تضامنت العديد من الصفحات التونسية يوم أمس في شن هجوم عنيف على أنصار عودة حزب التجمع المنحل، وانفرد أنصار النهضة في الموقع الاجتماعي بالهجوم على التلفزة الوطنية التي اتهموها بمساندة بقايا التجمع خصوصا بعد تقديم الكاتبة العامة المساعدة للتجمع سابقا عبير موسى بصفة «ناشطة حقوقية». ثمة مواضيع أخرى كثيرة شغلت التونسيين يوم أمس في صفحاتهم في الموقع الاجتماعي وخصوصا الأخبار المتضاربة حول ظروف إيقاف الوزير الأول السابق البغدادي المحمودي الذي سلمته الحكومة إلى السلطات الليبية، وكذلك قتل بحار تونسي وأصابة زميل له بنيران ليبية واقتياد مركبهم إلى ميناء طرابلس، هذا في ظل تواتر الأخبار غير المؤكدة عن تعرض التونسيين في ليبيا إلى اعتداءات مقصودة يعتقد خصوم الحكومة أنها بسبب تسليم المحمودي إلى السلطات الليبية. وفي ظل هذه الأخبار المؤسفة، سبب البرنامج التلفزي الذي بثته القناة الوطنية الأولى عن عودة التجمعيين حالة غضب كبيرة في صفحات التونسيين.
ونلاحظ أن رفض عودة التجمعيين هو من المواضيع النادرة التي توحد نشطاء المعارضة مع نشطاء أنصار النهضة وثلاثي الحكم، مع أن أنصار اليسار والمعارضة عموما يتهمون النهضة باستيعاب بقايا التجمع و«تبييض» الكثير منهم، فيما يتهم أنصار النهضة أحزاب اليسار والمعارضة بتوفير الغطاء السياسي لبقايا نشطاء التجمع حتى أن أحد الزملاء المعروفين بطرافة تعاليقهم كتب: «السياسيون كلهم يسبون التجمعيين في العلن، وكلهم يتوددون إليهم في السر».
أما عن البرنامج التلفزي الذي أثار غضب العديد من الناشطين، فقد كتب ناشط حقوقي يقول إنه فقد شقيقه شهيدا في الثورة: «مجرد ظهور جماعة التجمع في التلفزة وحده جريمة، لقد نهبوا خيرات البلاد واستفردوا بها أكثر من نصف قرن، رموا بالآلاف من المعارضين في السجون وشردوا الآلاف في المنافي واليوم يجدون من يريد عودتهم». ونشر ناشط حقوقي من اليسار مقالا طويلا جاء فيه: «أحب أن أذكركم أن من نادى بطرد التجمع ليس النهضة بل شباب تونس دون تمييز سياسي، وأحب أن أذكر الذين نسوا بشعارات الثورة التي ما تزال مكتوبة على الجدران: يسقط حزب الدستور، يسقط جلاّد الشعب، تونس تونس حرّة حرّة، والتجمّع على برّة ، يا شعب ثورْ ثورْ على المافيا وحزب الدستور، حلّ التجمّع واجب، يا تجمّع يا حقير حِسْمِت فيك الجماهير، RCD dégage، ومن لم يسمع هذه الشعارات، فلا يؤخذ برأيه بخصوص الموقف الواجب اتخاذه اليوم من التجمعيين. ومن تنكر لهذه الشعارات فقد تنكر للثورة».
كما شن العديد من الناشطين حملة ضارية على الكاتبة العامة للتجمع سابقا عبير موسى بسبب تقديمها بصفة «ناشطة حقوقية»، وكتب محام شاب قريب من القوميين تعليقا على ذلك: «عبير موسى كانت تحصل على امتيازات كاتب دولة من أموال الشعب التونسي، كانت تبث الرعب في المحامين المعارضين، كانت تمثل أسوأ ما في الخلية التجمعية في المحاماة، واليوم أصبحت بقدرة قادر ناشطة حقوقية، يا للسخرية». وكتب زميل له تعليقا جاء فيه: «في التلفزة الوطنية، سوف نرى بن علي قريبا وتحت اسمه عبارة ناشط حقوقي في المنفى».
ونشر عدة ناشطين مقاطع فيديو للسيدة عبير موسى وهي تصرخ بشعارات مساندة لبن علي، وكتبت محامية من تونس تعليقا على ذلك: «عبير موسى، صاحبة شعار 14 بعد ألفين ما ينجمها كان الزين، لماذا لا تعطينا رأيها في ما كانت تفعله في الشعب التونسي؟».
أما أغرب ما قرأنا يوم أمس في الصفحات التونسية، فهي انتشار شتيمة جديدة في مصطلحات الشتائم السياسية في تونس وهي «الفاشستي» التي أطلقها أحد ضيوف البرنامج التلفزي على ممثل حركة النهضة الذي غادر غاضبا، وقد انتشرت هذه العبارة للتندّر والسخرية في الصفحات التونسية، حتى أن ناشطا من النهضة كتب ساخرا: «من علامات الساعة أن يتهم تجمعي خصما له بأنه فاشستي، يعني هو الشعب التونسي ثار ضد ديمقراطية التجمع ؟ تي ما هو ثار على نصف قرن من الفاشستية».