تتعاقب في كل موسم عدة صعوبات على المنطقة السقوية «سوق السبت العيثة الجريف» مما سبب خسائر مادية وتراجعا لبعض الزراعات وكذلك معاناة للفلاحين زادت في همومهم المتراكمة والتي لم يجدوا لها حلولا . فهل من تدخل عاجل لفائدتهم؟ وتعد المنطقة السقوية «سوق السبت العيثة الجريف السعادة» من أهم الضيعات الفلاحية المنتجة بولاية جندوبة من حيث المساحة والتي تقدر بحوالي 10 آلاف هكتار وكذلك من حيث تنوع النشاط والمزروعات وأهمية الإنتاج لكن ذلك لم يمنع من ظهور وتجدد المشاكل التي أضرت بالمنطقة وبالفلاحين الناشطين .
بين مياه السيول وانقطاع مياه الري
المنطقة السقوية سوق السبت وخاصة على مستوى منطقة «العيثة» عرفت في السنة الفارطة كارثة طبيعية بعد أن غمرت مياه السيول المتأتية من الجبال المجاورة مئات الهكتارات وسببت خسارة فادحة للفلاحين الذين لم يزل هذا الهاجس يخامرهم خاصة مع حلول فصل الشتاء وغياب تدخل يحدّ من ظاهرة مداهمة السيول للحقول من خلال حفر خنادق تغير مجرى مياه السيول وتربطها بنهر ملاق وهو مشروع طال انتظار إكماله وقد تطلب الوضع الكارثي لمياه السيول إقرار مشروع يتمثل في تجفيف 1200 هكتار بمنطقة العرايا والعيثة وسوق السبت .
أما المعضلة الثانية والتي طفت هذا الموسم وهددت بل وأثرت على الزراعة الشتوية وخاصة البطاطا التي تمتد بالمنطقة على أكثر من 500 هكتار فتتمثل في الانقطاع المستمر لمياه الري عن المنطقة والذي تسبب في عطش هذه المزروعات وإهدار كميات كبيرة من المياه وظهر هذا العطب بوضوح بقناة بمنطقة « غدير فرح» وكان في كل مرة يتم التدخل لإصلاح العطب بمبادرات فردية من الفلاحين لكن العطب سرعان ما يعود من جديد وقد بدت أضرار هذا الوضع ظاهرا من خلال تواضع حقول البطاطا ونموها البطيء مقارنة بالحقول المزودة بمياه الري على النحو الأكمل .
نقص في زراعة حقول الحبوب
الفلاحون بمنطقة سوق السبت أكدوا ل «الشروق» أن نسق زراعة الحبوب وخاصة القمح بطيء جدا ولم يتجاوز 30 بالمائة بسبب نقص ماة «الديابي» في البداية لكن الآن طفت مشكلة نقص البذور كما أن عددا من الحقول التي زرعت بصفة مبكرة تضررت من جراء نقص الأمطار ومياه الري .
المديونية جزء من البلية
إلى جانب هذه الصعوبات التي تشهدها المنطقة السقوية سوق السبت العيثة الجريف والتي انعكست سلبا على الأنشطة الفلاحية فإن مشكل المديونية مازال قائما خاصة في ظل انسحاب عدد من المجامع المائية من النشاط الموكول لها مما جعل التزود بمياه الري بهذه المناطق يكون محفوفا بالمصاعب زاد فيها المديونية المتراكمة للمندوبية الجهوية للفلاحة الخاصة بمياه الري والمقدرة بتسعة مليارات كاملة .
وضع المنطقة السقوية يتطلب تدخلات فورية تتمثل أولا في الصيانة للقنوات المعطبة وشبكة مياه الري وكذلك التفكير في تركيز آليات جديدة للتصرف في الموارد المائية على النحو الأكمل بما يوفر حسن الاستغلال ويحد من الانقطاعات المستمرة والتي أثرت على القطاع عامة وكذلك لا بد من التفكير في إعادة الشبكة التي ظهر عليها القدم والتهرئة .