تورط أطراف من الداخلية، ومحامون يطالبون بسماع الغنوشي واللوز والمرزوقي. أدلى أمس الزميل زياد الهاني بشهادته أمام قاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر بالمحكمة الابتدائية بتونس، حول المعطيات التي مده بها اطار أمني، بشأن الاشتباه في من يقف وراء اغتيال المناضل الوطني، الشهيد شكري بلعيد.
وقد وصف الأستاذ فوزي بن مراد الناطق الرسمي باسم هيئة الدفاع عن المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد، تصريحات الهاني بالخطيرة والمهمة جدا. وكان زياد الهاني قد صرّح يوم الجمعة الماضي بأن اطارا امنيا التقاه اثناء جنازة المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد، وأبلغه بأنه يتم تتبع مسار وزارة الداخلية، وأن محرز الزواري مدير المصالح المختصة بوزارة الداخلية، يقوم بالاشراف على عدد من الشبان الذين تم انتدابهم بوزارة الداخلية، دون ان يتم تسجيلهم، وان هؤلاء، ينقلون عبر حافلة صغير للتدرب على السلاح الناري وعلى فنون القتال، وأن المشرف عليهم له علاقة براشد الغنوشي وبالحبيب اللوز القياديان البارزان بحركة النهضة، وطالب زياد الهاني النيابة العمومية بفتح تحقيق في تلك المعلومات، وهو ماتم فعلا. اذ مباشرة بعد خروجه من قناة نسمة، تلقّى استدعاء للمثول أمام قاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر بابتدائية. وقد لاقت طريقة الاستدعاء وسرعته انتقادات حادة.
وكان من المفترض أن يتم الاستماع الى الزميل زياد الهاني، يوم السبت وهو يوم عطلة بالنسبة الى القضاء، وهو ما أثار شكوك المحامين، الذين طلبوا تأجيل الاستماع الى الهاني يوم أمس الاثنين 11 فيفري 2013 وهو ما تم فعلا.
تجمع عدد من الصحفيين والمحامين والحقوقيين والمتابعين والمواطنين اضافة الى وسائل الاعلام أمام قصر العدالة بباب بنات بتونس، وفي حدود الساعة العاشرة صباحا، اتفق المحامون مع قاضي التحقيق على ان يتم الاستماع الى أقوال الهاني، بحضور عدد محدود من المحامين لا يتجاوز الخمسة، وهو ما تم فعلا.
وتواصل الاستماع الى أقواله على مدى ما يزيد عن الساعة، أدلى خلالها بما كان قد صرح به على قناة نسمة وروى أمام قاضي التحقيق ما علم به، وقال انا اقوم بدوري كمواطن من أجل تونس، ولم تعط الكلمة للمحامين باعتبار وأن جلسة السماع كانت لسماع شهادة، أثناء ذلك شوهدت حركية أمنية داخل المحكمة وحولها، وقال المحامون ان مجموعة امنية تابعة لمقاومة الارهاب حلت بالمكان، كما تم ابلاغهم بأن وكيل الجمهورية يطلب سماع زياد الهاني، وهي مؤشرات بالنسبة الى المحامين بأنه سيتم ايقافه، لذلك تم الاتصال بالصحفيين ووسائل الاعلام، واحتج المحامون على اجراء وكيل الجمهورية واعتبروه غير قانوني، واتصل به بعضهم، وطلبوا منه التراجع عن ذلك وهو ماتم فعلا، اذ ابلغهم بأنه سوف لن يستمع اليه حينا، وسوف يرسل اليه استدعاء.
توجه المحامون وعدد من الحاضرين الى مكتبة المحامين بالطابق العلوي للمحكمة، حيث تم اعلام الصحفيين بمستجدات القضية، وقال الناطق باسم هيئة الدفاع عن المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد، إن زياد الهاني قال كلاما خطيرا ومهما جدا واضاف بأن تصريحاته أضيفت الى ملفات قضية الشهيد بلعيد سعيا للكشف عن الحقيقة كاملة. اثر ذلك، تجمع عدد من الصحفيين والمحامين حول الزميل زياد الهاني وتمكنوا من اخراجه من مبنى المحكمة عبر رواق مواز للرواق الكبير، وتمكنوا من ابعاده من المحكمة الى مكان آمن، وقد تجمع عدد قليل من الأشخاص المحسوبين على النهضة للاحتجاج على شهادة الهاني. الا أن المواطنين ابعدوهم بهدوء.
وقال الأستاذ محمد الهادي العبيدي المحامي الذي ينوب في قضية المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد، إنه وعدد من زملائه طالبوا بضرورة الاستماع الى أقوال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة والحبيب اللوز القيادي بها.
وحسب مصادرنا فلقد تمت الدعوة لسماع شهادات عدد من الذين قدموا معلومات حول ما يجري في وزارة الداخلية، او استهداف المناضل الوطني الشهيد شكري بلعيد، مثلما ادلى به نجيب الشابي حول وجود عناصر من حزب النهضة تتدخل في عمل وزارة الداخلية من داخل قاعة العمليات، او ما صرح به السياسي لزهر العكرمي حول وجود كوادر امنية لها صلة بالعنف الدائر في البلاد او ما قاله الصحفي سفيان بن فرحات بخصوص توصله بمعلومات حول وجود قائمة للاستهداف بالتصفية والاغتيال، من بينهم المناضل الوطني شكري بلعيد، كما قالت مصادرنا ان من بين المطالب سماع شهادة رئيس الجمهورية المؤقت الدكتور المنصف المرزوقي حول علم الرئاسة باستهداف بلعيد واقتراح تأمين حراسته.
القضية ستكشف عن العديد من المعطيات التي يتداخل فيها السياسي بالاجرامي، لذلك كانت التصفية بالاغتيال السياسي، رجل يفقد حياته من أجل وطنه وأفكاره. القضية يتم البحث فيها على معنى احكام قانون الارهاب.