كما كان متوقعا، فقد تحرك أنصار النهضة يوم أمس في مسيرات حاشدة بمدن صفاقس وقفصة والعاصمة، إلا أن مسيرة صفاقس كانت هي الأضخم والأكثر تنظيما. وقد تمت هذه المسيرات في هدوء تام ولم تشهد أية شكل من أشكال المواجهات أو الاستفزاز رغم الشعارات المعادية لقيادة اتحاد الشغل والداعية لإفشال إضراب يوم الثالث عشر من ديسمبر. في وقفة احتجاجية : «لجان حماية الثورة» ومحتجّون يطالبون بتطهير الاتحاد والداخلية
في مسيرة حضرها حوالي 800 شخص جابت شارع الحبيب بورقيبة الى شارع محمد الخامس على مستوى المقر السابق للتجمع الدستوري الديمقراطي استمرت لأكثر من اربع ساعات ونصف وسط حضور أمني مكثف جدّا... رفع محتجون أصواتهم منددين بالاضرابات التي اجتاحت البلاد.
ورفع المحتجون الذين راوغوا الشرطة أمس بالدخول الى شارع الحبيب بورقيبة من خلف مقر المسرح الوطني بعد ان كانت وزارة الداخلية أعلنت في بيان لها أول أمس عن إلغاء ومنع كل التجمعات بالشارع بعد ورود معلومات عن إمكانية قدوم مندسين خططوا لإحداث العنف والاعتداء على الممتلكات. كما اصدرت حركة النهضة ليلا عبر شبكة التواصل الاجتماعي اعلاما لمناصريها بإلغاء الوقفة الاحتجاجية بعد إلغاء الترخيص حسب ما صدر منها.
حضور على مراحل
ومنذ الساعة منتصف النهار حضرت مجموعات للوقفة الاحتجاجية تباعا جابت شارع الحبيب بورقيبة قبل ان تتوقف أمام مقر وزارة الداخلية ثم تواصل طريقها الى شارع محمد الخامس على مستوى مقر الحزب القديم لتلتحق في ما بعد ثلاث مجموعات رفع خلالها المحتجون شعارات مطالبة بالمحاسبة ومندّدة بنداء تونس مطالبة بتطهير الداخلية والاتحاد. ورفع المحتجون شعارات «ديقاج» في وجه الاعلام متهميه بعدم الحيادية في نقل الأحداث كما اعتبروا أن اتحاد الشغل الذي ينضوي تحت جناحه العمال أضحى طرفا سياسيا وأن الدعوة للإضراب العام ستزيد في تعكير أحوال البلاد.
منع من العودة إلى المسرح
واستمرت الوقفة الاحتجاجية لأكثر من ثلاث ساعات بشارع محمد الخامس وسط حضور أمني مكثف قام بمنع المئات من المحتجين من العودة أدراجهم إلى شارع الحبيب بورقيبة في أكثر من مناسبة. وعلّق الكثير من الحاضرين على كون الوقفة الاحتجاجية التي تم الخروج اليها رغم الأمطار والبرد هي رد على رفض الوزارة منحهم الفرصة للتعبير.