 2004.
الفهرس

تصدير........................................................................................................ص:03
الاهداء.........................................................................................................ص:05
مقدمة...........................................................................................................ص:06
نشأة وتطور المشروع الثقافي للدولة العلمانية والتقليدية اللائكية الحديثة في أوطان شعوب أمة
العرب والمسلمين.............................................................................................ص:13
ثقافة التبعية و التغريب.......................................................................................ص:16
الجذور التاريخية للثقافة الغربية............................................................................ص:28
المقاومة.........................................................................................................ص:91
الغزو الفكري والإختراق الثقافي وتأثيرهما على بنية العقل العربي..................................ص:125
"الإرهاب الاسلامي" والنظام العربي " الاسلامي" والدولي..........................................ص:136
النظام العربي"الإسلامي الفاسد"وخطة الفساد الأمريكية الغربية للشرق الأوسط الكبير..........ص:139
لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة........................................................................ص:152


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.