مع اقتراب فصل الصيف يتضاعف الاقبال على المياه المعدنية فيزداد احتكار المؤسسات التجارية لهذه المواد للتحكم في الاسعار وتحقيق أرباح طائلة، في هذا الاطار انطلقت منذ أشهر عديدة عملية تجميع قوارير المياه وتخزينها في عدة نقاط بالجزيرة. الملفت للانتباه أن طريقة وظروف خزن هذه المواد لا تخضع الى أدنى مواصفات السلامة الصحية حيث رصدت الشروق مؤخرا كميات ضخمة من المياه المعدنية تعود ملكيتها الى إحدى المؤسسات التجارية وهي الأكبر في جربة مخزنة بطريقة غير صحية اذ تم تجميع الآلاف من أكياس القوارير البلاستيكية في ساحة لمعصرة زيتون في الهواء الطلق ومباشرة تحت أشعة الشمس الحارقة والرطوبة العالية التي تميز مناخ جزيرة جربة في انتظار تسويقها في فضائها التجاري بمدينة حومة السوق حسب عدة شهود عيان.
تخزين هذه الكميات الكبيرة من مختلف أنواع المياه المعدنية انطلق منذ أكثر من 3 أشهر بشكل متزايد يوما بعد يوم في ظل انعدام قواعد الحفظ وأمام تجاهل مصالح الصحة العمومية ولجان المراقبة الصحية رغم أن هذا المستودع يقع على الطريق الرئيسية التي تربط مدينتي حومة السوق وميدون.
السيد منير بوستة أخصائي في التغذية أكد أن مادة البلاستيك الغذائي في حالة تعرضه لأشعة الشمس يفرز مادة «الدايوكسين» وهي مادة سامة للخلايا البشرية حيث بعد أن تقوم بتلويث الشراب تنتقل الى المعدة ومنها الى خلايا الجسم مسببة أوراما مختلفة من السرطانات وأمراضا جرثومية عديدة ويمكن أن تسبب في تسممات خطيرة وحالات اسهال كما يتسبب عدم احترام مواصفات الخزن وشروط التعليب في تغيير مكونات الماء وتؤثر على مدة صلاحية المواد الغذائية في المقابل مسؤول بالمؤسسة المعنية اعتبر أن هذا التصرف لا يشكل أي خطورة على سلامة المستهلك وأنه يندرج في اطار مساعي المؤسسة لتأمين حاجيات الجزيرة من الماء الصالح للشراب استعدادا لموسم الاستهلاك كما أكد أن المؤسسة بصدد تهيئة مستودع آخر تتوفر فيه كل المواصفات صحية لحفظ المواد الغذائية.