نظم اتحاد الكتاب التونسيين مؤخرا لقاء حواريا في مقره على شرف وفد من الجامعة اللبنانية يتكون من كل من الدكتور زاهي ناظم أستاذ الفلسفة بالجامعة اللبنانية والدكتور جورج سعادة أستاذ اللغة والآداب العربية والشاعر فرحان صالح. وقد حضر اللقاء عدد من المثقفين والكتاب التونسيين وتمحورت جل النقاشات حول تجربة الضيوف في حلقة الحوار الثقافي اللبناني التي تأسست منذ بداية التسعينات بلبنان وكان هدفها التوحيد الثقافي بين مختلف الطوائف اللبنانية، والتي توسعت فيما بعد لتشمل بعض الجامعات العربية. ونشط الجلسة عضوا الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين عادل الجريدي وعبدالله القاسمي، فيما تولى الأساتذة الضيوف تقديم ثلاث مداخلات شفعت بنقاش من قبل الحاضرين.وقدم المداخلة الأولى الأستاذ الشاعر فرحان صالح، وأبرز خلالها الظروف الدافعة لتكوين حلقة الحوار بلبنان، والتي احتضنت جل مكونات المجتمع المدني اللبناني من اجل حوار ثقافي، فكان أول عمل تقوم به هو مؤتمر الثقافة الشعبية حيث تمت دراسة البنية العقلية للأطراف المتنازعة اللبنانية وذلك بهدف الحد من الصراعات الأديولوجية، وشارك فيه 70 باحثا بينوا أن التراث اللبناني مستغل سياسيا.أما المداخلة الثانية فقدمها الدكتور جورج سعادة وتولى خلالها تقديم الاتفاقية التي أمضتها الجامعة اللبنانية مع جامعة المنار التونسية مبرزا أن بين تونس ولبنان علاقات تاريخية. ثم قدم تشخيصا للمشهد الثقافي اللبناني في خضم التناقضات الأيديولوجية والسياسية والطائفية.ثم قام بتشخيص الراهن الثقافي العربي مبرزا أن السياسة لم تستطع أن تجمع الدول العربية، وأكد أن النخب العربية فشلت في مهمتها، لذلك طالب بضرورة إعادة النظر في التوجه والبرامج التربوية ومحاربة التطرف.
أما المداخلة الثالثة فقدمها الأستاذ زاهي ناظم وأبرز خلالها رغبة اللبنانيين في الاطلاع على ما يصدر في تونس لان تونس مطلعة على التيارات الفكرية الأوروبية، ورأى أن هذا الوفد جاء برسالة تعاون بين المشرق العربي والمغرب أي بين تونس ولبنان رغم أن الراهن لا يشجع على ذلك.وقدم رؤية حول المشهد الثقافي اللبناني وأبرز أن التنوع الطائفي في لبنان من المفروض أن يكون عامل ثراء لكنه تحول إلى عامل صراع لأن أكبر مشكلة تواجه لبنان هي الطائفية ومع ذلك فهناك حسب رأيه من يسعى إلى المحافظة عليها سيما في ظل وجود توافق في لبنان على محبة الأرض.
ثم تم فتح باب النقاش مع بعض المفكرين والمثقفين التونسيين الذين قدموا قراءات مختلفة للراهن الثقافي العربي والتونسي وأثاروا جملة من الأسئلة حول دور المثقف في مرحلة الثورة ودور الثقافة والمثقف في التخفيف من الإحتقان السياسي.