تونس،محمد القرماسي"الفجرنيوز"إن كثرة الاعتصامات والإضرابات والوقفات الاحتجاجية في مناطق مختلفة ومدن عديدة أصبح أبرز ما يميز المشهد السياسي والإعلامي التونسي فضلا عن التأويلات والتحليلات الصجفية والإعلامية عموما وما يضاف هنا وهناك للأخبار وهي في طريقها إلى الصحيفة وبعد صدورها. ولقد استأثرت ولاية قفصة ومنطقة الحوض المنجمي بالتحديد بجزء هام من الأخبار والتحليلات الإخبارية في المدة الأخيرة وكثر التشويش عن الأحداث هناك واختلطت الأنباء بين مؤكد ومكذب عن الاعتصامات والاحتجاجات ومن يقف وراءها ومدى شرعيتها وغير ذلك من الأسئلة . وبسؤالنا عن الموضوع والتحري فيه تبين أن الاعتصامات والاحتجاجات ليست بالحجم الذي صورته وسائل الإعلام وان المعتصمين لهم مطالب مشروعة تتعلق في مجملها بالشكوك التي دارت مؤخرا حول الانتدابات والآليات التي اعتمدت في ذلك والتي اعتبرها المواطنون بعيدة عن الشفافية والموضوعية وغياب التفاعل من قبل المسؤولين وعدم توضيح المسألة بل أكثر من ذلك كان لردة فعل السيد الوالي أثر سلبي لدى المحتجين إذ لمح لهم بلا مبالاته باحتجاجاتهم. أما السيد نجيب الفيتوري المدير العام للشركة التونسية للسكك الحديدية فقد اعتبر المسؤول الأول عن تهميش مطالب المحتجين ومماطلتهم بعد أن تقدموا بمطالبهم وفق ما تم الاتفاق عليه معهم. اليوم تتواصل الاعتصامات في مدينة قفصة أمام الولاية وأمام اتحاد الشغل في انتظار أن تجد مطالبهم من يستمع إليها أو من يوضح لهم توجهات المسؤولين في معالجتها. بينما يخرج موظفي الولاية بدورهم عن الصمت ويقومون بوقفتهم الاحتجاجية الخاصة بهم تعبيرا عن رفضهم الإهانات والشتم الذي تعرضوا له من قبل المعتصمين. من جهة ثانية علمنا أن وفدا من الائتلاف الحاكم من أحزاب النهضة والمؤتمر والتكتل سيتحولون غدا الأربعاء إلى قفصة لتدارس الوضع مع المحتجين والبحث في سبل تجاوز المشكلة وإيجاد الحلول الممكنة. وهذا في كل الأحوال إجراء مهم سوف يميط اللثام عن الغموض الذي طالما رافق مسألة الاحتجاجات والاعتصامات وما يدور في كنفها من تجاذبات واتهامات.