عاشت مدينة قفصة صباح امس على وقع حراك شعبي دام اكثر من ثلاث ساعات خرجت خلاله مختلف القوى السياسية الى الشارع بتعبيرات مختلفة بين داعم ومساند لشرعية الحكومة والدعوة الى رفع الاعتصامات للتفرغ الى مشاريع التنمية وبين مطالب باسقاط الحكومة واعتبارها قد فشلت في المهمة التنموية بالجهة. مشاغل عديدة لخصتها الشعارات المرفوعة خلال الحراك وتجاذبات واختلافات عكست بوضوح المرحلة الصعبة التي تعيش على وقعها البلاد عموما والجهة خصوصا.
وقفة دعم ومساندة للحكومة
نظمت حركة النهضة مكتب قفصة وبالتنسيق مع المكاتب المحلية بالجهة في مختلف المعتمديات وقفة مساندة شعبية للحكومة والشرعية دعت اليها انصارها الذين حضروا باعداد محترمة منذ التاسعة صباحا امام مقر الولاية التي لاحظنا امامها حضورا امنيا مكثفا كما حضرت التعزيزات من الجيش الوطني امام مقر الولاية فصلت بين المقر والمتظاهرين وقد انطلقت الوقفة بكلمة كاتب عام المكتب الجهوي للحركة في قفصة محسن سوداني الذي تحدث عن المرحلة الحاسمة التي تمر بها تونس عموما والجهة خصوصا ورهانات المرحلة القادمة كما اكد على ضرورة الاحترام المتبادل بين جميع التعبيرات السياسية بالجهة واحترام الرأي المخالف وعدم الانسياق وراء اي استفزاز مهما كان مصدره لتجنيب الجهة والبلاد اي انزلاق واكد على ضرورة احترام تحركات الطرف المقابل لتجسيد الديمقراطية عملا وممارسة كما كانت لممثل حركة النهضة في المتلوي كلمة لخص خلالها الوضع بالحوض المنجمي وضرورة دفع عجلة التنمية بهذه الجهات حتى تأخذ حظها من المشاريع التنموية.
وقد رفعت خلال الوقفة عديد الشعارات منها الدعوة الى التطهير في كل المجالات والتصدي لعودة وجوه النظام السابق بالاضافة الى التنديد بالعنف والدعوة الى فض الاعتصامات لفتح الباب امام المستثمرين الراغبين في الاستثمار بالجهة بالاضافة الى دعوة الاهالي الى الوقوف امام وجوه الردة واعداء الثورة فيما رفعت عديد اللافتات أهمها «قفصة لن تكون منطلقا لثورة مضادة» وضرورة حماية مكاسب الثورة ودعم الحكومة والشرعية وعدم توظيف المال السياسي.
وفي رده على سؤال «الشروق» حول سبب اختيار هذا التوقيت بالذات لتنظيم الوقفة أشار رضا السماوي المسؤول عن الاعلام في مكتب حركة النهضة بقفصة الى ان ذلك خيار أملته الضرورة والمرحلة التي تمر بها البلاد عموما وقفصة خصوصا وفيه دعوة كل الاطراف مهما كانت خلفياتهم الى التصدي الى اعداء الثورة كما اكد على ضرورة احترام الرأي المخالف في اشارة الى المسيرة الثانية الخاصة بأنصار الجبهة الشعبية.
مسيرة حاشدة للمطالبة بالتنمية
كما انتظمت في ذات الصباح مسيرة شعبية حاشدة نظمتها الجبهة الشعبية وبالتنسيق مع مكونات المجتمع المدني جابت الشارع الرئيسي لمدينة قفصة وتوقفت أمام مقر الاذاعة ومركز الولاية ندد خلالها المتظاهرون بأداء الحكومة فيما يتعلق بمشاغل الجهة من التنمية والحد من البطالة وطالبوا بوضع حد لتهميش الجهة بالاضافة الى انتقاد عدم التحكم في الصعود الصاروخي للاسعار وقد رفع المتظاهرون عديد الشعارات مثل : يا حكومة عارعار الاسعار شاعلة نار شغل حرية كرامة وطنية الشعب يريد الثورة من جديد شادين شادين في سراح الموقوفين في اشارة الى ملف موقوفي الاحداث الاخيرة بالجهة .المتظاهرون رفعوا ايضا شعار الثورة مرددين «الشعب يريد اسقاط النظام».
ولئن تواجد بعض انصار النهضة قرب الولاية الا ان الحاجز الفاصل الذي اقامه الامن بين المجموعتين وايضا وقفة قياديي حركة النهضة جنبت المشهد من كل صدام وجعلت المسيرة تمر بسلام رغم حدة الشعارات المرفوعة خلالها ثم تحركت المسيرة من جديد باتجاه وسط المدينة اين توقفت امام مقر حزب حركة النهضة ورفع في الاثناء شعار «ديڤاج» الشيء الذي احدث بعض المناوشات كان لها الامن من جديد بالمرصاد وسريعا ما طوق المسالة ووضع حاجزا امنيا امام مقر النهضة ولئن استمر انصار الجبهة الشعبية طويلا وسط المدينة الا ان الامور مرت بسلام رغم التجاذبات الحاصلة.
هوامش
ما يمكن التأكيد عليه هو التنظيم المحكم للوقفة الاولى والانضباط التام لانصار النهضة لقرارات القياديين في الحركة لتجنب كل ما يمكن ان يحدث.
التكتل مع الجبهة والمؤتمر مع النهضة
بعض الوجوه المعروفة بانتمائها للتكتل رصدتها «الشروق» مع مسيرة الجبهة الشعبية في حين رصدنا ايضا بعض الوجوه المنتمية الى المؤتمر مع الوقفة التي نظمتها حركة النهضة.
الأمن جمهوري والجيش وطني
الحضور الامني كان فاعلا وجنب الجهة الانزلاق في مشاكل كانت قد تحدث لولا الوقفة الامنية الجيدة بمتابعة ميدانية للقيادات الامنية الجهوية وكان بالفعل امنا جمهوريا هذا وقد كان حضور الجيش الوطني بارزا ايضا من خلال تمركزه لحماية مقر الولاية.