بعد يوم من تسريبات ديبلوماسية عن اقتناع موسكو بضرورة اعتماد الحل اليمني في سوريا أكدت روسيا أن النموذج اليمني لا يستجيب للواقع السوري مشددة على أنها لم تناقش أبدا مسألة رحيل بشار الأسد التي تبقى استحقاقا في يد السوريين فقط . أكد ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن روسيا لا تجري أي مباحثات مع الولاياتالمتحدة بصدد مسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
بيد السوريين
وقال بوغدانوف في سياق تعليقه على تصريحات واشنطن انها تبحث مع موسكو خطط رحيل الرئيس السوري « كلا، لا نقوم باية مباحثات.. هذه المسائل يجب ان يبحثها السوريون وليس احد غيرهم».
وتعد تصريحات بوغدانوف ذاتها التي أعلن عنها الديبلوماسي الروسي غينادي غاتيلوف الذي قال إن موسكو لا تعتبر أن بقاء الأسد شرط مسبق لتسوية النزاع في سوريا ولم تطرح روسيا هذه القضية كمسألة ضرورية عند انتهاء العملية السياسية لأنها تبقى في المحصلة بيد السوريين أنفسهم .
وفي عودة لتصريحات بوغدانوف , اشار الى ان روسيا في الوقت الحالي تجري مباحثات مكثفة مع جميع الشركاء الاجانب، بينهم الولاياتالمتحدة، بصدد الوضع في سوريا، قائلا «نحن نبحث مع شركائنا تفعيل المجتمع الدولي من أجل تنفيذ خطة كوفي عنان وعمل المراقبين الأممين في سوريا بأكبر قدر من الفعالية للخروج من حلقة العنف في هذا البلد».
واعرب عن خيبة أمل بلاده من قرار ما يسمى ب«الجيش السوري الحر» الرافض لتطبيق خطة عنان، قائلا «انه محزن، طبعا وفي غاية السلبية». من جانبه, اعتبر غينادي غاتيلوف، النائب الآخر لوزير الخارجية الروسي ان «النموذج اليمني» لتسوية الازمة في سوريا غير مناسب بسبب عدم رغبة المعارضة الجلوس حول طاولة الحوار.
وقال انه «عندما نتحدث عن النموذج اليمني حيال الازمة السورية يجب الاخذ بالاعتبار ان المعارضة في سورية، وللاسف، لا تسعى للبدء بحوار سياسي مع الحكومة»، مشيرا الى أنه «كان من الجيد لو كان هناك اتفاق ورغبة سياسية من كلا الطرفين، ما سيساعد على التحرك في اتجاه التسوية، وعندها كان من الممكن الحديث عن النموذج اليمني.. بيد أننا لا نرى في سوريا رغبة كهذه من قبل المعارضة».
كما نفى غاتيلوف ان تكون روسيا تجري اتصالات او مباحثات مع اي كان حول مسألة رحيل الرئيس السوري من سدة الحكم، مؤكدا ان «موقفنا كان دوما يتلخص بأن المستقبل السياسي للبلاد يجب ان يحدده الشعب عبر الحوار السياسي بين جميع القوى في سوريا».
الشرق الأوسط في خطر
من جهته , أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان الازمة في سورية تهدد استقرار كل المنطقة. وقال خلال افتتاحه المنتدى الاقتصادي العالمي حول اوروبا والشرق الاوسط وشمال افريقيا وآسيا الوسطى في اسطنبول» ان موقفنا من هذه المشكلة دقيق.. الحريق في سوريا يستطيع ان يلتهم كل المنطقة، وقد حذرنا سابقا مرارا من ذلك.. اذ تم تهجير آلاف الناس من بيوتهم وهربوا الى بلدان مجاورة». واشار الى انه في تركيا وحدها يوجد الآن اكثر من 24 الف لاجئ سوري.
وشدد قائلا: «لم نتدخل ابدا ولن نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، ولكننا مهتمون في سلام واستقرار منطقتنا، اذ تصبح حاليا مشكلة اية دولة مشكلة عالمية، فالحرب والارهاب وعدم الاستقرار في دولة تنعكس بلا شك على حياة الدول الاخرى، لذلك يجب العمل في اطار عالمي».
وذكر بأن تركيا ومنذ بداية «الربيع العربي» نصحت باصرار الزعماء باتخاذ الاجراءات الكفيلة بالانتقال من الدكتاتورية الى الديمقراطية. ولم يتطرق أردوغان لا من قريب ولا من بعيد إلى احتضان بلاده لقيادة المجلس العسكري للمعارضة السورية ودعمها بالسلاح وبالمال والإعلام وبالتحريض على النظام السوري عبر رعاية اجتماع « ما يسمى» بمجموعة اصدقاء سوريا.