إن المعارضة التونسية العلمانية بيسارها و ملحديها تشن حربا علي الإسلام بلا هوادة تحت غطاء معارضتها للحركات الإسلامية و علي رأسها السلفيين و النهضة ، و يخادعون الشعب التونسي قائلين كلنا مسلمين ، و في الواقع تونس تعيش حملة التغريب ضد العقيدة الإسلامية و التحريض علي الكفر و الإلحاد الشيوعي ،و كلنا وقعنا في فخ الشرك بالله لما نراه من تلك الأفعال المخزية ولا نحرك ساكنا و لا ننهي عن المنكر و لا نعمل بالمعروف ونرفض لا ادعاءاتهم و نخافهم و نرهبهم ونسير معهم في طريق تحييد الدين عن السياسة و تحييد المساجد من السياسة كأن بين هذا وذاك فرق ناسين أن محمد صل الله عليه وسليم هو مؤسس الدولة المدنية فيها السياسة و الدين عنصرا أساسي في الحياة. إنهم يعادون العلماء و الدعاة و الأئمة و رجال الدين و كل من يتبنى الرؤية الإسلامية ولا نشاهد علي إعلامهم و منابرهم إلا دعاة للإلحاد والتبرج و الفسوق و الحداثة الخبيثة. إنهم يتصدون لتأسيس دستور يتبنى شريعة القرآن و السنة و يفتون فتاوى كفر و شرك علي العلن و علي الهوي و يمنعون أصحاب الفتاوى الشرعية الإدلاء برأي الدين في المواضيع المتخالف عليها و يكذبوهم إن فعلوا و يشتمونهم . النهضة أجبرت علي التقرب منهم و التماشي معهم في الأخطاء و تنازلت علي أن تكون حزبا حاكما له الحق أن يعين في المناصب العليا رجالا يثق فيهم ويمرروا سياساتها لإنجاح مشروعها التي قدمته للناخب لينتخبها علي أساسه و لا ننسي أن النهضة انتخبها الشعب علي كونها صاحبة مشروع إسلامي عقائدي وقد فشلت علي تمريره خوفا من المعارضة و رغبة في الدوام في السلطة. سقطت النهضة في الشرك الأكبر وخافت المعارضة الملحدة و ما خافت ربها و بمساندتنا لها نحن أيضا سقطنا في هذا الشرك لأننا ما عرفنا كيف نضغط عليها حتى لا تتبع دعاة الشر وحتى نشد علي أيديها أن لا ترتكب مثل تلك الأخطاء الهدامة ولا نخاف لومة لائم في ديننا الحنيف و ما النصر إلا من عند الله. نحن المسلمين لا نخالف أوامر ربنا و لا خالفها قبلنا حبيبنا المصطفي و هي مستمرة و نافذة عبر العصور و في كل مكان و الله حافظ لدينه إلي أن يرث الأرض و من عليها.أما إذا كنا أتباعا لإبليس و ذريته فقول لما بصراحة حتى ننجي بأنفسنا إلي رحمة ربنا و ندعو لسكان ديار الكفر بالرشاد و الهداية إن أردوا لها سبيل للإنارة بصيرتهم . إذا هل نحن مسلمون و كيف هو إسلامنا و هل إذا تخلينا عن جزء منه سيتم إسلامنا و هل الإسلام نفسه يتجزأ و إن كان هذا صحا فلماذا أنزله الله كاملا علي خير مخلوقاته النبي الخاتم صلوات ربي و سلامه عليه و علي آله و صحبه إلي يوم يبعثون ليبلغه أمته و يجعله أساس لحياتنا و دستورا لقوانيننا الدنيوية و تشريعاتها ودواء شافي تتغذي منه الأرواح و يشرح الصدر و ينقي النفوس وهو نموذج حياتنا وحيات جميع مخلوقاته. يوصينا الرسول الحبيب في حجة الوداع أن نبلغ عنه ولو كلمة. " لمن ؟ أليس إلينا نحن الذين لم نحضر تلك اللقاء الرائع ؟ أليس الله يبلغنا عن نبيه الصادق الأمين إنه رضي لنا الإسلام دينا ؟ (اليوم أكملت لكم دينكم و رضيت لكم الإسلام دينا) ألم يوصينا النبي الأمي عليه أفضل صلوات ربي و سلامه أن نتبع الطريق الصحيح "القرآن و ألسنة حني لا نضل أبدا فماذا فعلنا ؟ فهل نحن في هذا الطريق الصحيح المختار نسير؟ هل أن ربنا أخطأ أن أنزل قرآنه و حديثه القدسي علي الحبيب المصطفي كما يوهمنا به عباده الضالين مثل محمد الطالبي و يوسف الصديق و ألفة يوسف و رجاء بن سلامة وغيرهم من المشعوذين و الإلحاديين و العلمانيين و فيئة منا تستمع إليهم ويعملون بضلالتهم ويؤتمر ون بأوامرهم الشيطانية و يتخيلونا علي الثوابت و يدعون الإسلام ويصفون أنفسهم بالليبراليين و التقدميين و بالإسلام المعتدل كأنما الله أنزل إسلام معتدل و إسلام راديكالي و إسلام إرهابي و إسلام عربي و إسلام غربي و إسلام شيوعي و إسلام علماني . أيعقل أن ننسب إلي ربنا ما نقوم به نحن من أخطاء في شبه معاصي و نتعمدها و نعتمدها و نقول هذا من عند الله. إن فهمي البسيط المتواضع لديننا الإسلامي الحنيف رغم إنني غير حافظ للقرآن الكريم و لست من علمائه الأجلاء و لكن كل ما أمتلكه هو قراءتي المتواضعة للقرآن و للسيرة النبوية و الاستماع إلي أيمتنا الكرام رغم اختلافهم و الاستفادة مما ينشر اليوم من علوم دينية في متناول الجميع تنير السبيل و تغذي العقل و تقوي زاد الإيمان و التقوى و هذا ما جعلني أسأل نفسي من نحن و إلي أين نحن سائرين؟ عندما أنزل الله القرآن الكريم بآياته التي يعارضها مرضي النفوس مثل آيات الحجاب و الإرث و الجهاد و القصاص و غيرها من الآيات الكريمة ، ألم يكن يعلم بصلاحياتها لكل زمان ولكل مكان ، إذا أيحق لنا إن كنا مؤمنين بما أنزله الله أن نعصى أوامره و نتبع هوائنا حتى يرضي عنا الكفرة و المعادين لديننا القويم. أ يوجد في تونس بعد الثورة أحزاب قادرة علي بناء أسس لمشرع دولة إسلامية بمفهومها الصحيح بدون مراوغة و بدون حيل و خداع نعيش فيها ديننا في وضح النهار تحفظ لنا كرامتنا و حريتنا ،و تقربنا من ربنا و نرعي و نربي أبنائنا علي تلك الأخلاقيات الإسلامية الحميدة. النهضة انتقلت من الأقوى إلي الضعف و من الأغلبية إلي الأقلية و هي من أدخلت نفسها في ما لا تحسد عليه وأرهقت نفسها و ما التزمت بوصايا الناخب التونسي الذي أسند إليها الشرعية لتحكمنا و لا أن تسلمها إلي بقايا النظام الذي يرتب أموره ليتسلط علينا من جديد و يجرنا إلي الكفر ومعاداة الإسلام و الزج بنا في طريق الشرك و النفاق وأصبحت تخاف الشيوعيين ويرهبها العلمانيين و تستحي من التجمعيين و تتخفي علي ناخبيها و تسمح لنفسها أن ان تقول لنا أن لها مرجعية دينية و تعمل علي كونها حزب سياسي مدني غير متقيدة بالعقيدة. قتل الشكري بالعيد و نددنا بقتله ولا يحق لأي إنسان أن يقتل أخاه الإنسان و طالبنا بالبحث عن قاتله و كل القتلة و لكن هل يحق لتلك الناس المعارضين لديننا أن يفرضوه رمزا للوطن و شهيد الحرية و يدفن في مقبرة الشهداء معي من يشهدوا أن الله واحد لا شريك له و أن محمدا عبده ورسول الله . قعيد محمدي