مع انطلاق موسم الحج الجديد نفى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس جفاف بئر زمزم أو انخفاض مستوى الماء فيه أو تلوثه. وأكد السديس أن ما يردده البعض من مزاعم في هذا الشأن يعتبر تشكيكاً بشيء من قدرة الله عز وجل وحكمته البالغة.
كما نفى السديس أي خلط لماء زمزم بالماء العادي في المسجد الحرام، وقال عقب زيارته مكتب الزمازمة الموحد أمس الأول الثلاثاء «زمزم عين معين لا تنضب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها».
وشدد على أن الدولة (السعودية) تبذل قصارى جهدها للحفاظ على ماء زمزم من كل الملوثات بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية ومكتب الزمازمة الموحد. ودعا الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الحجاج إلى ترشيد استخدام زمزم وعدم العبث به أو سكبه في غير مكانه.
وقال «ماء زمزم مبارك منذ أن منّ الله عز وجل على الخليقة به في عهد إبراهيم وهاجر وإسماعيل، وقد قال فيه -صلى الله عليه وسلم- إنه طعام طعم وشفاء سقم، ومهما ذكر اليوم من التشكيكات يظل ماء زمزم آية من آيات الله، عيناً معيناً لا ينضب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها». ويقع بئر زمزم على بعد عشرين مترا من الكعبة وقد أفادت الدراسات أن العيون المغدية للبئر تضخ ما بين 11 الى نحو 19 لترا من الماء في الثانية. ويبلغ عمق البئر 30 مترا على قسمين الأول مبني ويقارب عمقه 13 مترا والثاني جزء منقور في صخر الجبل وعمقه 17 مترا.
حيث يقول المهندس يحي كوشك -يحمل شهادة الدكتوراه في هندسة البيئة من جامعة واشنطنالأمريكية وصاحب كتاب «زمزم» إن «المصدر الرئيسي للنهر هو فتحة تحت الحجر الأسود مباشرة وطولها 45 سم، وارتفاعها 30 سم، ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه. والمصدر الثاني يقع قي فتحة كبيرة باتجاه المكبرية (مبنى مخصص لرفع الأذان والإقامة مطل على الطواف)، وبطول 70 سم، ومقسومة من الداخل إلى فتحتين، وارتفاعها 30 سم.
أما في المستوى الديني , فتعود قصة بئر زمزم كما وردت عن النبي في صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء هي أنه لما قدم النبي إبراهيم إلى مكة مع زوجته هاجر وابنهما إسماعيل وأنزلهما موضعا قرب الكعبة التي لم تكن قائمة آنذاك ومن ثم تركهما لوحدهما في ذلك المكان ولم يكن مع هاجر سوى حافظة ماء صغيرة مصنوعة من الجلد سرعان ما نفدت وودعهما إبراهيم وغادر ولم يلتفت إلى هاجر رغم نداءاتها المتكررة لكنه أخبرها إنما فعله هو بأمر الله فرضيت وقرت ومضى إبراهيم حتى جاوزهم مسافة وأدرك أنهم لا يبصرونه دعا ربه ليغيث عائلته.
بعدما نفد الماء استهل الطفل بالبكاء ولم تكن أمه تطيق رؤيته يبكي فصدت عنه كي لا تسمع بكائه، وذهبت تسير طلبا للماء فصعدت جبل الصفا ثم جبل المروة ثم الصفا ثم المروة وفعلت ذلك سبع مرات تماما كما السعي الذي شرع من بعدها، فلما وصلت المروة في المرة الأخيرة سمعت صوتا فقالت أغث إن كان عندك خير، فقام صاحب الصوت وهو جبريل بضرب موضع البئر بعقب قدمه فانفجرت المياه من باطن الأرض ودلّت هاجر تحيط الرمال وتكومها لتحفظ الماء وكانت تقول وهي تحثو الرمال زم زم، زم زم، أي تجمع باللغة السريالية.
